نقلت وسائل الاعلام الصربية عن مصادر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أن القناعة أصبحت سائدة في شأن حل «عقدة كوسوفو» من خلال خيار التقسيم بين الصرب والألبان، وأن الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين تحدثا في شأن هذا الحل. وقالت صحيفة «غلاس يافنوستي» الصادرة في بلغراد أمس «ان التقسيم أصبح المجال الأكثر تداولاً في أوساط الاتحاد الأوروبي لحل عقدة كوسوفو، باعتباره الحل الذي رسا عنده المجتمع الدولي لهذه المشكلة». وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها في الاتحاد الأوروبي، بأن التقسيم «سيصبح واقعاً في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وسيحصل الألبان بموجبه على 70 في المئة من أراضي كوسوفو، والباقي الذي يشمل الأديرة والمباني الأثرية وأماكن التجمعات الصربية في شمال الاقليم وغربه سيبقى في حوزة صربيا». وأشارت الصحيفة، الى أن الرئيس بوش لم يعارض هذه الفكرة من حيث المبدأ عند لقائه مع الرئيس بوتين في الاحد والاثنين الماضيين «ما دام الألبان سيحصلون على المناطق المهمة للولايات المتحدة المحاذية لألبانيا ومقدونيا والتي تقع فيها قاعدتها العسكرية بوند ستيل، وأن متابعة الموضوع اسندت الى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف». ونقلت الصحيفة عن رئيس حكومة كوسوفو أغيم تشيكو، قوله عندما بُحث الموضوع من جانب القيادة الألبانية في العاصمة بريشتينا «يكفينا 70 في المئة من كوسوفو وتكون الاراضي التي نحصل عليها ألبانية نقية، وتتخلص من ادعاءات بلغراد ومشاكلها المستقبلية وأملها باعادة هيمنتها على كل أراضي كوسوفو». من جانبه، ألمح رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا الى قبوله بالتقسيم، حيث أفاد أمس، بأن حكومته «تتهيأ لمحادثات جديدة مع الألبان، وأنها متفقة تماماً في شأن الحل الذي لا يلحق ضرراً بصربيا مع موسكو». وفي الوقت ذاته، تواصلت الأسبوع الماضي زيارات الرئيس الصربي بوريس تاديتش الى بروكسيل ودول الاتحاد الأوروبي، فيما طلب وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير «شهوراً عدة» اضافية للقاء الصرب والألبان مجدداً. وفي مدينة دوبروفنيك الكرواتية (ا ف ب) حيث تعقد قمة لرؤساء حكومات جنوب اوروبا، دعا مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دانييل فرايد صربيا الى عدم التمسك باقليم كوسوفو عبر رفض منحه الاستقلال الذي تطالب به الغالبية الألبانية، وأن تتطلع بدل ذلك الى مستقبل داخل الاتحاد الأوروبي. لاحظ فرايد ان رسالة هذا المؤتمر مفادها أن دول البلقان تستطيع انجاح تكاملها الأوروبي الأطلسي، على غرار دول وسط أوروبا، شرط تجاوز العقبة التي تمثلها مشكلة وضع كوسوفو. وأضافت «المفارقة ان الطريقة الوحيدة ليعيش الصرب في كيان سياسي كانت يوغوسلافيا. لكن القوميين الصرب دمروها» خلال حروب التسعينات. وأكد أن «الطريق الثانية ليعيش الصرب في مجتمع سياسي هي الانضمام الى الاتحاد الأوروبي»