أكدت الكوريتان أن رئيسى الدولتين سيجتمعان فى نهاية الشهر الحالى فى العاصمة الكورية الشمالية " بيونج يانج " فى أول لقاء قمة بينهما منذ سبع سنوات وسيسبق هذا الاجتماع لقاء تمهيدى بين مسئولين من الجانبين فى منطقة كاسيونج الصناعية فى الشطر الشمالى، والتى أنشئت بتمويل كورى جنوبى، وقد أصدرت الرئاسة الكورية الجنوبية اليوم بياناً أوضحت فيه أن الاجتماع يأتى بموجب اتفاق بين الرئيس الكورى الجنوبى "ره موهيون" والزعيم الشمالى " كيم جونج إيل " وأن الزعيم الجنوبى قرر التوجه إلى بيونج يانج من 28 إلى 30 أغسطس الحالى للقاء نظيره الكورى الشمالى كيم جونج إيل . ووصفت سول هذه القمة بأنها سوف تساهم فى تحقيق السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية وأن المحادثات سوف تتيح التقدم على طريق تسوية المسألة النووية، وأشار " بايك جونج تشون " كبير مستشارى الأمن القومى لكوريا الجنوبية أن القمة سوف توسع وتطور الروابط بين القطرين الشمالى والجنوبى إلى مستوى أعلى، مُشيراً أن مدير المخابرات فى الشطر الجنوبى " كيم مان يوك " توجه سراً مرتين إلى " بيونج يانج " فى بداية الشهر الحالى للتحضير لعقد هذا اللقاء بين البلدين اللذين لا يزالان نظرياً فى حالة حرب بسبب عدم توقيع معاهدة سلام بعد الحرب الكورية . ورأى المراقبون أن هذه القمة المرتقبة ستكون أغلبها سياسية محلية وعبروا عن شكوكهم فى أن تساعد الجهود الدولية إلى تخلى بيونج يانج عن الأسلحة النووية، ويُعد هذا الاجتماع الثانى فقط بين زعيمى الكوريتين الجنوبية التى تمتلك رابع أكبر اقتصاد فى آسيا وجارتها الشمالية الشيوعية الفقيرة والمنقسمين منذ الحرب العالمية الثانية، ومازال الجانبان من الناحية الفنية فى حالة حرب، وكان الجانبان مفعمان بالتفاؤل فى الإعلان المفاجئ عن هذه القمة وعبرا عن تفاؤلهما فى أن تعطى هذه القمة قوة دافعة جديدة لتحسين العلاقات الدولية لكوريا الشمالية وتحسين العلاقات بين الكوريتين . وتعقد هذه الاجتماعات داخل القطر الشمالى وفى منطقة قريبة من المنطقة العازلة المُحصنة التى تقسم شبه الجزيرة الكورية منذ أكثر من خمسين عاماً، ولم يتفق الجانبان حتى الآن على معاهدة سلام رسمية بعد حربهما التى استمرت بين عامى 1950 و 1953 والتى انتهت بهدنة، وكانت القمة الأولى التى عقدت فى يونيو من عام 2000 قد قوبلت بترحيب ووصفت بأنها انفراجة فى جهود إتاحة فرصة للسلام فى آخر جبهات الحرب الباردة، ورفض وزير التوحيد السابق " بارك جاى كيو" الذى كان أحد القائمين على القمة السابقة التشكيك مُشيراً أن التقدم فى المحادثات النووية لكوريا الشمالية عزز التوقعات بالنسبة للقمة القادمة، ورغم ذلك حسب رأى المراقبين لم يؤد الإعلان عن هذه القمة إلى وقف التصريحات الروتينية المُعادية لكوريا الجنوبية فى وسائل الإعلام الرسمية بكوريا الشمالية . ولم يتوقع البعض تأثيراً يُذكر للقمة المرتقبة على محادثات نزع الأسلحة النووية ويرون أن القمة مرتبطة بشكل أكبر فيما يبدو بانتخابات الرئاسة فى كوريا الجنوبية فى ديسمبر المقبل، حيث أن مسألة استمرار تحالف حكومة كوريا الجنوبية مع الولاياتالمتحدة يشكل قلقا كبيرا لكوريا الشمالية . وكانت كوريا الشمالية قد قامت بأول تحرك ملموس حسبما اتفق عليه فى المحادثات السداسية الأطراف التى استضافتها بكين وأغلقت مفاعلها النووى غير أن محللين يرون أن إقناع الشمال الذى تساوره شكوك شديدة بالتخلى عن الأسلحة النووية تماماً سيكون مهمة شبه مستحيلة وهناك ضغوط على كوريا الشمالية بهذا الشأن فى المحادثات التى تضم الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة، إلا أن بيونج يانج ترى أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أولاً أن تسحب قواتها البالغ عددها 30 ألف جندى والتى تتمركز فى كوريا الجنوبية . ومن جانبها رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعقد قمة بين الجارتين الكوريتين مُعربة عن أملها فى أن يشجع هذا الاجتماع على إحلال السلام بين البلدين وأن يساهم فى تخلى القطر الشمالى عن الأسلحة النووية وتنفيذ أهداف المحادثات السداسية، كما رحبت الصين بالقمة المُزمعة وأشار " ليوجيانتشاو " المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن هذا يخدم المصالح الأساسية لسبعين مليون نسمة يعيشون فى شبه الجزيرة الكورية ويفيد أيضاً السلام والاستقرار الإقليميين . ومن ناحية أخرى رأى بعض المحللين أن الهدف الرئيسى للزعيم الكورى الشمالى هو تعزيز خصوم " الحزب الوطنى الكبير " بكوريا الجنوبية فى الانتخابات المقبلة ومحاولة تقليل فرصة نجاح الحزب، وتظهر استطلاعات الرأى أنه من شبه المؤكد أن يفوز الحزب الوطنى الكبير اليمينى الوسطى الذى يتبنى نهجاً أكثر صرامة تجاه بيونج يانج بانتخابات الرئاسة، وعادة ما تنتقد وسائل الإعلام الرسمية فى كوريا الشمالية الحزب وتتهمه بالسعى لإثارة التوترات بشبه الجزيرة الكورية . 9/8/2007