التنمية في سيناء تحتاج إلى سواعد أبناء الوطن وجهد الشباب ومرونة الفكر الحكومي وإلى جهد رجال الأعمال المخلصين لهذا الوطن الراغبين في خلق تجربة اقتصادية تكون عنواناً للمشهد السيناوي لكي نقهر الإرهاب وأعوانه بالإنتاج المميز والعمل المستمر الذي يهدف لخلق قوة قادرة على المنافسة والتصدير وأن تعبر عن صورة لما يستطيع المارد المصري فعله في زمن السلم مثلما فعل وحقق نصره المعجز في أكتوبر 1973 على نفس الأرض المباركة. بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية بات من الواضح إهتمام الدولة بسيناء وتنميتها من خلال الحرص على تطهير المنطقة من جيوب الإرهاب ومافيا السلاح وكل ما يعيق إستقرار وتنمية الأرض التى تملك كل المقومات اللازمة لذلك وكانت البداية مشروع قناة السويس الجديدة وما تلاه من مشاريع مرتبطة به كانت سيناء أكثر المستفيدين منها وهو ما منحها نقطة إنطلاق من حدود مصر الإفريقية إلى العمق الأسيوي داخل شبه الجزيرة الأهم في العالم وما حرص عليه الرئيس من إستقرار للقبائل والعواقل المختلفة في سيناء وتقديم كل ما هو لازم لتتغير الصورة مما هي عليه إلى حضارة تبدأ خطواتها الأولى بإهتمام شخصي منه لتعود المنطقة كما كانت رمزاً في كل العصور حرصت كل الكتب السماوية على ذكره. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الكاتب الصحفي عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير موقع بوابة روزاليوسف حول كيف تحدث التنمية الحقيقية في سيناء؟. *** في البداية كيف ترى الأهمية القصوى لإهتمام الدولة لإحداث تنمية حقيقية في سيناء؟ سيناء قلب مصر في قارة أسيا وهي التى يمكن أن نراهن عليها كمنطقة قادرة على محورية الأداء وتنوع الإنتاج والقدرة على جذب عملة صعبة في السياحة إذا ما أحسن إستغلال موقعها وما حباها الله به من مناخ وجغرافيا تناسب كل أنواع السياحة من الغوص إلى تسلق الجبال والسفاري والتزحلق على الرمال وسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية والدينية وغيرها مما يندر تواجده بهذا الشكل في أي مكان في العالم كما أنها تحوي عدداً من الثروات الطبيعية في البحر وعلى الأرض لم نبدأ في استغلالها بعد وكلها معطيات تؤكد حتمية الإهتمام بسيناء بالإضافة إلى الأبعاد التنموية والعسكرية بإعتبارها بوابة مصر الشرقية ولذلك كان إهتمام الرئيس السيسي بها والتعامل منذ اللحظة الأولى لولايته بخطة مسبقة مهدت للتنمية التى بدأت فيها حالياً. *** أمنيات وتحديات.. كيف ترى العلاقة بينهما؟ سنبدأ بالتحديات وأهمها القضاء على الإرهاب وهو جهد تقوده قواتنا المسلحة الباسلة لكنه يحتاج إلى إعلام عاقل ووعي مواطنين ومساندة رجال الأعمال لخلق فرص عمل وتنمية حقيقية عبر مشروعات ضخمة تكون قادرة على منع أي ظهور إرهابي في المستقبل وتتكامل مع الجهود الضخمة التى تقوم بها الدولة في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية. أما الأمنيات فهي تنطلق من معطيات واقع تؤكد أن وجه شبه جزيرة سيناء سيتغير تماماً بعد 5 سنوات وستكون واحدة من العلامات الاقتصادية ليس في مصر فقط ولكن في المنطقة كلها فخطة تنمية شرم الشيخ وحدها والتى وضعت أمام الرئيس قبل أسابيع تؤكد على الطفرة التى ستشهدها المنطقة سواء فيما يتعلق بالتنمية الكبيرة التى سيحدثها جسر الملك عبد الله و الإستثمار في مجالات جديدة كمواني اليخوت والسياحة العلاجية وكلها تترجم إلى عملة صعبة تدعم الاقتصاد الوطني. *** كيف ترى المشروعات القومية التى تمت وتتم على أرض سيناء؟ أراها تتم وفق رؤية رئيس يعرف مشاكل المنطقة جيداً من واقع عمله السابق بالمخابرات الحربية ويجيد صياغة حلول تقضي على المشاكل وتضمن لأهل سيناء تنمية ومعيشة كريمة يستحقونها وبرؤية شاملة تضعه شبه الجزيرة الأهم على خارطة مصر والعالم سياحياً واقتصادياً وصناعياً ولعل ما يحدث في الشريط المجاور لقناة السويس وجبل الجلالة من تنمية تؤكد أن الرئيس السيسي أعطى إشارة بدء لتنمية حقيقية تعطي نتائج واضحة خلال فترة زمنية قصيرة وتفتح الباب أمام الإستثمارات الوطنية والصديقة لتلعب دوراً مهماً سيكسب منه الجميع ويكون المستفيد الأول منه الوطن. *** أهمية التنمية في مواجهة الإرهاب؟ لا قضاء على الإرهاب في أي مكان على وجه الأرض مهما كانت كفاءة الأجهزة الأمنية إلا بالتنمية لأن الفقر والحاجة وإنعدام الخدمات كلها أسباب تؤدي إلى الجريمة وأحياناً الإرهاب ولذلك تبقى عملية تنمية المجتمعات هي الضمانه الأهم لإستئصال الإرهاب وعدم عودته وتحويل المواطن إلى أول صف مواجهة.. ولنا في تجربة أسيوط مع الإرهاب نموذج يدرس في كيفية القضاء على الإرهاب بالتنمية التى فهمتها الحكومة في تجربة الإرهاب الأسود في الثمانينات ونجحت بالإشتراك مع الجهود المجتمعية في استئصاله.