الأميركيون يعترفون بظهور جيل جديد من قيادات القاعدة كشف مسؤولون في المخابرات الأميركية ومكافحة الإرهاب أن جيلا جديدا من قادة تنظيم القاعدة برز من تحت قيادة أسامة بن لادن لإحكام السيطرة على عمليات بينما يعيد التنظيم بناء نفسه في المناطق القبلية الباكستانية. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات إن القادة الجدد ظهروا من داخل التنظيم عقب وفاة أو اعتقال منفذي العمليات الذين أسسوا القاعدة قبل أحداث سبتمبر (أيلول) 2001 ما فاجأ وأربك الوكالات الاستخبارية الأميركية بشأن قدرة التنظيم على إعادة بناء نفسه بعد الهجوم عليها ضمن الحرب على الإرهاب. وأضافت المصادر الاميركية إن مسؤولي الحرب على الإرهاب بينما كانوا يركزون على معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في جبال باكستان النائية غير أن صورة باتت أكثر وضوحا ظهرت بشأن أولئك الذين يديرون المعسكرات ويعتقد أنهم يشاركون في ترتيب الهجمات. فقد توصل مسؤولو المخابرات الأميركية إلى معلومات جديدة بشأن هيكلة القاعدة عبر اعتراض الاتصالات التي تتم بين منفذي العمليات في المناطق القبلية الباكستانية رغم أن لدى تلك المجموعة شبكة معقدة من حاملي الرسائل لتجنب التنصت الإلكتروني. وقال المسؤولون إن التحقيق في مؤامرة «الارهاب السائل» قاد المسؤولين إلى الاستتناج بأن قائد عمليات القاعدة الذي يدعى أبو عبيدة المصري كان منفذا للقاعدة في باكستان ومنسقا لذلك الهجوم. وأشارت التحقيقات في خطة تفجير الطائرات البريطانية الصيف الماضي إلى وجود «صلات واضحة» بين المتهمين ونشطاء من النواة الصلبة للقاعدة في باكستان حيث تدرب بريطانيون من أصل باكستاني دخلوا الأراضي الباكستانية بجوازات سفر بريطانية. من ناحية أخرى اعتقلت المخابرات الباكستانية خمسة عناصر بينهم رشيد رؤوف العقل المدبر للعملية فيما اعتقلت لندن 22 مشتبها على ذمة نفس القضية في اغسطس (آب) الماضي. وكان المشبوهون يهدفون الى استخدام متفجرات سائلة بدائية الصنع لتفجيرطائرات ركاب فوق المحيط الأطلسي في طريقها من بريطانيا الى الولاياتالمتحدة. وقال بعض المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم: إن أبو عبيدة المصري ربما يكون قد حل محل حمزة ربيعة الذي يشتبه في انه كان يتولى قيادة العمليات للقاعدة والذي اعلنت باكستان مقتله في ديسمبر (كانون الأول) 2005 في شمال وزيرستان وهي منطقة قبلية ايضا. وأضافت مصادر الاستخبارات الباكستانية إن أبو عبيدة المصري هو قائد عمليات القاعدة في اقليم كونار في شرق افغانستان. ويعتبرأبو عبيدة المصري قائد عمليات القاعدة في اقليم كونار بشرق افغانستان حيث تتعرض القوات الأميركية والأفغانية لهجمات متكررة من جماعات اصولية. وأضاف المسؤولون أن الأدلة التي تراكمت بشأن ابو عبيدة المصري وحفنة من شخصيات القاعدة دفعت بالمخابرات الأميركية إلى إعادة تقييم لقوة نواة القاعدة في باكستان ودورها في بعض المؤامرات الإرهابية الهامة على مدى العامين الماضيين، بما فيها مؤامرة «الارهاب السائل» والهجمات الانتحارية في لندن في يوليو (تموز) 2005 والتي حصدت 56 شخصا. وفي فبراير شباط الماضي سافر ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي برفقته ستيفن كابس مدير الاستخبارات الأميركية الى العاصمة اسلام اباد لإطلاع الرئيس برويز مشرف على المعلومات الجديدة بشأن جيل جديد من قيادات القاعدة، بحسب «نيويورك تايمز».