تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي من تأسيس بنك وطني يعمل على تجميع ومعالجة الخلايا الجذعية المستخلصه من دم الحبل السري إضافة إلى تخزينها. ويعد هذا البنك خطوة رائدة تهدف إلى توفير فرص علاجية أكبر للعديد من مرضى الحالات المستعصية في المملكة، إذ تولى إشراف على هذا البنك قسم علم الأمراض وطب المختبرات وذلك بالتعاون مع قسم النساء والولادة بالمستشفى، إضافة إلى مستشفى اليمامة. وأوضحت الدكتورة هند الحميدان استشارية أمراض الدم ومديرة بنك دم الحبل السري أن هذا البنك يعد الأول من نوعه على المستوى المحلي والإقليمي، ويقوم بتوفير وحدات عالية الجودة من الخلايا الجذعية بغرض زراعتها للمرضى من ذوي القربى وغير القربى المحتاجين لهذا النوع من العلاج، كما يقوم موظفو البنك بتوعية المجتمع بأهمية التبرع بدم الحبل السري ومدى الاستفادة من محتوياته الخلوية لإنقاذ حياة الكثير من المرضى. وقالت في تصريح صحافي: "عدد الوحدات المخزنة حالياً في البنك بلغ 470وحدة، 75% منها وحدات عالية الجودة صالحه للزراعة للمرضى الذين بحاجة إلى مثل هذا النوع من الزراعات الخلوية". وتستخدم الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري لعلاج كثير من أمراض الدم والجهاز المناعي وبعض أنواع السرطان، ومن أهم الأمراض التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري ابيضاض الدم بأنواعه المختلفة، اعتلال كريات الدم الحمراء الوراثي، نقص المناعة الوراثي، أمراض المناعة الذاتية، اعتلال التمثيل الغذائي (الأيض) لدى حديثي الولادة. وأوضحت الحميدان: "الفريق الطبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يقوم بتجميع دم الحبل السري مباشرة بعد خروج المشيمة من رحم الأم وفصلها عن المولود، نظراً لضيق الوقت وسرعة تجلط الدم الموجود في المشيمة وحبل السرة بعد أن كانت المشيمة ترمى مباشرة بعد الولادة كنفايات حيوية، إثر ذلك تقوم منسقة بنك دم الحبل السري بزيارة الأم بعد الولادة لأخذ موافقتها على التبرع وأخذ التاريخ الطبي للعائلة وسحب عينات دم من الأم لتحليلها والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية". وأضافت: "بعد تجميع وحدات الدم المأخوذة من دم الحبل السري، يتم نقل تلك الوحدات إلى مختبرات بنك دم الحبل السري في المستشفى، من أجل معالجتها بطرق خاصة لفصل الخلايا الجذعية عنها، ثم تخزينها في أجهزة تبريد خاصة مصممة خصيصاً للتخزين لفترات طويلة تحت درجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى مائتي درجة مؤية تحت الصفر، إثر ذلك يتم عمل الاختبارات اللازمة للتأكد بأن وحدة الدم التي جرى الحصول عليها مطابقة للمواصفات والشروط قبل تخزينها النهائي، ووضعها ضمن الوحدات المؤهلة للزراعة". وشددت على: "أن البنك يستخدم أحدث التقنيات الموجودة حالياً لمعالجة وحدات دم الحبل السري وفصل الخلايا الجذعية عنها، بواسطة أجهزة فصل أوتوماتيكية يتم التحكم بها عن طريق الحاسب الآلي، حيث تقوم هذه الأجهزة باستخلاص أكبر كمية ممكنة من الخلايا الجذعية مما يساعد على توفير عدد أكبر من الوحدات العالية الجودة والصالحة للزراعة حتى ولو جمعت من كميات دم قليلة". وأشارت إلى أن الخلايا المفصولة تخزن في جهاز تبريد، يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، يتم التحكم به عن طريق الحاسب الآلي، حيث تبلغ السعة التخزينية لهذا الجهاز 3626وحدة، يتم تخزينها وسحبها ذاتياً ودون تدخل بشري، وبذلك يساعد على بقاء الخلايا حية ولفترات طويلة جداً عند تخزينها، ويقلل من الخطأ الممكن حدوثه عند سحب الوحدات للزراعة وتعرضها لدرجة حرارة مرتفعة مما يؤثر على حيوية تلك الخلايا قبل زراعتها.