تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد وصل وزير الدفاع الامريكى تشاك هاجل اليوم الاحد الى اسرائيل في أول زيارة له كوزير للدفاع وهى جزء من جولة بمنطقة الشرق الأوسط تستغرق أسبوعا وتضم ايضا زيارة كل من مصر، والأردن، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتأتي جولته وسط مخاوف متزايدة بشأن الاستقرار الإقليمي بسبب برنامج ايران النووي، والحرب الأهلية في سوريا. وتقول صحيفة النيويورك تايمز ان هاجل يسعى لوضع اللمسات الأخيرة على صفقات لبيع الأسلحة بقيمة 10 مليارات دولار مع إسرائيل، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .. والصفقات للدول الثلاث من شأنها أن توفر الصواريخ والطائرات الحربية ووسائل نقل القوات لمساعدتهم على مواجهة اي تهديد في المستقبل من جانب ايران. وتضيف الصحيفة الامريكية ان الهدف من الصفقة هو ضمان استمرار تفوق إسرائيل في مجال القدرة العسكرية بالمنطقة لردع إيران ومواجهة مجموعة من التهديدات، كذلك من المهم ايضا بنفس القدر تحسين قدرات شريكين عسكريين هامين وهما السعودية والامارات اللذان يجابهان خطر ايران ايضا. واكد مسؤول كبير بالادارة الامريكية، "ان الصفقة توفر ايضا شبكة أكبر من تنسيق الأصول العسكرية في جميع أنحاء المنطقة للتعامل مع طائفة من الحالات الطارئة " وتلك المخاطر الأمنية الأخرى، تشمل الحرب التي تؤرق المدنيين في سوريا مع وجود خطر الأسلحة الكيميائية التي يمكن استخدامها من قبل حكومة الأسد. وتعد زيارة وزير الدفاع الامريكى للمنطقة، تتويجا لعام من المفاوضات السرية على الاتفاق الذي قال مسؤولون في الكونجرس انه سيكون الاضخم بعد صفقة بيع طائرات F-15 إلى المملكة العربية السعودية بنحو 29.5 مليار دولار عام 2010. ولكن التوازن الدقيق بين المصالح المختلفة جعل الاتفاق على الصفقة هو الأكثر تعقيدا من أي وقت مضى. كذلك كان هناك تحد آخر، حيث قال مسؤولون كبار في الادارة الامريكية ، ان تأخر الصفقة كان فى الحسبان حتى لا ينظر إليها على أنها تبني امريكى للتخطيط المتسارع من قبل إسرائيل للقيام بضربة عسكرية منفردة ضد المنشآت النووية الايرانية. وبموجب الاتفاق، سيسمح للدول الثلاث بالحصول على الأسلحة المتطورة من الشركات الامريكية. وفي حالة إسرائيل، هناك أيضا مساعدات مالية أمريكية كبيرة، تصل لنحو 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية في السنة المالية الحالية. وتشير النيويورك تايمز الى ان اسرائيل ستشترى صواريخ جديدة مصممة كشف رادارات الدفاع الجوي للعدو واستبعادها، وكذلك رادارات متقدمة لطائراتها الخاصة، وطائرات ناقلة للتزود بالوقود - والتى تباع لأول مرة لأي جيش أجنبي - وطائرات V-22 Osprey الخاصة بنقل بالقوات. دولة الإمارات العربية المتحدة ستشتري 26 طائرة حربية من طراز F-16، وهي الحزمة التي يمكن أن تصل إلى 5 مليارات دولار وحدها، جنبا إلى جنب مع الصواريخ الدقيقة التي يمكن إطلاقها من تلك الطائرات على أهداف أرضية بعيدة.. كذلك ستشترى المملكة العربية السعودية نفس الفئة من الصواريخ المتقدمة. وقد واجهت صفقة الاسلحة المرتقبة معارضة القليل من المشرعين فى الكونجرس، وقد قام وزير الدفاع الامريكى باعلام اعضاء الكونجرس الخميس الماضى، بتفاصيل صفقة الاسلحة، وقال مسؤولون ان اعضاء بالكونجرس طلبوا تأكيدات بأن الصفقة تاتى تمشيا مع السياسة الأمريكية لضمان "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل وانها لن تشجع الصقور فى اسرائيل على التصرف بتهور (ازاء الازمة الايرانية). وقد اكد هاجل للكونجرس، ان السياسة الأمريكية تقر بان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن "الرئيس اوباما يعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية لتعمل على منع إيران من الحصول على سلاح نووي". وقال مسؤولون ان اسرائيل قد أكدت موافقتها أن استخدام الصواريخ المتطورة التى ستحصل عليها سيتم مراقبته من قبل أفراد القوات الجوية الامريكية الذين يدربون حاليا الطيارين الاسرائيليين جنبا إلى جنب مع نظرائهم من السعودية والإمارات وهذا امر من شأنه ضمان أن لا يتم نشر الصواريخ إلا بعد التشاور مع الاميركيين.. ويتم مراقبة هذه الصواريخ تحت بند بالاتفاق يسمى "تعزيز رصد الاستخدام النهائي." وبموجب شروط الصفقة، سيتم السماح لاسرائيل بالحصول على طائرات اوسبري، وهى الطائرة التي يمكن أن تقلع وتهبط مثل الهليكوبتر ولكن تطير بسرعات عالية و مداها اوسع ، ويمكن لإسرائيل استخدامها لدورياتها وحماية الحدود. ويستطيع الجيل الجديد من الطائرات الحربية الاسرائيلية KC-135 التزود بالوقود مما يتيح لها البقاء في الجو لفترة أطول، وهى ضرورية لأي مهمة طويلة المدى - مثل توجيه ضربة عسكرية الى إيران - كما ستكون مفيدة للدوريات الجوية الخاصة بحماية الحدود الإسرائيلية أيضا. إسرائيل أيضا ستحصل على الرادارات المتقدمة للطائرات العسكرية الإسرائيلية وصواريخ مضادة للرادارات يمكن اطلاقها من الطائرة حربية، و تستهدف اشارات رادار العدو وتسعى لتدمير تلك المواقع. وتقول النيويورك تايمز ان مسؤولى الإدارة الامريكية امتنعوا عن تحديد نوعيه الصواريخ الجديدة التى سيتم بيعها إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلا أنهم قالوا أنها فئة متقدمة من الدقة "والذخائر المواجهة" التي صممت ليتم إطلاقها من الطائرات من مسافات بعيدة بأمان ضد أهداف أرضية. وهذه الصواريخ ستناسب فئة الطائرات المقاتلة 84 F-15S ، وأن المملكة العربية السعودية تشتريها الان بموجب اتفاق الأسلحة السابق، كما تم الاتفاق لاستخدام هذه الصواريخ على طائرات F-16S 26 التى تمتلكها دولة الامارات العربية المتحدة.