بقلم: مجدي عبدالعزيز ليس عيبا أن نتحدث عن انفسنا ونقول بصوت عال للدنيا كلها تعظيم سلام للدراما المصرية التي إستعادت هذا العام مكانتها المرموقة واستردت مرة أخري ريادتها علي المستويين المحلي والعربي بفضل كبار كتابنا ونجومنا ومخرجينا أصحاب الأداء الرفيع خلف الكاميرا وأمامها. وقبل أن اخوض في حديثي عن التقديرات التي وضعتها في تقييمي لنجوم المسلسلات الرمضانية لابد أن اشير إلي نقطتين هامتين تتعلقان بشكل مباشر بهذا التميز الذي شهدته الدراما المصرية خلال الأيام الماضية وأنعكست اثاره علي شاشات العرض الارضي والفضائي داخل وخارج مصر. النقطة الأولي تخص لجنة المشاهدة التي اصدر انس الفقي وزير الإعلام قرارا بتشكيلها منذ ثلاث سنوات برئاسة الاستاذ الدكتور فوزي فهمي أحمد أحد أهم رموزنا الثقافية في مجال النقد الفني حيث انتقي لعضوية هذه اللجنة اسماء لامعة من كبار النقاد والصحفيين والإعلاميين الذين عملوا ليل نهار لاختيار افضل الاعمال الدرامية التي يتم عرضها علي شاشة التليفزيون في أيام وليالي شهر رمضان وفقا لمعايير وأسس نقدية واضحة لا يختلف عليها أحد خاصة و 98 % من الاعضاء يمارسون العمل النقدي علي أسس علمية ومنهجية وأكاديمية فجاء الأختيار علي أكمل وجه وتم تقديم وجبة درامية دسمة ومتنوعه في أفكارها وموضوعاتها ونجومها وهذا يحسب للجهد الكبير الذي بذلته الجهات الانتاجية المتعددة سواء التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون او مدينة الانتاج الاعلامي أو الشركات الخاصة. والنقطة الثانية التي ساعدت علي توهج اعمالنا الدرامية في الماراثون الرمضاني لهذا العام تتعلق بعودة الحياة لقطاع الإنتاج التابع لإتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ أن إختار أنس الفقي وزير الإعلام المهندسة راوية بياض لتحمل مسئولية إدارة هذا الصرح الدرامي بعد تعرضه لعدة ازمات وانتكاسات جعلته يتراجع بشدة طوال السنوات الماضية ولكن ابنة قطاع الإنتاج الموهوبة تنجح في تصحيح المسار وتفاجئنا بكم رائع من الاعمال الدرامية تتخاطفها القنوات الارضية والفضائية داخل مصر وخارجها لتعيد البريق واللمعان لاسم قطاع الإنتاج مرة أخري بعد أن اصابه التصدع والانهيار فهي إذن تستحق تحية تقدير واحترام منا جميعا وبرافو راوية بياض الإدارية الذكية والفنانة القديرة. والان اعود لاعطي تقديراتي الخاصة علي المسلسلات المصرية التي تابعتها طوال شهر رمضان علي القنوات الارضية والفضائية فأقول أن الاعمال التي تستحق تقدير جيد جدا لمؤلفيها ونجومها ومخرجيها هي 'حق مشروع' و 'نقطة نظام' و'يتربي في عزو' و 'الدالي' و 'من اطلق الرصاص علي 'هند علام' و 'قضية رأي عام' و 'الامام الشافعي' و 'نافذة علي العالم' و 'رجال غني فقير جدا' و 'الفريسة والصياد' و 'قلب إمرأة' و، 'إمرأة في شق الثعبان' و 'حمدالله علي السلامة' و'عائلة مجنونة جدا' و 'رجل و 6 ستات'. والمسلسلات التي تستحق تقدير جيد بمؤلفيها ونجومها ومخرجيها هي 'سلطان الغرام' و 'اولاد الليل' و 'أزهار' و 'اولاد عزام' و 'عفريت القرش' و 'لا أحد ينام في الاسكندرية'. ويؤسفني ان يكون مسلسل 'حنان وحنين' هو العمل الوحيد الذي يستحق ان ينال تقدير مقبول رغم أن بطله النجم العالمي عمر الشريف ومعه مجموعة رائعة من كبار ممثلينا ولكن المصيبة كانت في السيناريو المفكك والبناء الدرامي الضعيف وحركة الكاميرا البطيئة والإيقاع الهاديء وعفوا عزيزتي المؤلفة والمخرجة ايناس بكر حظا أفضل في أعمال اخري قادمة تتلافي فيها سلبيات هذه الحلقات التي كنت اتصور إنها الورقة الرابحة في الماراثون الرمضاني ولكن خاب ظني وباتت كل توقعاتي مجرد اوهام وخيال! وقبل ان اختتم سطوري هذه لابد أن أشير لوجود عدة ظواهر إيجابية في مسلسلات رمضان لهذا العام لعل من اهمها هذا الكم الكبير من الوجوه الجديدة التي ظهرت في حلقات 'الدالي' و 'حق مشروع' و 'رجل غني فقير جدا' و 'نافذة علي العالم' و 'هند علام' و 'نقطة نظام' وأتمني أن يواصلوا نجاحهم في أعمالهم القادمة بشرط انتقاء الأدوار الجيدة.. وهناك ايضا ظاهرة التترات الغنائية الناجحة بأصوات 'محمد منير' و'الحلو' و 'أمال ماهر' و 'وائل جسار' والمبدع ممثلا ومطربا إيمان البحر درويش في حلقات 'الإمام الشافعي'. وهناك عملا شديد التميز كنت اتمني عرضه خلال شهر رمضان وهو بعنوان 'صرخة انثي ' للكاتب المبدع محمد الغيطي ولكن تقرر عرضه خلال الفترة القادمة لأهمية الموضوع العلمي الذي يتناوله .. وتنتجه مع قطاع الانتاج ناهد فريد شوقي ويخرجه رائد لبيب وتقوم ببطولته داليا البحيري. وأخيرا خالص تهنئتي للمبدعين من المؤلفين الكبار والممثلين اصحاب الاداء الرفيع والمخرجين الاساتذة الذين امتعونا بأعمال درامية ناجحة تستحق ان نصفق لهم طويلا وكل عام وأنتم بخير.