"تحويل التراب إلى ذهب" مقولة مأثورة من قديم الأزل وعلى نفس النهج نستطيع أن نقول أنه يمكن إستغلال تراب أفران الحديد العالية في تصنيع كِريمات حماية البشرة وتلطيفها وكِريمات تلطيف الإلتهابات للأطفال (Baby Cream). فقد استطاع فريق مكون من د. محمد فكري رجائى أ.د. هشام ابراهيم صالح د. وليد عبد الحليم عبد الغفار محمد الباحثين بقسم الكيمياء غير العضوية-شعبة الصناعات الكيماوية غير العضوية والثروات المعدنية بالمركز القومى للبحوث؛ استخلاص أكسيد الزنك ذو حبيبات نانومترية الحجم (صغيرة جدا) وبدرجة نقاوة عالية من تراب أفران الحديد العالية. تمتاز أكاسيد الزنك ( النانومترية الحجم) بأن فاعليتها تكون أكثر لصغر حجمها؛ الأمر الذي يساعدها على اختراق الطبقات الخارجية للجلد بنسب وكفاءة أكثر من مثيلتها من أكاسيد الزنك العادية وفي نفس الوقت تكون المساحة الاجمالية لسطحها أكبر مما يزيد من فاعليتها. لذا نجد أحيانا بالأسواق تفاوت في أسعار كِريمات حماية البشرة وتلطيفها وكِريمات تلطيف الإلتهابات للأطفال (Baby Cream) لأن نوع الزنك المستخدم هو أحد العوامل المؤثرة على القيمة السوقية له و بالطبع تعكس على مدى كفائته. وقد أجرى فريق البحث هذه الدراسة على أكبر مصنع حديد و صلب به أفران حديد عالية بمصر حيث بلغت نسبة أكسيد الزنك فى هذا الغبار(التراب) تتراوح من 2 – 14 كجم/طن من الحديد الزهر أو الصلب. وبهذا فقد استطاع فريق البحث استغلال هذا التراب والاستفاده منه للتخفيف الضرر البيئى والحصول على خامة لها عائد اقتصادى مُجدى. و قام فريق البحث باختبار أكاسيد الزنك الناتجة من عمليات المعالجة لاستخدامها كمخضبات في مجال الدهانات مما يتيح الاستفادة من الأكاسيد التى تمكن الباحثين من الحصول عليها فى مجالات مختلفة حسب المواصفت الفنية لأكاسيد الزنك التى تم الحصول عليها حيث يتراوح حجمها من 24-52 نانومتر وذلك يعتمد على طرق المعالجة و على نسبة الزنك الرئيسية فى الخام قبل عملية صهر الحديد حسب مصدرها.