يبدو أن إسرائيل تصر علي دفع الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو التصعيد المستمر والتوتر فهناك استمرار فاضح لعمليات عسكرية إسرائيلية ضخمة داخل الضفة الغربية تشمل عمليات تدمير للمنازل وتجريف للأراضي وتدمير للبنية الأساسية, بالإضافة إلي الاعتقالات العشوائية والتي وصلت إلي أكثر من مائتي فلسطيني في نابلس, وكذلك استمرار مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية ضد قيادات وكوادر الفصائل الفلسطينية. وفي السياق نفسه فإن حكومة إيهود أولمرت وعلي الرغم من تعهداتها في قمة شرم الشيخ الرباعية والتي عقدت برعاية مصرية ومشاركة أردنية بوقف عمليات التوغل والاعتداءات إلا أن حكومة أولمرت التي لا تحترم مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة مازالت مستمرة في ممارساتها المستفزة وغير الشرعية ضد الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة في رسالة واضحة بأنها لا تسعي لإحياء عملية السلام وإنما إلي تقويضها. ونعتقد أن اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط والتي تضم في عضويتها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والتي تسعي كما قال خافيير سولانا الممثل الأعلي للسياسة الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي إلي عقد اجتماع لها آواخر الشهر الحالي بمشاركة مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل والجامعة العربية سيكون عليها دور مهم في دفع الأمور للأمام وتحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعودة الطرفين إلي طاولة المفاوضات بصورة تخدم القضايا العالقة خاصة قضايا عودة اللاجئين والقدس الشريف. والمؤكد أن هذا الاجتماع المرتقب للجنة الرباعية خاصة في ظل تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوثا خاصا لها سيكون لها دور واضح في تحريك عملية السلام والضغط علي الجانب الإسرائيلي للالتزام بالعودة إلي طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين خاصة في ظل الاستقرار النسبي الذي تتمتع به حكومة الطواريء التي شكلها الرئيس الفلسطيني أبومازن أخيرا, وكذلك في ظل الدعم الدولي والإقليمي الذي تحظي به تلك الحكومة. ويقينا فإن واشنطن لابد أن تسعي خلال تلك المرحلة إلي بذل المزيد من الجهد للضغط علي أولمرت وحكومته بهدف الوصول إلي مفاوضات جادة ومثمرة مع الجانب الفلسطيني تؤدي في النهاية إلي حل عادل للقضية الفلسطينية.