اعتبر المراقبون أن اتهامات مسئولين عسكريين بالجيش الأمريكي لمسؤولين إيرانيين " بإمداد الميليشيات االشيعية في العراق بقنابل متطورة بمثابة الخطوة الاولى فى سيناريو لاعداد هجوم عسكرى ضد إيران ، ووصفه البعض بأنه مشابه لسيناريو توجيه إلاتهامات للعراق بحيازة أسلحة دمار شامل قبل غزوه عام 2003.وكان مسؤولون بارزون في شؤون الدفاع قد قالوا إنه تم رصد عدد متزايد من القنابل المتطورة التي تسربت إلى العراق وأن مسؤولين حكوميين إيرانيين على أعلى مستوى أعطوا امر إرسالها إلى العراق وأشاروا إلى أنه بين يونيو 2004 والأسبوع الماضي لقي أكثر من 170 أمريكيا حتفهم بهذه القنابل ذات القدرة على تدمير دبابةإبرامز الثقيلة،كما أكد محللو الاستخبارات الأمريكية أن مكونات هذه القنابل تصنع في إيران وتهرب إلى داخل العراق بناء على أوامر كبار المسؤولين الحكوميين الايرانيين.وكانت صحيفة نيويورك تايمز الصادرة يوم السبت 02/10 /07 قد أشارت الى أن الدوائر المخابراتية الامريكية قد توصلت الى هذا الاستنتاج بناءعلى عدد من العوامل، بينها تحليل القنابل والمتفجرات التي عثر عليها في العراق، وفحص مخلفات الهجمات، ومعلومات تحدثت عن قيام ايران بتدريب افراد ميليشيات الشيعية في معسكراتها وعلى يد مقاتلي حزب الله اللبناني - اضافة الى معلومات حصل الامريكيون عليها من الايرانيين الذين اعتقلوهم لدى مداهمة مكتب ايراني في اربيل في الشهر الماضي.ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية قولها إن احد المعتقلين الايرانيين قال إن المتفجرات كانت تهرب عبر الحدود من ايران ليلا من خلال منطقة مهران على الاغلب. . وفى أول رد فعل من جانب إيران نفي المسئولون الايرانيون الاتهامات الأمريكية بتورطها بتفجيرات في العراق ووصف مسؤول رفيع المستوى في السفارة الإيرانية بالعاصمة العراقية بغداد الاثنين، الاتهامات الأمريكية بتورط قوات النخبة الإيرانية مباشرة بتفجيرات في العراق أسفرت عن مصرع عناصر أمريكية.. بأنها كلها أكاذيب و محض افتراء،متهما الإدارة الأمريكية بارتكاب العديد من الأخطاء في العراق، وتريد الآن أن تستخدم إيران ككبش فداء.كذلك نفت إيران، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، الاتهامات الأمريكية.وقال حسيني، إن الاتهامات الأمريكية لا يعتد بها، كما لا يمكن اعتبارها بمثابة دليل، موضحاً أن الولاياتالمتحدة "لها تاريخ طويل في تزويرالأدلة."وأكد أن مثل هذه الاتهامات "غير مقبولة"..وفى أول رد فعل للرئيس الايرانى أحمدى نجاد نفى هذه الاتهامات واتهم بدوره الولاياتالمتحدة بمحاولة إخفاء هزيمتها فى العراق من خلال توجيه اصابع الاتهام الى اخرين واكد أن السلام والامن لن يعودا الى العراق إلا عندما تخرج منه القوات الاجنبيه..ومن ناحية اخرى يختلف المسؤولون الأمريكيون بشأن المدى الذي ستذهب إليه إدارة الرئيس جورج بوش في كشف تلك الأدلة لتعزيز اتهاماتها.. حيث تأتي الاتهامات الأمريكيةالجديدة عقب أقل من أسبوعين من دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الولاياتالمتحدةوإيران لتسوية خلافاتهما خارج العراق وعدم استخدام أراضيه كساحة للمواجهة معبرا علانية عن اعتقاده بأن إيران تستهدف القوات الأمريكية في بلاده،وطالب المالكي عدم الزج ببلاده في صراع واشنطن- طهران قائلاً: "لن نسمح لإيران بلعب دور ضد الجيش الأمريكي.. كما أننا لن نسمح للأمريكيين بدور مضاد للجيش الإيراني."وقال: "لا نريد أن يتخذ الجيش الأمريكي العراق كنقطة انطلاق لمهاجمة إيران أو سوريا.كما تأتي الاتهامات ايضا خلال أقل من أسبوع من مناشدة ثلاثة من المسؤولين العسكريين الأمريكيين السابقين الحكومة البريطانية التدخل لنزع فتيل التوتر القائم بشأن برنامج إيران النووي محذرين أن توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية ضد إيران ستكون له عواقب كارثية على المنطقة.وطالب العسكريون المتقاعدون الثلاث وهم: الجنرال روبرت غارد، من مركز السيطرة على الأسلحة ونشر أسلحة الدمار الشامل في واشنطن، والجنرال جوزف هوارد، قائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق، والأدميرال جاك شانهان، الرئيس السابق لمركز المعلومات الدفاعية، في رسالة إلى صحيفة "صاندي تايمز"البريطانية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير معارضة أي خيار عسكري أمريكي ضد إيران.وقال العسكريون إن "لبريطانيا دور محوري عليها الاضطلاع به لتأمين دفعة جديدة للجهود الدبلوماسية. ومن ناحية أخرى يشير المراقبون الى مواصلة الولاياتالمتحدة لبناء حشود عسكرية في منطقة الخليج حيث يتوقع وصول حاملة للطائرات وبرفقتها قطع بحرية إلى المنطقة في أواخر فبراير الجاري، وذلك في استعراض للقوة ،وستنضم التعزيزات العسكرية إلى حاملة الطائرات المتواجدة في المنطقة.ويشار أنها المرة الأولى التي تحشد فيها الولاياتالمتحدة حاملتي طائرات في المنطقة منذ غزو العراق عام 2003.وبدورها ردت إيران بالإعلان عن مناورات عسكرية ضخمة استمرت خمسة أيام أجرت خلالها تجارب على صواريخ متوسطة المدى.. وكانت أهم ردود الفعل داخل الولاياتالمتحدة داخل الكونجرس الامريكى حيث طالبت قيادات فى الحزب الديمقراطى الامريكى إدارة الرئيس جورج بوش بتوخى الحذر فى توجيه الاتهامات إلى إيران وأعربوا عن تشكههم فى مزاعم الحكومة الامريكية مؤكدين أن أفضل طريقة لحل هذه المسألة تكون من خلال المفاوضات وليس المواجهة مع إيران حيث أعرب السيناتورالديمقراطى "كريس دود "عن إعتقاده بأنه بالرغم من عدم وجود شك لديه من تورط إيران بشكل أو بأخر إلا أنه لا يشعربالإرتياح إزاء محاولة خلق سبب لما قد يكون عمل عسكرى أوسع ضد إيران مستقبلا ..وعلقت بعض الصحف البريطانية على هذه الاتهامات ..فأعربت صحيفة "الاندبندنت "البريطانية عن اعتقادها بأن واشنطن بهذه التصريحات تتحرك باتجاه شن حرب على إيران،معتبرة أن الا تها مات التى تكيلها الولاياتالمتحدةلإيران مشابهة فى نبرتها وعدم مصداقيتها لتلك التى وجهتها الادارة الامريكية قبل أربع سنوات الى العراق عندما زعمت أنه يمتلك أسلحة دمار شامل حتى تبرر غزوها لتلك الدولة عام 2003 ووصفت الصحيفةهذه الاتهامات بأنها غير منطقيةخاصة وأن القوات الامريكية فى العراق تسعى أكثر وراء المقاومة السنيةالمعادية بشكل كبير لإيران والتى انتقدت مرارا الحكومة العراقية بوصفها دمية فى يد إيران وبالتالى فإنه من غير المرجح أن تكون الميليشيات السنيه قد حصلت على كميات ذات أهميه من المعدات العسكرية القادمة من طهران، وأشارت الى تعارض هذه الاتهامات ايضا مع الحقائق الموجودة على الارض لإنها تلمح الى أن الميليشيات الشيعية التابعةللاحزاب التى تشكل الحكومة العراقية الموالية لواشنطن فى حالة حرب مع الولاياتالمتحدة وهذا بالطبع ينافى الحقيقة ..وخلصت الصحيفة الى أنه من المحتمل أن يكون البيت الابيض قد قررأنه من مصلحته السياسية أن يحول الانتباه مع إقتراب انتخابات الرئاسة الامريكية المقررة فى نوفمبر2008عن فشله فى العراق إلى إظهار اللوم على إيران بإظهارها على انها اليد الخفية التى تدعم معارضيها فى العراق.. ومن ناحيته أكد الرئيس الامريكى بوش فى حديث له مع قناة سى سبان التليفزيونية على ان الحديث عن ضربة عسكرية لإيران مجرد دردشة سياسية وأن استخدام القوة ضد إيران سيكون الملاذ الاخير..وبالرغم من محاولة الرئيس بوش تخفيف لهجته ضد إيران إلا أن كثير من المراقبين اعتبروا أن هذه الاتهامات بمثابة قرع طبول الحرب ضد إيران وحذروا منها .