قالت د. ليلي رزق وكيل كلية الألسن لشئون خدمة المجتمع بجامعة عين شمس إن الإعلام يجب أن يكون مستقلاً كى يخدم مستقبل مصر بشكل أفضل منوهة أن الإعلام قبل الثورة قام برصد المشاكل ، كما ظهر مايسمي بإعلام شبكات التواصل الاجتماعي والذي مكن الشباب من التواصل والتناقش بحرية أكبر حول ما يدور بمصر ، وتمتعت وسائل الإعلام بعد الثورة بنطاق حرية أكبر ولكنها واجهت انتقادات واسعة واتهامات بالترويج للثورة المضادة أو استخدام الثورة لخدمة أهداف خاصة أو أجندات أجنبية . جاء ذلك فى بيان الأربعاء عن ندوة " بين وطن ثائر وإعلام حائر " التى عقدتها كلية الألسن بجامعة عين شمس بالتعاون مع حلقة العلوم الإنسانية من خريجي هيئة فولبريت الأمريكية بمصر وذلك لمناقشة دور الإعلام الحكومي والخاص قبل وأثناء وبعد ثورة 25 يناير بحضور نخبة من الإعلاميين وأعضاء من هيئة فولبريت وعدد من الشباب أصحاب صفحات ناجحة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك . وأوضح د. حسن سلامة رئيس تحرير بقناة النيل للأخبار خلال الندوة أن التغطية الإعلامية من التليفزيون المصري أثناء الثورة كانت متأثرة بعدة عوامل منها النظام الذي كان يحاول البقاء رغم رفض الشارع له ، المؤسسة العسكرية التي كانت تميل في اتجاه الشعب ، الشعب الثائر وأخيراً العاملون داخل هذا الكيان والذين تولد داخلهم صراع نتيجة لما يحدث . وأضاف أن نجاح الاعلام مرتبط بالإرادة السياسية ،فإذا كان النظام السياسي يريد إعلاماً حراً فسيتحقق ذلك مشيرا الى ان الجميع كان ينتقد تركيز بث التليفزيون المصري علي نقل صورة نهر النيل بينما تجاهل الكثيرون تعرض مراسلين التليفزيون للضرب والإعتداء وتحطيم كاميراتهم إذا ما تواجدوا بميدان التحرير لنقل الأحداث ، مؤكدا أنه بعد الثورة بدأت بالفعل محاولات لوضع سياسات تحرير منضبطة . ولفت سلامة الى أن الإعلام الخاص ليس بالضرورة إعلاماً محايداً لأن كل قناة لها توجهات خاصة بها فما نراه من قيام بعض مذيعي برامج التوك شو بعرض آرائهم الخاصة يعد أمراً مخالفاً لمبدأ حياد الإعلام كما أن بعض القنوات يمولها رجال أعمال ، بينما يعاني التليفزيون المصري من نقص في الإمكانيات التي توفر له فرص استضافة ضيوف لهم ثقل سياسي مما يجذب المشاهدين إليه مثلما يحدث في القنوات الخاصة . وأكدت ريم نور المراسلة بقناة النيل الدولية أن القناة نجحت في تغطية أحداث الثورة بحيادية لأنها لم تكن تخضع لرقابة صارمة مثل باقي قنوات التليفزيون المصري ، حيث أنها ناطقة بالإنجليزية والفرنسية وعلي الرغم من التغطية الجيدة للأحداث لم تكن هناك نسبة مشاهدة للقناة ، وأشارت إلي أن التليفزيون المصري ليس سيئاً بدليل أن معظم الكوادر الإعلامية المهمة المتواجدة علي الساحة حالياً جاءوا من التليفزيون المصري ، وطالبت ريم الإعلاميين بأن يتعاملوا مع رسالتهم الإعلامية كأنها عهد مع الله يقتضي نقل الحقيقة للناس دون إنحياز لطرف علي حساب آخر. وأوضح يحيي ممتاز المخرج والرئيس السابق لقناة المحور أن الإعلام قبل الثورة كان يتمتع بقدر من الاخلاقيات بدأت في الإندثار حالياً نظراً لأن البعض فهم أن الصراحة والمكاشفة تعني تبادل الشتائم والسباب ، وأكد أن التليفزيون المصري يحاول أن يكون له وجود وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات وبرامج التوك شو ولكن ما يقدمه ليس جديراً من وجهة نظر المشاهد أن يترك من أجله الفضائيات ، فما يقدمه من تغطية إعلامية للأحداث إلي جانب البطء في نقلها للمشاهدين يجعله مناسباً ليكون إعلام عام 1963 وليس عام 2013 . وقد اختتمت فعاليات الندوة بمسرحية " من قلب الأحداث" وهي مسرحية تتناول أحداث الثورة المصرية من تأليف وأداء واخراج طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن