اكد الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي ان هِجْرَةُ العقولِ والكفاءاتِ العلمية تمثل واحدًا من أكبرِ التحدياتِ التي تُواجِهُ بلدانَ الوطنِ العربيّ، في عالمٍ يقومُ بالأساسِ على العِلْمِ وتطبيقاتِه، جاء ذلك خلال افتتاحَ فاعلياتِ "مؤتمرِ العلماءِ العربِ المغتربين: عندما تتكاملُ العقولُ العربية" والذي تُنظمُه الأمانةُ العامَّةُ لجامعةِ الدولِ العربية، بالتعاونِ مع جمعيةِ التقدمِ العلميِّ والتكنولوجيِّ في الوطنِ العربيِّ بالولاياتِ المتحدةِالأمريكية بمشاركة نُخبةٌ من خِيرةِ العقولِ العربيةِ المغتربة، بالإضافةِ إلى عددٍ من رؤساءِ الجامعات، ورجالِ الصناعة، والمؤسساتِ الخاصةِ ووكالاتِ التمويل، يهدف المؤتمر الى بحث كيفيةَ إدماجِ العلماءِ العربِ فى خُطَطِ التنميةِ العربية، وتسخيرِ قُدُراتِهِمْ لخدمةِ الشعوبِ العربية، في المجالاتِ المختلفة، ولا سيما الطبُّ الحيويُّ والعلومُ الصحية، وتكنولوجيا المعلوماتِ والاتصالات، ومواردُ الطاقةِ الجديدةِ والمُتجدِّدَة ووضعُ آلياتٍ فعالةٍ ودائمةٍ لدعمِ المعارفِ والخبراتِ والشبكاتِ والمواردِ الخاصةِ بالعلماءِ العربِ في الخارج، مِنْ أَجْلِ بناءِ القدراتِ وتَقَدُّمِ العلومِ والتكنولوجيا والتنميةِ الاقتصاديةِ في بلادِنا. كما يهدف الى إطلاقُ مبادراتٍ مُحَدَّدَةٍ وبرامجَ علميةٍ قابلةٍ للتنفيذ، تَجْمَعُ بينَ الخبراتِ والمواردِ القائمةِ في البلادِ العربية، وما لدى الجماعاتِ العلميةِ العربيةِ في الخارج، لمواجهةِ التحدياتِ المُشْتَرَكَة، واستغلالِ الفرصِ الفريدةِ المُتاحةِ في مِنْطَقَتِنا، مِنْ أَجْلِ الابتكارِ والتطورِ العلميِّ والتنميةِ الاقتصادية، وكذلك وضعُ مَنْهَجِيَّةٍ وإطلاقُ مبادراتٍ إقليميةٍ جماعيةٍ ومُنَسَّقَةٍ للنهوضِ بالعلومِ والتكنولوجيا في العالمِ العربيّ، وإبرازُ صورةِ العلومِ العربيةِ في العالم. واشار وزير التعليم العالي أَنَّ الدولَ العربيةً جميعًا تَشْتَرِكُ في هذهِ الأزمة، حيثُ تَجْنَحُ نِسبةُ كبيرةٌ من الكفاءاتِ العلميةِ والعقولِ المبدعةِ فيها إلى الهجرةِ للخارج، لِيُصْبِحُوا في سَنَواتٍ قليلة، عناصرَ فاعلةً في منظوماتِ العلومِ والتكنولوجيا في البلادِ التي هاجروا إليها، بينما تُعاني بِلادُهُم مِنْ فَقرٍ شديد، وحاجةٍ مَاسَّةٍ إلى جُهُودِهِمْ وَمُساهَمَاتِهِم. ونبه مسعد الى ان الإحصاءاتُ تُشيرُ إلى أنَّ المجتمعاتِ العربيةَ أصبحتْ بيئةً طاردةً للكفاءاتِ العلمية، حتى إِنَّ نَحْوَ 54% من الطلابِ العربِ الذينَ يُسافرونَ للدراسةِ بالخارج، لا يعودونَ إلى بلادِهِم، وَأَنَّ تقديراتٍ تُشيرُ إلى وجودِ نَحْوِ مئات الألوف من العلماء والباحثين والخبراء العرب، يعيشونَ خارجَ بلادِهم، تستفيدُ منهم البلادُ التي يعيشونَ فيها، ويرى وزير التعليم العالي َأَنَّ علاجَ هذهِ الأزمةِ يتطلبُ مِنَّا أن نَبْذُلَ جُهودًا جَبَّارةً على مُسْتَوَيَين أَوَّلُهُمَا: تَطويرُ مَنظوماتِ العلومِ والتكنولوجيا العربية، بما يَجْعَلُها حاضنةً للإبداعِ وجاذبةً للكفاءات، من خلالِ عددٍ من الضماناتِ والمميزاتِ المعنويةِ والماديةِ لأبنائِنا من شبابِ الباحثينَ والعلماء، يفتحُ أمامَهم المجالَ لوضعِ قُدراتِهم ومواهبِهِمْ في خِدمةِ أوطانِهم. والآخَرُ: فتحُ قنواتٍ حقيقيةٍ للتواصلِ مع أبناءِ العالمِ العربيِّ من الأساتذةِ والعلماءِ المقيمينَ بالخارج، بما يَكْفُلُ تحقيقَ استفادةٍ حقيقيةٍ من خبراتِهِم، ولا سيما في ظِلِّ ما يُبْدُونَهُ دائمًا من رغبةٍ صادقةٍ في تطويرِ بلادِهِم، وحرصٍ على المساهمةِ في خدمتِها.. وفي ختام كلمته قال مسعد " المصداقيةَ تُوجِبُ علينا الاعترافَ بحاجَتِنَا الماسة، إلى إعادةِ هيكلةٍ كاملةٍ للمؤسساتِ التعليميةِ والبحثيةِ في بلادِنا، تُحَقِّقُ لها استقلالاً حقيقيًا، وتُطْلِقُ حُرِّيَّةَ البحثِ العلميِّ والابتكار إلى أبعدِ مَدَىً مُمْكِن،وتُزيلُ عن المناهجِ والبرامجِ الدراسيةِ بِها ما تُعانيهِ من تَرَهُّلات، وتَفتحُ قنواتِ اتصالٍ ونوافذَ تَوَاصُلٍ مع مُستجِدَّاتِ العِلْمِ في شَتَّى مجالات العلوم".