أبدت وزارة الدفاع الصينية استنكارها بشأن إرسال الولاياتالمتحدة لدورية بحرية عسكرية بالقرب من "يونغشو جياو" التى تعد جزءا من جزر نانشا التابعة للسيادة الصينية فى بحر الصين الجنوبى أمس الثلاثاء ووصفت هذا الفعل بالعمل الإستفزازى. واتهمت الوزارة الولاياتالمتحدة بأنها تهدف من وراء هذا التصرف إلى أن تزعزع من استقرار المنطقة لخدمة مصالحها، مشيرة إلى أن ما حدث يبرر تماما الأسباب التى دفعت الصين لبناء بعض المنشآت الدفاعية على جزر نانشا كما أنه يوضح مدى ضرورتها. وقالت الوزارة إنه فور وصول المعلومات بشأن اقتراب الدورية الأمريكية من الجزر تم إرسال بعض القطع البحرية والطائرات من ضمنها مقاتلتين وثلاثة سفن حربية إلى المنطقة حيث تم التعرف على السفينة الأمريكية وتحذيرها للابحار بعيدا. وأكد البيان أنه سيتم تكثيف الدوريات البحرية والجوية وتعزيز القدرات العسكرية المختلفة فى المنطقة لضمان سد حاجاتها الدفاعية. وكان المتحدث باسم الوزارة لو كانغ، أعرب أمس عن اعتراض الصين التام على إرسال الولاياتالمتحدة لسفينة البحرية الامريكية "يو اس اس ويليام بى لورانس" للقيام بدورية فى المنطقة حيث دخلت الى المياه الاقليمية الصينية بالقرب من الجزر بدون تصريح من الحكومة الصينية، مشيرا الى ان الجانب الصينى قام برصد جميع تحركات السفينة ومتابعتها وارسل اليها انذارا للابحار بعيدا. واستنكر "لو" تصريح للمتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية بيل أوربان ذكر فيه أن السفينة كانت تقوم بعملية من عمليات (حرية الملاحة)، التي تدأب الولاياتالمتحدة على القيام بها فى تحد مباشر لما وصفه بالمطالب البحرية المبالغ فيها من جانب بعض الدول المطلة على بحر الصين الجنوبى، والتى من بينها الصين. وقال المتحدث الصينى إن هذا التصرف من جانب الولاياتالمتحدة يهدد سيادة وأمن الصين ويضر بالسلام والاستقرار الاقليمى، كما أنه عرض سلامة العاملين والمنشآت فى يونغشو جياو للخطر. وأكد أن بكين ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات التى تراها لحماية سيادتها وأمنها، منوها بما تقوم به الصين بشكل مشترك مع الدول الاخرى المطلة على بحر الصين الجنوبى لضمان حرية الملاحة الجوية والبحرية بالمنطقة لسنوات طويلة، حيث لم يحدث أبدا خلالها أن كانت تلك الحرية تواجه أي مشاكل أو تهديدات. وقال لو إن الولاياتالمتحدة استحدثت عمليات حرية الملاحة تلك فى عام 1979 قبل توقيع اتفاقية الاممالمتحدة لقانون البحار، وهى الاتفاقية التى لا تزال واشنطن حتى الان تحاول التملص من التصديق عليها، متهما الولاياتالمتحدة بأن غرضها من تكرار ارسال دوريات عسكرية الى المنطقة هو زعزعة النظام بالبحار والمحيطات والضرب بعرض الحائط بنصوص اتفاقية الأممالمتحدة . ووصف إرسال واشنطن سفنا وطائرات للقيام بأعمال استطلاعية ضد الصين بأنها استفزازية، متهما الولاياتالمتحدة بأن أفعالها تدل على أنها ترى نفسها كدولة فوق القانون الخاص بالبحار. وحذر من أن استخدام الولاياتالمتحدة لحرية الملاحة كذريعة لاستعراض عضلاتها العسكرية يمثل أكبر تهديد لسلام واستقرار المنطقة. ونقلت صحيفة "تشاينا دايلى" الصينية اليوم الاربعاء عن لى قاو تشيانغ، نائب رئيس معهد دراسات المناطق الحدودية الصينية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، قوله إن إبحار السفينة الامريكية فى المياه الاقليمية الصينية بدون إذن هو انتهاك لاتفاقية الاممالمتحدة لقانون البحار واعتداء على حقوق الدول المطلة على بحر الصين الجنوبى وهى الحقوق التى تمنحها لهم تلك الاتفاقية. ووفقا له فإن هذه ليست هى المرة الاولى التى تستعرض فيها الولاياتالمتحدة قواها فى بحر الصين الجنوبى، حيث أن هذا حدث عدة مرات مؤخرا، ففى شهر ديسمبر الماضى قامت قاذفتى قنابل امريكيتين بالتحليق على مقربة من شعاب هوايانغ وقبل هذا وفى شهر اكتوبر قامت المدمرة الامريكية "يو اس اس لاسن" بالابحار على بعد 22 كم من شعاب تشوبى.