اكد كل من شيخ الازهر فضيلة الامام الاكبر سيد طنطاوى، وقداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الاوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق على التفاهم والتسامح بين المسلمين والمسيحين فى مصر والذين تجمعهم ارض واحدة ووطن واحد، ويتساوون فى الحقوق والواجبات. وحذر وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق من التيارات التى تعمل فى الخفاء لاثارة الانقسام بين المسلمين والمسيحين فى العالم كله والتى ليس من مصلحتها استقرار المجتمعات الانسانية، مما يزيد المسئولية المشتركة لرجال الدين وقادة الفكر الاسلامى والمسيحى لتفويت الفرصة عليهم فى اشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحين. وأضاف وزير الاوقاف عقب اجتماعه مع الانبا غريغوريوس بطريرك الروم الكاثوليك والوفد المرافق له الثلاثاء ان الاديان جميعها طرق الى الله ودعوة الى وحدانيته، ولا يجوز ان تتصارع او تتقاتل وان ما يحدث من اتباع الديانات من نزاعات ما هو الا سوء فهم لحقيقة الاديان وتعاليمها. كما نفى الدكتور زقزوق ان يكون الجهاد فى الاسلام معناه الحرب ضد الاخرين، مؤكدا أن الجهاد شرع فقط لرد العدوان على المسلمين. واكد الدكتور زقزوق ان المسلمين فى مصر خاصة لا يحملون فى قلوبهم لاخوانهم المسيحين الا كل مودة ومحبة والتاريخ الاسلامى خير شاهد على العلاقة الوطيدة بينهما. من جهته اكد شيخ الازهر فضيلة الامام الاكبر سيد طنطاوى على اهمية التوعية وتعريف الناس بحقوقهم وواجباتهم، والتشديد على روح التعاون والحوار البناء بين اتباع مختلف الاديان لما فيه من مصلحة البشرية كلها، وذلك لتخفيف حدة الصراع التى يشهدها العالم حاليا فى العديد من الدول. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور طنطاوى بمشيخة الازهر الثلاثاء مع وفد من رجال الاعمال ومسئولى التعليم من مختلف الاتجاهات من الجامعات والهيئات العلمية والسياسية بتايلاند فى اطار زيارتهم الحالية لمصر للتعرف على الازهر الشريف كجامع وجامعة، ودوره فى نشر الوسطية والاعتدال ونبذ العنف. واشار شيخ الازهر خلال اللقاء الى ان اى خلاف بين عقائد لا يمنع من التحاور والتعاون بين اتباعها لان لكل انسان عقيدته ولا اكراه عل اعتناق الاديان. واشار الى التفاهم والتسامح بين المسلمين والمسيحين فى مصر والذين تجمعهم ارض واحدة ووطن واحد، ويتساوون فى الحقوق والواجبات. وكان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد اكد على أهمية تصحيح الرسائل المغلوطة التى يتم نقلها إلى أقباط المهجر حول العلاقة بين عنصرى الأمة فى مصر، مشيرا إلى ضرورة أن يتم ذلك من خلال السفارت والقنصليات فى الخارج وعبر وسائل الإعلام. ونفى البابا شنودة فى مقابلة خاصة مع البرنامج التليفزيونى (البيت بيتك) أذيعت مساء الاثنين وجود اختلاف فى العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر فى الفترة الأخيرة مقارنة بمثيلتها فى الماضى، مشيرا إلى أن بعض الأحداث الفردية التى تقع أحيانا يتم تضخيمها كما لو كانت أحداثا عامة. وشدد البابا على أهمية أن يكون لمصر إعلام قوى فى الخارج لتصحيح الصورة عن الوضع الداخلى عبر الصحافة والتليفزيون ومخاطبة الشعوب الأخرى بلغاتها. وأعرب عن تقديره لزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الجامع الأزهر ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق بجانب مجموعة كبيرة من الشيوخ ورجال الدولة من المسلمين للكاتدرائية المرقسية للتهنئة بالعيد. وحول الحديث عن دور مصر فى القضايا الخارجية ، قال البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية "إن مصر لها سياسية فى الأمور الخارجية ومن يأخذ موقفا مغايرا للسياسة الخارجية لمصر كأنه يخون سياسة بلده".