بعد اقل من اسبوعين من مذبحة "الحولة" التي قتل فيها زهاء 108 اشخاص قرابة نصفهم اطفال قامت الميليشيا الموالية للحكومة السورية وقوات الامن بقتل 78 شخصا على الاقل من بينهم اطفال في محافظة حماة في وسط سوريا الاربعاء الماضي وبعضهم قتلوا طعنا في قرية مزرعة القبير واحرقت 12جثة على الاقل. وقال نشطاء بالمعارضة إن قوات أمن وشبيحة مؤيدين للأسد قتلوا ما لا يقل عن 78 رجلًا وامرأة وطفلًا في قرية مزرعة القبير في منطقة ريفية على بعد 35 كيلومترًا شمالي غرب مدينة حماة يوم الأربعاء إن معظم ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوى النظامية في القبير قرب معرزاف هم من الأطفال والنساء. وذكرت اللجان أن الضحايا تم "إعدامهم بإطلاق الرصاص والسلاح الأبيض" مشيرة إلى أن القوى النظامية "أحرقت عددا كبيرا من المنازل" في البلدة. وفي رد فعل على المذبحة حث المجلس الوطني السوري على تصعيد الهجمات العسكرية ضد قوات الرئيس بشار الأسد كما أعلن الحداد العام في البلاد في أعقاب "مذبحة القبير" التي نفذتها قوات أمن وشبيحة مؤيدين للرئيس السوري في محافظة حماة وقتل فيها 80 مدنيًا بينهم 22 طفلاً و20 امرأة فيما خُطِف 30 آخرون. وفي دعوة نادرة إلى العمل العسكري المباشر قال المجلس الوطني في بيان إن مسلحي المعارضة الذين يعملون تحت مظلة الجيش السوري الحر يجب عليهم أن يصعِّدوا العمليات العسكرية لتخفيف الضغط عن المدنيين الذي يتعرضون «للحصار والقصف والاقتحام» في محافظات حماة واللاذقية وحمص. وأعلن المجلس الوطني السوري «الحداد العام والتصعيد المدني (يومي) الخميس والجمعة 7-8 يونيو 2012 ويدعو المجلس جميع أبناء شعبنا من الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية والحراك الثوري إلى تصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان والعمل على تخفيف معاناة المناطق التي تتعرض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماة واللاذقية وحمص». وقد تلقى المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري معلومات عن قيام كتائب الأسد ليلة الأربعاء - الخميس بخطف 10 نساء من مدينة الحفة بريف اللاذقية وهناك مخاوف كبيرة من تعرضهن للاغتصاب والقتل. وقال إن "آلة حرب الإبادة التابعة للنظام السوري من قوات أمن وشبيحة تقوم بقصف متواصل لبلدة الحفة". ونقل عن السكان خشيتهم "من أن يكون القصف مقدمة لاقتحام دموي"، داعيا الأهالي "إلى الصمود" وبقية السوريين إلى "نجدة البلدة ودعم أهلها بكل الوسائل المتاحة". وأفاد المرصد السوري حدوث قصف بعد منتصف الليل على مدينة إعزاز في محافظة حلب استخدمت فيه المروحيات، مشيرا إلى أن "القوات النظامية تحاول السيطرة على أحياء في المدينة خارجة عن سيطرة السلطات السورية منذ أشهر". وأدان المجلس الوطني "حملة القصف الوحشية على قرى وبلدات تقع غرب حلب" والتي استخدمت فيها، بحسب بيان صادر عنه، المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. ودعا فريق المراقبين الدوليين إلى "التوجه السريع إلى المناطق المستهدفة والأممالمتحدة إلى "التحرك العاجل لمنع قيام النظام بارتكاب مجزرة يجري التحضير لها منذ فترة". وأضاف المجلس الوطني السوري أن الدبابات أتت من قرى مجاورة وبدأت القصف على القرية وبعد ساعة “توجهت عدة سيارات شبيحة وباصات تحمل شبيحة (مليشيات مؤيدة للحكومة) من قرية أصيلة والقرى التي حولها الموالية.. تم استعمال السكاكين في عملية الإعدامات الميدانية،” مشيراً لوجود جثث محروقة وأخرى أخدها الشبيحة. وتحدث المجلس عن “حرق الأطفال والنساء في داخل المنازل في القبير” مشيراً إلى أن عدد سكان القرية في الأصل لم يكن يتجاوز 130 شخصاً وأضاف أن لجنة المراقبين رفضت الذهاب إلى القرية ليلاً، ووعدت بفعل ذلك في الصباح. وتوجه المجلس إلى المجتمع الدولي بالقول: “إن المجلس الوطني السوري يعلن للعالم أن الوضع في سوريا بات على درجة عالية من الخطورة، وأن المعلومات المتوفرة تؤكد أن النظام يخطط لارتكاب مجازر أخرى وعمليات تفجير بسيارات مفخخة وسيكون الهدف الأبرز قتل أطفال ونساء لإحداث عمليات تهجير مقصودة من مناطق ريفية ذات كثافة سكانية.” وأضاف: “بات على الأممالمتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية عدم الانتظار أملاً في التزام النظام بالمبادرة الدولية، حيث بات من الواضح أن النظام يستخدمها سعياً لقتل مزيد من السوريين.. ويدعو المجلس الاجتماع الوزاري في اسطنبول إلى اتخاذ خطوة جادة وطرح الملف السوري على مجلس الأمن واتخاذ قرار تحت الفصل السابع لردع النظام عما يقوم به من مجازر وحشية.” واتهم المجلس أيضاً النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة الحفة قضاء اللاذقية أدت لمقتل 17 شخصا كما لفت إلى تبلغه نداءات استغاثة من قرى حوران في جنوبي البلاد. من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية نقلاً عن مصدر رسمي أن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس (الأربعاء) في المزرعة المذكورة بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال. وأضاف المصدر أن بعد وقوع الهجوم “ناشد أهالي المزرعة (القبير) السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة الإرهابية واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم.” وتأتي هذه التطورات عشية اجتماع منتظر في الأممالمتحدة لمناقشة الأزمة في سوريا ويعتزم المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان إلى مخاطبة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول القضية كما سيحث الملف السوري مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. قد حث مسئولون على مستوى عال من عدة دول في اسطنبول الوضع في سوريا واتخاذ مزيد من الخطوات لمد يد المساعدة للشعب السوري وتحقيق التنسيق في المرحلة الانتقالية للديمقراطية في هذا البلد. واستضاف وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو الاجتماع بشأن سوريا الليلة الماضية بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من عدة دول, من بينهم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو خلال وجودهم في اسطنبول لحضور القمة الدولية حول مكافحة الارهاب برئاسة كل من تركيا والولايات المتحدة. وذكر بيان لوزارة الخارجية التركية صدر صباح الخميس أنه "اجتمع رئيس وزراء قطر ووزراء خارجية كل من مصر, فرنسا, ألمانيا, إيطاليا,الأردن, المغرب المملكة العربية السعودية, تونس, تركيا, الامارات العربية المتحدة المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمفوضة العليا للاتحاد الاوروبي للشئون الخارجية والسياسات الامنية, فضلا عن ممثلين على مستوى عال من الكويت وأسبانيا في السادس من يونيو 2012 في اسطنبول على هامش المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب. وأضاف البيان "بحث المشاركون في الاجتماع اتخاذ مزيد من الخطوات الاضافية من بينها تقديم مزيد من الدعم للشعب السوري والتنسيق بشأن عملية انتقالية فعالية وذات مصداقية تؤدي إلى سوريا ديمقراطية ما بعد الاسد".