توفي الممثل انتوني كوين احد عمالقة السينما الامريكية عن 86 عاما..فى مثل هذا اليوم الموافق 3/6/2001، مخلفا وراءه اكثر من ثلاثمائة فيلما وعددا من المسرحيات . وقد اشتهر كوين عربيا في ثلاثة أفلام هي «الرسالة» و«لورنس العرب» و«عمر المختار»، وكان في قمة ابداعه في «عمر المختار» حين جسد دور المناضل الليبي عمر المختار في محاربته لتحرير ليبيا من المستعمرين الإيطاليين.
نشأته وحياته
ولد كوين في 21 أبريل 1915، وهو ممثل أمريكي مكسيكي ولد في شيواوا، المكسيك لأب أيرلندي وأم مكسيكية، الأمر الذي ساعده فيما بعد على أداء الكثير من الشخصيات المكسيكية والأيرلندية. شارك طوال مسيرته السينمائية ببطولة الكثير من الأفلام ، وارتبط كوين بذاكرة الملايين من الأشخاص في الوطن العربي، بعد تجسيده لشخصيات تاريخية وإسلامية كان لها دوراً كبيراً في البلاد العربية، منها شخصية عم الرسول صل الله علية وسلم، أسد الله حمزة بن عبد المطلب، كما حامت حول "كوين" الكثير من الشائعات، مثل إعلان إسلامه وإنه يوناني الأصل. وكان يتقن عدة لغات حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد مرتين عام 1952 عن دوره في فيلم "فيفا زاباتا" وعام 1956 عن دوره في فيلم "Lust for Life". قدم أنتوني كوين العديد من الأفلام المميزة والتي تعد علامة من علامات السينما العالمية، كما برز أدائه للشخصيات التاريخية من خلال أدائه التمثيلي المتمكن وملامح وجهه الصارمة الواثقة. كانت بداياته من خلال أدوار بسيطة في عدد من الأفلام، ولكن بالتأكيد كانت النهاية مختلفة بهذا الرصيد الهائل الذي تركه من الأفلام والأعمال المميزة والمتنوعة ما بين تاريخية واجتماعية، حربية، كوميدية والتي يقل أن تجد لدى ممثل واحد هذا الكم الهائل من التنوع والعطاء الفني.
افلامه ففي 1951 مثل في الفيلم الدرامي The Brave Bulls وفي 1952 كانت الفرصة التي انتظرها عندما شارك في "فيفا زاباتا!" ولعب دور اوفيميو زاباتا شقيق الثوري المكسيكي الشهير اميليانو الذي أدى دوره مارلون براندو لينال اعتراف الجمهور بقدرته وموهبته الفنية. حصل على جائزة اوسكار عن أفضل دور ثانوي وترشح الفيلم لخمسة جوائز أوسكار ليحقق كوين بعد ذلك سلسلة طويلة من النجاحات لا سيما مع فيلم "لا سترادا" لفيديريكو فليني. وفي السنة نفسها لعب دور كازيمودو في "نوتردام دو باري" المقتبس عن رواية فيكتور هوجو "أحدب نوتردام" ثم لورنس العرب وزوربا اليوناني وإعصار في جامايكا والساعة الخامسة والعشرون. كان يردد أنه يلعب أحيانا أدوارا لكسب المال لأجل عائلته لأنهم يحبون الراحة وذلك يكلف غاليا، أما هو فيمكنه العيش ببنطالين فقط . ومر عام 1953 بأفلام مغامرات عادية جداً حتى أخذ بطولة أول فيلم له في 1954 في الدراما الإيطالية La Strada في عام 1955 مثل ثلاثة أفلام أولها كان الجريمة The Naked Street وSeven Cities of Gold مع Richard Egan, وآخرها كان The Magnificent Matador .
كان الموعد الثاني لأنتوني كوين مع الأوسكار في 1956 في فيلم حياة الرسام الفرنسي فينسنت فان غوخ Lust for Life الذي مثل دوره الممثل المعتزل كيرك دوغلاس, أما دور كوين في الفيلم فكان صديق فينسنيت الرسام بول غوغين الذي كان صاحب المواقف الحازمة والذي أثر في مشاعر صديقه جداً. وترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار وفاز كوين بجائزته كما كان متوقعاً. حصل بطولة الفيلم الغربي Man from Del Rio مع المخرج التشيكي Harry Horner, ولعب دور رجل مكسيكي يحمي بلدته من قطاع الطرق، ورشح 1957 لأوسكار أفضل ممثل في فيلم الدراما Wild is the Wind قدّم في عام 1947 شخصية العربي للمرة الثانية من خلال مشاركته فى فيلم Sinbad the Sailor، بنفس الصورة النمطية السيئة عن الشخص العربي، حيث ظهر كشخص شرير يتّصف بالمراوغة والغدر، وجاهل ومتخلف ويثير الضحك. شارك أنتوني كوين عام 1962 في بطولة فيلم Lawrence of Arabia، والذي يعتبره الكثير من النقاد أحد أفضل أفلام الحروب والسير الشخصية، و يمكن القول أن أول لقاء جدّي لأنتوني كوين مع شخصية عربية كانت فى هذا الفيلم من خلال اداءه لشخصية شيخ قبيلة الحويطات "عودة أبو تايه" الذي شارك بقواته مع لورنس العرب في إحتلال ميناء العقبة.
كما مثّل عام 1976 في النسخة العالمية لفيلم The Message الديني عن قصة نشأة الدين الإسلامي، والرسالة النبوية التي جاءت بالإسلام، وأخذ فيه دور سيّد الشهداء (حمزة بن عبد المطلب) عم الرسول صلى الله عليه وسلّم، وقد أثار ذلك جدلاً واسع النطاق في العالم العربي . وفي الفيلم التاريخي Lion of the Desert، أنتاج عام 1981، والذي سُميت النسخة العربية منه باسم (عمر المختار)، قام بأداء دور القائد الليبي عمر المختار في محاربة جيش موسوليني قبيل الحرب العالمية الثانية، وحُكٍم عليه بالإعدام. اما فى عام 1964 شارك كوين في بطولة فيلم Behold a Pal Horse، ومن ثم الفيلم الدرامي الأوروبي الذي أنتجه أيضاً The Visit مع الجميلة إنجريد بيرجمان. وأخذ كوين دور اليوناني أليكسس زوربا في رائعته "زوربا اليوناني" وترشح الفيلم لسبعة جوائز أوسكار. وكانت المفاجأة المذهلة هي عدم ترشح كوين للأوسكار.