نقلا عن : الاهرام المسائى 28/7/07 إذا كان العالم اليوم يتنادي عبر هيئاته العالمية ومنظماته الدولية ومؤسساته العلمية للإصلاح والتنمية ومكافحة الجهل والفقرو المرض فإنه واجد في العلم النافع بسمات الأمل وإشراقات الفأل لتحقيق مستقبل أفضل بإذن الله لدفع عجلة تقدم الأمم, ذلك أن محاولة فهم الطبيعة البشرية هي مهمة ضخمة كثيرة المشاكل, وحل هذه المشاكل هو هدف وغاية العلم بل وهدف الحضارة الإنسانية منذ بدئها. ويجب ألا يقتصر فهم الطبيعة البشرية علي فئة دون غيرها,بل يجب أن يمتد إلي الجميع وهذا حق للجميع. والأطفال هم إحدي هذه الفئات الجديرة بالرعاية والاهتمام, فكثيرا ما نجد منهم أطفالا ينشأون منذ الطفولة المبكرة في ظل صلات بشرية قليلة ومحددة وطرق حياتية تحجم وتقلل من الصلات الحميمة سواء كانت أسرية أو مجتمعية كان من الضروري توفرها حتي تتوفر فرص النمو والتطور وبالتالي يكون مثل هؤلاء غرباء عنا ويكون سلوكنا تجاههم في أغلب الأحيان سلوكا خاطئا كما أن أحكامنا عليهم كثيرا ما تكون غير صحيحة فأحيانا ما يعتبرهم الكثيرون غرباء ليس فقط عن المجتمع بل وعن الاسرة أيضا ومن ثم تبدأ شكوي الآباء من عدم مقدرتهم علي فهم مثل هؤلاء الأطفال تلك الفئة يطلق عليها بلغة العصر الحالي ذوو الحاجات الخاصة. مثل هؤلاء أكثر احتياجا إلي المكانة من المكان فالعبرة في سعة الصدور لا في سعة القصور فهم أكثر احتياجا إلي الشعور بأن لحياتهم معني أي أن تحتوي الحياة بالنسبة لهم علي الكثير من الفرص والقليل من العقبات التي يمكن التغلب علليها بدلا من الحياة التي تحتوي علي القليل من الفرص والكثيرمن الفشل. ذلك أن الفطرة الإنسانية تقتضي أن يتم تقييم جميع الأطفال العاديين وذوي الحاجات الخاصة بشكل متساو, وأن تتاح لهم فرص متساوية, ينظر اليهم كأطفال متميزين وقد جعل الله للعلماء مكاناعظيما. وأن يتعلموا ويتعاملوا مع أشخاص ذوي خصائص متنوعة وقد نوه الله سبحانه وتعالي بفضل العلم وأهله ورفعة منزلتهم وجعل لهم مكانا عظيما فالعلم يرشدهم إلي كمال قدرته عظيم قوته وبديع صفاته ومع عظيم الشرف يعظم التكليف فالله سبحانه وتعالي قد ائتمن العلماء علي الأمة فهم المؤتمنون علي أعز ما تملك فهناك فارق كبير بين ما أراده الله بنا وبين ما أراده الله منا. وتؤكد العديد من الدراسات والبحوث ضرورة القضاء علي التناقضات والازدواجية بين العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة لما تخلفه من آثار نفسية واجتماعية وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي الإرادة القوية والمسئولية الواعية والإيجابية الحقة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل أن نتيح لهم مكانا يستطيعون من خلاله أن يضعوا أقدامهم علي سلم المكانة وإتاحة المجال أمامهم من أجل تفاعلات اجتماعية أرقي وأفضل حتي نحقق لهم قدرا من التقبل الاجتماعي تمهيدا للانتقال إلي مرحلة أخري وهي مرحلة التأثير الاجتماعي, أي أن يكون كل منهم مؤثرا في مجتمعه ومن ثم الانتقال إلي مرحلة الاندماج في المجتمع.