وافق وزراء الداخلية العرب في البيان الختامي لاجتماع عقدوه في تونس"على قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله "منظمة إرهابية" باستثناء لبنان والعراق اللذين تحفظا على القرار. وكانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد قررت اعتبار ميليشيا حزب الله منظمة إرهابية، ويشمل هذا التصنيف كافة قادة الحزب وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه. الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزياني صرح بأن دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء "استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها أعضاء هذه الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات". كما أشار إلى أن هذا التصنيف جاء بناء على "دور الحزب في إثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادة دول المجلس وأمنها واستقرارها". وأضاف أن دول مجلس التعاون تعتبر أن ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، وأعمالها الاٍرهابية والتحريضية في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي. وأكد الزياني أنه نتيجة لذلك قرر مجلس التعاون اعتبار الحزب منظمة إرهابية، وسيتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قراره بهذا الشأن، استنادا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة. ومن جانبه، أعلن مجلس الأمة الكويتي أن أي تغريدة أو دعم أو مناصرة للحزب الإرهابي، بعد قرار دول مجلس التعاون، تعتبر جريمة وفقا لقانون الجرائم الإلكترونية. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أكدت قبل أيام تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية، بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في البلاد، إثر تصرفات حزب الله وخطفه لإرادة الحكومة اللبنانية وقرارها- بحسب وصفهم كما طالبت دول الخليج، الحكومة اللبنانية، ب"إعادة النظر في مواقفها وسياساتها"، معربة عن "أسفها الشديد لأن القرار اللبناني، أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية". رد حزب الله على تصنيفه منظمة إرهابية.. وفي أول تعليق له على تصنيفه من قبل مجلس التعاون الخليجي "منظمة إرهابية"، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، أن من يصنف حزبه "منظمة إرهابية"، يدين نفسه، قائلا: "من يكيد المقاومة عليه أن يعيد النظر في حساباته ورهاناته الخاسرة، وأي جهة تعتدي على المقاومة وتعتبرها إرهابا، فإنها تدين نفسها وتفضح نواياها". وتابع صفي الدين،: "إن المقاومة لا تزال أقوى ما يهدد الكيان الإسرائيلي"، إ يران ترد رسميا على قرار اعتبار حزب الله "منظمة إرهابية".. من جهتها ردت إيران رسميا، ، على قرار اعتبار حزب الله "منظمة إرهابية"،إن "من يصف حزب الله بالإرهاب، يستهدف وحدة لبنان وأمنه بقصد أو بغير قصد"، موضحة أن "تصنيف حزب الله في خانة الإرهاب وهو الذي يعتبر من أهم تيارات المقاومة، وتجاهل جرائم الكيان الصهيوني، يمثل خطأ جديدا لا يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة". وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن "سياسة إيران المبدئية ترتكز على ترسيخ الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان، ودعم الوحدة بين جميع التيارات والأحزاب اللبنانية". من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الإيرانية، مرتضى سرمدي: "ندين بيان دول مجلس التعاون باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، فهذا القرار غير مسؤول، والمنظمات الإرهابية باتت معروفة للجميع في المنطقة". وأضاف سرمدي أن "حزب الله، حزب مقاوم ضد الكيان الإسرائيلي، واعتباره إرهابيا يأتي في ظل المؤامرة على المقاومة ويخدم الكيان الإسرائيلي". كانت السعودية قد أوقفت مساعدات قيمتها 3 مليارات دولار للجيش اللبناني، بعد عدم إصدار حكومة لبنان بيانات إدانة للهجوم على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران. وحاولت السعودية من خلال حلفائها في لبنان خلال العقد الماضي مواجهة نفوذ حزب الله. وازداد هذا الصراع توترا بعد دخول إيران وحزب الله بشكل مباشر في الحرب في سوريا لمساعدة الجيش السوري في مواجهة المسلحين. وينعكس التوتر داخل لبنان الذي يخشى من زعزعة استقراره السياسي والاقتصادي عبر تفاقم التوترات بين السنة والشيعة. كما يخشى الكثيرون في لبنان من تبعات الموقف على مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في الخليج.