كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن رئيس الوزراء ايهود أولمرت يجري اتصالات سرية مع دمشق بواسطة طرف ثالث تتمحور حول «المقابل الاستراتيجي» الذي ستقدمه سوريا للدولة العبرية بعد انسحاب الأخيرة من هضبة الجولان في حال توصل الجانبان لاتفاق فيما يبحث اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية اليوم الأربعاء جدوى المفاوضات. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن المصدر ذاته قوله «إننا نريد أن نعرف إذا كانت الحدود فوق بحيرة طبرية ستكون هادئة أم أنه ستكون هناك مواقع ل«حماس» وقوات إيرانية» وأكدت «هآرتس» على أن فحص هذه المسألة هو في صلب الاتصالات السرية التي يجريها أولمرت وذلك إضافة إلى تمرير رسائل للسوريين غايتها منع نشوب حرب بين إسرائيل وسوريا بسبب «حسابات خاطئة» قد تقوم بها دمشق. وأضافت «هآرتس» ان أولمرت يسعى للتأكد قبل أن يوافق على بدء مفاوضات من أن سوريا ستوافق على تبريد علاقاتها مع إيران واستعدادها للاندماج في محور «الدول السنية» في المنطقة إلى جانب مصر والأردن والسعودية. وشدد المصدر السياسي الإسرائيلي على أنه من الخطأ الانسحاب من الجولان إذا استمر التحالف السوري الإيراني واستمرار دعم سوريا ل«حماس» وحزب الله وأضاف: أن أولمرت لم يقرر بعد كما أنه ليس واضحا بعد ما هي الأجوبة التي حصل عليها من دمشق في قناة الفحص عبر طرف ثالث. وأوضح أن لقاء أولمرت مع الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض في 19 يونيو الجاري لن يتناول موضوع تجديد المفاوضات بين إسرائيل وسوريا مشيرا إلى ان أولمرت وبوش سيتباحثان في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ومبادرة السلام العربية ومواجهة البرنامج النووي الإيراني. وبحسب الصحيفة فإن اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية اليوم سيبحث في تجديد المفاوضات مع سوريا أم لا لكن ليس متوقعا أن يتم اتخاذ قرارات خلاله وإنما سيستمع الوزراء إلى تقارير عن مجرى الأمور في كل من سوريا ولبنان. كذلك سيستمع الوزراء إلى تقديرات عن احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وسوريا فيما كانت تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن سوريا تتسلح وتنشر قوات عند الحدود في الجولان بصورة دفاعية وتتحسب من هجوم إسرائيلي. إلى ذلك، تتحسب إسرائيل من تنفيذ عمليات مقاومة سورية في هضبة الجولان ويتم عرضها على أنها عمليات تهدف لتحرير الجولان المحتل إذا ما استمرت إسرائيل في رفضها الدخول بمفاوضات وتتحسب إسرائيل من تنفيذ الجيش السوري عملية عسكرية خاطفة يحاول من خلالها الاستيلاء على منطقة صغيرة في الجولان ومن ثم استخدامها كرافعة سياسية تقود إلى انسحاب إسرائيلي كامل من الجولان. وأوضحت الصحيفة أن عددا من مستشاري أولمرت يتحفظون من المبادرة لتجديد مفاوضات السلام مع سوريا وبحسب هؤلاء المستشارين فإن الإدارة الأميركية ليست راضية من إحياء المسار مع سوريا وتعتبر النظام السوري عاملا يضر باستقرار المنطقة. ولفتت إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، يعتقد أن على إسرائيل تجديد المحادثات مع سوريا بهدف إبعادها عن إيران وبلورة نظام إقليمي جديد تتقرب فيه سوريا من «الدول المعتدلة». وأوضحت الإدارة الأميركية، بحسب الصحيفة، لإسرائيل أنها عازمة على إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة متهمين بقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري فيما تفيد التقديرات في إسرائيل أن إنشاء هذه المحكمة يقلق الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كبير وأنه يخشى من اتهام النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال الحريري وهذا هو السبب الأساسي لطرحه مسألة تجديد المفاوضات مع إسرائيل.