أكد بحث جديد لعلماء في ألمانيا والدنمارك أن الزهور البرية ربما توفر علاجا بديلا فعالا للذين يعانون من التهابات الروماتويد المفصلية، التي تشل من حركة المرء، خاصة وأن العقارات المستخدمة حالياً تعد ذات فعالية محدودة. هذه الدراسة الرائدة أوضحت أن المرضى الذين يعانون بشدة من هذا المرض ويعالجون بالفعل بأدوية تقليدية قد شعروا بتطور ملحوظ بعد أخذ كبسولات من مسحوق الزهور البرية لمدة ستة شهور. ويرغب الخبراء الآن في القيام بتجارب أكثر اتساعا قد تشكل الأساس لخطوط إرشادية علاجية جديدة. من ناحية أخرى قال العلماء إن علاج الزهور البرية، ربما يساعد مستقبلا في تخفيض إنفاق خدمات الرعاية الصحية على عقاقير جديدة باهظة الثمن لالتهابات الروماتويد المفصلية كذلك، إذ تبلغ تكلفة توفير علاج شهر واحد منه بسعر التجزئة أقل من 30 دولارا. يذكر أن التهابات الروماتويد يصيب الملايين في أنحاء العالم، وهو مرض مؤلم يضعف من جهاز المناعة، مما يحدث تورما وتلفا في الغضاريف والعظام. شارك في التجارب 89 مريضا، معظمهم من المرضى النساء بمتوسط أعمار 57 سنة وجميعهم مصابون بشكل خطير بمرض الروماتويد الذي يعانون منه منذ أكثر من 18 سنة.
وبعد ستة أشهر تحسنت مستويات النشاط بنسبة تراوحت من 20 إلى 25% لأولئك الذين تناولوا العقار المستخرج من الزهور، كما انخفضت درجات الآلام وفق القياسات المعتمدة بنسبة 40% بينما لم تتغير بالنسبة للمرضى الذين يتلقون علاجا تقليديا بدون علاج الزهور البرية. وبصفة عامة فإن الإحساس بألم المفاصل قد قل بشكل بارز في المرضى الذين أعطوا علاج الزهور البرية المكمل وتحسنت نوعية الحياة كثيرا بالنسبة لهم. كانت هذه النتائج مدهشة بالنسبة للباحثين تماماً كما كانت بالنسبة للمرضى، وعن هذه النتيجة قال البروفسور ستيفان ويليش من المركز الطبي لجامعة تشاريتي في برلين والذي شارك في الدراسة "أعتقد أننا جميعا اندهشنا من رؤية تلك النتائج الكبيرة. فالتهابات الروماتويد واحدة من أكثر الحالات الطبية الأكثر صعوبة على حد علمي. إنه مرض صعب ومن ثم كان من الرائع أن تكتشف تلك التأثيرات المفيدة من هذا العلاج الطبيعي".