كثيرون يعتبرونها خائنة وجبانة وعالة على المجتمع ولكن سار فاردي (17 عاما) ''المتهربة من التجنيد'' تقول ان السلام سيعم الشرق الأوسط بصورة اكبر إذا ما اتفق كثيرون معها في أسلوب التفكير. وفاردي واحدة ضمن مجموعة متزايدة من الشبان الإسرائيليين الذين يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية وغالبا ما يكون ذلك احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أو بسبب حرب لبنان العام الماضي التي لم تحظ بشعبية. وتفيد إحصاءات الجيش الإسرائيلي أن عدد الشبان الذين لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية ارتفع في السنوات الأخيرة إلى اكثر من واحد من كل أربعة عام 2007 أي 25 في المئة واكثر من 43 في المئة من النساء. وقالت فاردي وهي طالبة ''يعتبرني الناس خائنة وان بلادي اعطتني الكثير ولا أريد أن اقدم لها أي شيء في المقابل أي عالة على المجتمع. ''لكني اعلم ما أؤمن به. . إذا حقا كان للجميع نفس نظرتي فلن نحتاج لجيش . '' وينبغي على معظم الرجال في إسرائيل الخدمة في الجيش لمدة ثلاث سنوات وبعضهم يقيدون بعد ذلك في الاحتياط مالم يثبتوا انهم غير لائقين صحيا أو نفسيا للقتال أو انهم جاءوا من خلفية دينية متشددة. وتخدم النساء عامين. وحتى وقت قريب كان خيار عدم الالتحاق بالجيش من المحظورات في دولة ولدت في خضم الحرب وتخوض صراعا دائما مع جيرانها العرب. ورؤية مجموعات من الجنود لشبان يمسكون ببنادقهم من المشاهد المعتادة في شوارع إسرائيل ويري كثيرون أن الخدمة بالجيش جوهر الهوية الوطنية. واثار الاتجاه للتهرب من التجنيد الذي انضم إليه بعض الفنانين جدلا إعلاميا واسعا وتعهدت الحكومة بالتحرك. ونقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قوله في يوليو تموز ''حين يذهب جندي شاب إلى الحرب يجب ألا يشعر أن جزءا من المجتمع يعتبره أحمق. ''ينبغي العودة إلى الأيام حين كانت الخدمة في الجيش شرف وعمل صائب والتهرب منها بمثابة خطيئة. '' ويعفى اليهود المتشددون من الخدمة في الجيش منذ سنوات واعدادهم في تزايد. ولكن الإسرائيليين العلمانيين يجدون أيضا طرقا للتهرب أحيانا بدعوى معارضة الحرب بواعز من الضمير الحي او لعدم اللياقة. ويقول البعض انه يكره القتال في صفوف قوة احتلال وانه مستعد لدخول السجن من اجل معتقداته. والبعض الاخر يقول انه لا يأتمن حكومة ايهود اولمرت على حياته بعدما ذكر تقرير أن رئيس الوزراء اندفع في اتخاذ قرار حرب لبنان العام الماضي. وهناك بعض الشبان الإسرائيليين الذين يفضلون ببساطة التركيز على التعليم او مستقبلهم العملي لا الدفاع عن الوطن. ويقول هاجاي ماتار الذي أمضى عامين في السجن لرفضه الخدمة العسكرية ''الحروب مستمرة والاحتلال مستمر. بدأ الناس يشعرون انهم غير مضطرين لذلك. '' وتعهد العديد من رؤساء البلديات بمنع الفنانين الذين لم يلتحقوا بالجيش من المشاركة في الاحتفال بالذكرى الستين لقيام اسرائيل التي تحل العام المقبل واقترح أحدهم حرمانهم من وظائفهم في الحكومة المحلية. وهاجم بعض المعلقين من يتهربون من الخدمة العسكرية وذكروهم بانهم معرضون للسجن. وقال ايتان هابر الكاتب في صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر شعبية في إسرائيل ''التهرب من التجنيد سرطان يلتهم أسس إسرائيل كمجتمع. لا يريدون أداء الخدمة العسكرية؟ سيرتدون زي السجن. '' ووجد من يرفضون الخدمة العسكرية الكاتب يوناتانمساندة. فقد تساءل جيفين في صحيفة معاريف عما يجعل الشبان الاسرائيليين يريدون القتال في جيش ''لا يعلم سببا للتضحية بحياته''. وقال معلق اخر إن على إسرائيل أن تختار جيشا اقل عددا واكثر حرفية بدلا من التجنيد وان تركز على التكنولوجيا والمخابرات بدلا من العدد خاصة أن القوة العسكرية لم تساعدها على التخلص من المقاتلين في لبنان. وكتب جابي نتسام في صحيفة يديعوت احرونوت الشهر الماضي ''لا يعتمد النصر في الحروب الحديثة على اعداد غفيرة من الجنود المشاة. '' وتحاول إسرائيل جذب الشبان للالتحاق بالجيش بالسماح للرياضيين والموسيقيين الواعدين وحتى عارضات الأزياء بأداء الخدمة العسكرية بعيدا عن الجبهة كي يتسن لهم متابعة مستقبلهم المهني. كما تعد الحكومة برنامجا للخدمة المدنية يتيح لمعارضي الحرب وغير اللائقين بدنيا واليهود المتشددين وعرب إسرائيل وجميعهم معفيون من التجنيد أداء الخدمة بطرق أخرى. ويقول روفين جال الذي قاد فريقا أعد توصيات للحكومة بشأن البرنامج الجديد انه يجب ان يكون أمام الإسرائيليين خيار تفادي الخدمة العسكرية طالما لا يتنصلون من أداء خدمة الوطن كليا. ونقل عن جال قوله ''نريد ان نستحدث وسيلة يؤدي بها من لا يلتحق بالجيش خدمة مدنية. لا يجب ان نعمم ونقول ان من يتهرب من التجنيد يجب أن يقيد بالحبال في ميدان عام.