أعلن مصدر رفيع المستوى في الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني تلقى دعوة رسمية من رئيسة الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسيك لزيارة تل أبيب. وقال المصدر انه لم يتم تحديد موعد لهذه الزيارة مشيرا الى أن العاهلالأردني مستعد لأي جهد يخدم تطبيق مبادرة السلام العربية والقضية الفلسطينية وأوضح أنه لم يتم حتى الآن قبول أو رفض الدعوة. حيث ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان العاهل الاردنى يعتزم زيارة اسرائيل بعد ثلاثة أسابيع للقاء رئيس الوزراء ايهود أولمرت. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسئولين اسرائيليين أن أولمرت وجه دعوة للعاهل الأردني خلال اتصال هاتفي أول أمس الاربعاء مشيرة الى ان الملك عبد الله الثاني سيمضي يومين في اسرائيل ويعتزم القاء خطاب أمام الكنيست. وكان العاهل الأردنى التقى بالامس فى عمان القائم بأعمال الرئيس الإسرائيلي داليا ايتسيك رئيسة الكنيست أكد خلاله ضرورة عدم تضييع فرصة السلام التاريخية ودعا الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية إلى تسريع إجراءات بناء الثقة لإنجاح التحرك العربي الشامل. ورأى العاهل الأردني في المبادرة العربية "فرصة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإنهاء عقود طويلة من الصراع بين العرب وإسرائيل وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة". وكانت ايتسيك وصلت إلى عمان على رأس وفد تشريعي يضم تسعة نواب في لجنتي الخارجية والأمن وذلك في أول اتصال علني واسع منذ سنوات بين الأردن وإسرائيل المرتبطين بمعاهدة سلام منذ العام 1994. وأشارت مصادر أردنية قريبة من هذا الملف الى أن القيادة الأردنية بصدد تكليف رجال دولة ودبلوماسيين سابقين بتشكيل فرق عمل من أجل توصيل رسالة قمة الرياض إلى الشعب والأحزاب ورجال التشريع في الساحة الإسرائيلية. وتوقعت مصادر أن يزور وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب إسرائيل قريبا امتدادا لدبلوماسية بناء الجسور بعد سبع سنوات من الجمود مما يدلل على امكانية قيام العاهل الاردنى بزيارة اسرائيل. وقالت مصادر إن عبد الله الثاني "يقود تحركا عربيا دبلوماسيا واسعا في الأوساط الإسرائيلية والدولية لإحياء عملية السلام" على أرضية مبادرة قمة الرياض المرتكزة إلى مقايضة الأراضي العربية المحتلة بالتطبيع الشامل والاعتراف الرسمي. وكان الملك عبدالله حذر أخيرا "من خطورة الواقع الجغرافي القائم على الأرض والمتمثل في الإستمرار في بناء المستعمرات وتوسيعها بالإضافة إلى جدار الفصل العازل الذي يشكل عقبة حقيقية أمام قيام الدولة الفلسطينية" وأوضح لرئيسة الكنيست "ضرورة مساندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جهوده الحالية لإطلاق مفاوضات السلام مع الإسرائيليين وتخفيف المعاناة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الشعب الفلسطيني". وبعد وصول المسئولة الإسرائيلية أكد العاهل الأردني لإولمرت في اتصال هاتفي "أهمية إبقاء زخم عملية السلام وصولا إلى نتائج عملية ضمن إطار زمني محدد وفقا لحل الدولتين والمبادرة العربية المرتكزة إلى مقايضة الأراضي المحتلة بالتطبيع والعيش المشترك" بحسب مصادر رسمية. وكان الخطيب التقى الأسبوع الماضي على شاطئ البحر الميت مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني وهو ما آثار انتقادات في أوساط النقابات المهنية وأحزاب المعارضة التي تعارض التطبيع مع الدولة العبرية. ويعود آخر لقاء بين عبد الله الثاني وأولمرت يوليو الماضي في العاصمة الأردنية ومنذ اعتلى العرش عام 1999 زار العاهل الأردني تل أبيب مرة واحدة في إبريل عام 2000.