قال الشيخ عصام الروبى من علماء الأزهر الشريف ان التقدم التكنولوجى أثر سلباً على العلاقات الإجتماعية وصلة الرحم،وهناك قصور فى جانب التنشئة خاصة فى موضوع البر، فالوالدان يعتقدان ان مسئوليتهما قائمة على توفير الطعام والشراب فقط للأبناء ولكن يجب ان يكون هناك توعية وتثقيف وتهذيب. وأوضح الروبى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت انه اذا ربيا الوالدان الكريمان ابنائهما تربية طيبة على النصح والتوجيه والثواب والعقاب وتشمل كل نواحى الحياة،سيجنيان ثمار هذه التربية الطيبة التى غرساها فى نفوس ابنائهما منذ الصغر مضيفاً ان الانسان لازاما عليه ان يحسن لوالديه سواء أحسنا إليه فى الماضى أم لا. وتابع انه اذا أهمل الوالدان الأبناء ولم يقدما لهما اى شىء يجب ان يعاملوهما معاملة كريمة ويتقى الله فيهما ويقابل عقوقهما بالمعروف والإحسان وان يقابل الإساءة التى قدماها لهما فى السابق بالبر والشفقة مشيراً الى ان الله أخذ ميثاقاً أخلاقى كبيرا على بنى أدم جميعاً وهو الإحسان للوالدين. ولفت ان الأبناء الذين يضعون والديهما فى دار رعاية خابوا وخسروا وندموا،فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة، فمن أدرك أبويه عند الكبر فلم يجاهد فيهما ويحسن اليهما ويكرمهما ويتقى الله فيهما ويبذل أقصى ما يملك بذلاً وحناناً ومصانعة فقد خسر لان الأباء والأمهات هما أبواب للجنة مؤكداً ان الله جعل العاق لوالديه مع مدمن الخمر وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا. ولفت ان بر الوالدين له شروط أولها ان يؤثر الأبناء رضا الأبوين على رضا نفسهما وأولادهما وأزواجهما والناس اجمعين وان يطيعاهما فى كل شىء سواء وافق رغباته أم لم يوافق لافتاً ان حنان الأب والأم على الأبناء كفيل بأن يجعلهما بارين بهم عند الكبر. وتابع ان الإسلامُ حض الولَدَ على طاعةِ والديه فيمَا لا معصيةَ فيهِ، وجعلَ اللهُ تعالى للمسلمِ الذي يُطيعُ والدَيْهِ فيما لا معصيةَ فيهِ أجْرًا عظيمًا في الآخرةِ، بلْ منَ الناسِ منْ أكْرَمَهُمُ اللهُ بأشياءَ في دنياهُمْ قبلَ ءاخِرَتِهِمْ بِسَبَبِ بِرّهِمْ لأُمّهِمْ مؤكداً ان الله أمر نبيه موسى عليه السلام بتوقير والديه وبرهما،فالعلاقة التبادلية بين الأباء والأبناء تبادلية،بمعنى ان الوالد اذا أتقى الله فى أولاه وأحسن تربيتهم وهذبهم وأطعمهم من حلال،يتقوا الله فيه عند الكبر،فبر الوالدين لا ينقطع فى الحياة ولا بعد الممات،فالإستغفار والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة هو فرض عين. https://