قالت وزيرة الثقافة الفرنسية اوريلي فيليبيتي ان متحف اللوفر ابوظبي يشكل اهم مشروع لفرنسا خارج اراضيها وذلك اثناء افتتاحها معرضا في العاصمة الاماراتية يضم قسما كبيرا من المجموعة الدائمة للمتحف وقالت فيليبيتي "انه من دون شك المشروع الثقافي الاهم في الخارج خارج حدودنا وأضافت الوزيرة الفرنسية بافتتاح المعرض مع الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لامارة أبوظبي. ويضم معرض " نشأة متحف " 130 عملا هي نواة المجموعة الدائمة للصرح الذي سيفتتح ابوابه في 2015 على جزيرة السعديات قبال سواحل الامارة في اطار مشروع ثقافي ضخم اطلقته الامارة على هذه الجزيرة ويضم ايضا متحف "جوجنهايم ابوظبي" ومتحف الشيخ زايد الوطني. من جهتها قالت مسؤولة القسم الثقافي في هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة ريتا عون عبدو ان "اللوفر ابوظبي سيكون اول متحف كوني في العالم العربي". فمن الفن الفرعوني الى بيكاسو ومن المنمنمات الاسلامية الى صفاء خطوط الفنان الهولندي الحداثي موندريان يؤكد المتحف على طابعه " الكوني" العابر للثقافات والازمنة، فيما بعض اعماله لم يشاهد من قبل. وكان المشروع اطلق ضمن اتفاق بين امارة ابوظبي والحكومة الفرنسية عام 2007 وقد نص الاتفاق على تمويل بمليار يورو من الجانب الاماراتي، في مقابل استخدام اسم اللوفر في ابوظبي لمدة ثلاثين عاما وتقديم وكالة المتاحف الفرنسية خبرتها لمساعدة الامارة على الاستحواذ على مجموعة دائمة للمتحف. كذلك يتضمن الاتفاق برنامج اعارة للاعمال التي يملكها متحف اللوفر الباريسي للمتحف الاماراتي. وفي اسلوب سيعتمده المتحف في المستقبل، يقوم بوضع اعمال فنية من حقبة واحدة وانما من اماكن متباعدة جغرافيا تعكس تعبيرا فنيا متشابها في الشكل او الموضوع في ما يشبه حوارا بين الثقافات. كذلك، يجمع بين اعمال من حقبات مختلفة تقدم تعبيرا انسانيا متشابها. فتثمال بافاري من القرن الخامس عشر يجسد المسيح مظهرا جروحه، يتجاور مع تمثال للالهة الهندوسية شيفا من القرن العاشر. كذلك يعرض تمثال لكاتب روماني من القرن الثاني مع تمثال بوذي من الحقبة نفسها، ما يظهر تأثير الفنون اليونانية والرومانية على فنون آسيا في تلك الحقبة كنتيجة لحملات الاسكندر الكبير الى الشرق. ويقدم المعرض مجموعة منمنمات من راجستان الهندية وشيراز الايرانية معا في مقابل الرسومات اليابانية الدقيقة. ومن ابرز اعمال المتحف، لوحة لبابلو بيكاسو لم تعرض قط من قبل وتمثل رسما بتقنية الصور الملصقة (كولاج) لحفيدة القيصر الروسي اسكندر الثاني. وفي قاعة مخصصة للوحات، تتجاور لوحة بيكاسو هذه مع اخرى للسوريالي رينيه ماغريت، والى جانهما لوحة "الاطفال المتصارعون" لبول غوغان، و"الغجري" لادوار مانيه، و"العذراء والطفل" لبيليني من عصر النهضة. ولا يبدو ان مجموعة اللوفر ابوظبي مقيدة بمعايير ثقافية او بمحظورات، فهي تضم اعمالا من الارث الاسلامي والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي، اضافة الى بعض مشاهد العري كما في لوحه "فينوس" للوي جان فرانسوا لاغروني من القرن الثامن عشر.