قال فضيلة الشيخ زكى عثمان استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية بجامعة الازهر ان ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة سبقتها ليلة الاسراء والمعراج فى شهر رجب وستليها ليلة القدر فى شهر رمضان الكريم وقال انها ليال مباركة يكثر فيها الدعاء الى الخالق بالمغفرة والتوبة ويتقبل الله فيها الدعاء لكل مؤمن حسن النية والعمل كما يتقبل فيها التوبة والندم على ما مضى واعتزام التغيير للافضل فى العبادة من كل فرد ينوى التقرب الى الله سبحانه وتعالى. واضاف فضيلة الشيخ زكى عثمان فى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصر الخميس ان ليلة النصف من شعبان تتميز انها فى شهر يرفع فيه الاعمال الصالحات عن العام الماضى كله منذ رمضان السابق الى المولى عز وجل كما اكدت السنة النبوية الشريفة ومن الثابت عن الرسول الكريم انه كان يصوم معظم ايام شعبان حتى ترفع اعماله وهو صائم كما اكد حديث للصحابى اسامة ابن زيد رضى الله عنه. وأكد فضيلته ان ذكرى ليلة النصف هى ذكرى تحويل قبلة الصلاة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام فى مكةالمكرمة وروى ان الرسول قبل الهجرة واثناء دعوته فى مكة كان يصلى مستقبلا الكعبة فى اتجاه المسجد الاقصى وعندما هاجر الى المدينة صدر امر من الله ان يستقبل المسجد الاقصى فى صلاته فقط هو والمسلمون وظل يستقبله لمدة 16 شهرا متتالية وبعدها جاءته البشرى بتغيير القبلة الى المسجد الحرام بمكة كقبلة يرضاها الرسول عليه الصلاة والسلام. واوضح استاذ الدعوة الاسلامية ان اهل الجزيرة العربية وخاصة مكة كانوا يقدسون ويعظمون البيت الحرام "جدرانه وستائره" فأراد الخالق سبحانه ان يأمر نبيه بالتحول جهة المسجد الاقصى لرفع شأن تعظيم وحب الله وحده وطاعته فى كل مايأمر وليس تعظيم البيت وبعدما تعود المسلمون على الطاعة اعادهم الى القبلة المكية والبيت الحرام . وحول تفسير نص الاية الكريمة "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس" اكد ان الاية هى رقم 143 وسورة البقرة 286 اية فهى تمثل الاية الوسط فى السورة الكريمة كما تشير بشكل واضح ان امة الاسلام هى الامة التى تحافظ على وسطية العبادة وعدلها وكلمة "جعلناكم " مختلفة فى المعنى عن كلمة "خلقناكم "لان الثانية تعنى ان كل الناس متساوون فى الوسطية وفى الخلق والطباع بينما جعلناكم تؤكد ان الخصوصية جاءت لامة الاسلام والمسلمين من حيث التشريع الوسطى والعبادة الوسطية البعيدة عن التطرف والمغالاة .