نقلا عن :الاهرام 07/04/07 يوافق غدا الذكري السابعة والثلاثين لواحدة من أبشع الجرائم الصهيونية ضد الشعب المصري, فعندما رفضت مصر كل المحاولات لفرض نتائج سياسية لهزيمة يونيو1967, وبدأت حرب الاستنزاف شعرت إسرائيل بأن تلك الحرب سوف تكلفها الكثير فلجأت إلي استهداف العمق المصري المدني مرتكبة أبشع المجازر ضد المواطنين الآمنين. وبدأت بمواطني مدينة بورسعيد وتبعتها بمجزرة مصنع أبو زعبل التي ذهب ضحيتها أكثر من سبعين عاملا وفي صباح يوم8 ابريل1970 أطلقت طائرات الفانتوم الاسرائيلية خمسة قنابل وصاروخين علي مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية فدمرتها تماما واستشهد ثلاثين طفلا وهم علي مقاعد الدراسة وأصيب أكثر من خمسين آخرين بإصابات بالغة. ورغم أن صور المجزرة البشعة هزت ضمير الرأي العام العالمي الا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كالعادة استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع ادانة الجريمة الحقيرة وزعم الصهاينة أنهم استهدفوا مواقع عسكرية وليس مدرسة ولكن الطيار الاسرائيلي امي حاييم, والذي شارك في تلك الجريمة,وأسرته القوات المصرية في حرب أكتوبر1973 اقر واعترف بأنهم قصفوا المدرسة الابتدائية عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية وللأسف الشديد أفرجت مصر عن هذا الطيار ضمن عمليات تبادل الأسري التي جرت عقب وقف اطلاق النار. وفي الذكري السابعة والثلاثين مازال معظم جرحي بحر البقر وأسر الشهداء علي قيد الحياة يحملون آثار تلك المجزرة الدنيئة علي اجسادهم وفي قلوبهم ويزيد من حسرتهم أن وزارة التضامن الاجتماعي ألغت منذ فترة الإعانة المالية الضئيلة التي كانت تصرف لهم لمساعدتهم علي مواجهة أعباء الحياة رغم أنهم جميعا من محدودي الدخل ويتمنون أن تضاف الجريمة التي ارتكبت ضدهم الي ملف الأسري المصريين العزل الذين اغتالتهم الآيادي القذرة في1956 و1967 وأن تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة بكل الطرق والوسائل ولنتعلم من عدونا ونري كيف تلاحق اسرائيل منذ1948 وحتي اليوم في شتي بقاع العالم كل شخص تشتبه ولو بدون أدلة في أن له علاقة من أي نوع بما يسمي بمحارق النازية. لقد كتب صلاح جاهين رائعته( الدرس انتهي لموا الكراريس) مسجلا مجزرة بحر البقر في ذاكرة الشعر العربي لكن الواقع يقول ان الدرس لم ينته بعد.