قال حلمي النمنم وزير الثقافة إن تواصل مهرجان الجنادرية للتراث كمهرجان ثقافي وتراثي سعودي على نحو قرابة ثلث قرن يعكس طبيعة العمل المؤسسي الذي قام عليه هذا المهرجان، فالأساس في العمل الثقافي والتراثي هو الإستدامة والإستمرار والتواصل بغض النظر عن تعاقب الأجيال وتغير الأشخاص من القائمين على المهرجان والمحتفين به. وأضاف وزير الثقافة – خلال كلمته بمهرجان الجنادرية للتراث في المملكة العربية السعودية، الذي تحل مصر ضيف شرف لدورته الواحد والثلاثين – نحن أمام مهرجان كبير يترسخ عاما بعد عام ويتطور كل عام إلى الأفضل والأجود، يحتفي بالجوانب الثقافية والإبداعية والتراثية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وبدول الخليج العربي وبثقافتنا العربية عموما، إضافة إلى الثقافة الإنسانية في نطاقها الواسع، من هنا كانت سعادتنا البالغة بالدعوة الكريمة التي تلقتها وزارة الثقافة المصرية من خادم الحرمين الشريفين لنكون ضيف شرف هذه الدورة التي تعكس عمق ورسوخ العلاقات بين البلدين، وقد أثبتت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية – رغم بعض العواصف والزوابع التي تنشأ بين حين وآخر – أنها متجذرة وعميقة في التاريخ ومحكومة بروابط جغرافية ودينية وثقافية وإنسانية عميقة لا يمكن أن تنفصم أبدا ولا يمكن أن يهزها أحد. وتابع : تؤكد الحفريات الأثرية والدراسات التاريخية التي قام بها باحثون عبر العالم كله أن التواصل ممتد في التاريخ القديم بين مصر والجزيرة العربية (ضفتي البحر الأحمر)، ثم ترسخ التواصل برابطة الإسلام الحنيف حين دخل الصحابي الجليل عمرو بن العاص مصر فاتحا واستقبله المصريون بود وترحاب حقيقيين، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر وما لبث المصريون أن اعتنقوا الإسلام وتحدثوا العربية ليصبح التواصل أعمق وأعمق من خلال موسم الحج إلى بيت الله الحرام سنويا. وأوضح أنه حين تأسست المملكة العربية السعودية كانت العلاقات محكومة بروابط الأخوة بينها وبين مصر، خاصة في ظل وجود الملك عبد العزيز الملك المؤسس والملك فؤاد الأول، رحمهما الله، وتواصلت العلاقات من يومها بين الدولتين لتشكلا معا رمانة الميزان في عالمنا العربي المضطرب بالكثير من الصراعات والأزمات، ويعول الكثيرون في منطقتنا على عمق هذه العلاقة لنخرج إلى بر الأمان في ظل وجود الزعيمين الكبيرين الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والملك سلمان بن عبد العزيز.