الأهرام 30/9/2007 إنه مشروع القرن لأطفال مصر.. هكذا وصف الخبراء البريطانيون مشروع الطفل المصري أولا ودائما.. الذي اقترحته5 مؤسسات بريطانية كبري بهدف انشاء أول مؤسسة في الشرق الأوسط لحماية الطفل المصري من العمي وانشاء وحدة لعلاج أمراض العيون الوراثية, واعداد سجل طبي شامل لكل طفل, واقامة مركز عالمي لدراسة وعلاج الأورام وأمراض الدم. المشروع الذي اقترحه البريطانيون في منتصف يونيو الماضي لاقي حماسا من السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية التي وصفها أصحاب الفكرة بأنه عندما يخص الحلم أطفال مصر فلن تري من هو أكثر حماسا من السيدة سوزان مبارك. ماهي فكرة المشروع؟ وكيف سيتم تنفيذه؟ وماذا يستفيد منه أطفال مصر؟ في البداية ننوه الي ان أول خطوة لتحقيق هذا الحلم بدأت أول أمس بوصول وفد طبي رفيع المستوي لبحث الأفكار المصرية الطموحة التي وضعت حول المشروع بطلب ومتابعة دائمة من قرينة الرئيس بدون ضجة اعلامية لوضع خريطة لاحتياجات الطفل المصري من المشروع. ويرأس الوفد الدكتورة جين كولينز الرئيس التنفيذي لمستشفي جريت أورموند ستريت, أحد أكبر مستشفيات الأطفال المتخصصة في العالم, والبروفيسور أندرو( آندي) كوب مدير معهد صحة الطفل في بريطانيا, ويشارك فيه استشاري طب وجراحة العيون المصري الدكتور ياسر أبورية, وهو منسق المشروع, والدكتور انتوني ميتشاليسكي رئيس وحدة أمراض سرطان الأطفال في جريت أورموند ستريت وسفن بن مدير عام العلاقات الدولية في المستشفي, وتأتي الزيارة بناء علي دعوة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ومن المؤسسات يونيفيرستي كوليدج ومركز ريتشارد ديزموند الدولي لعيون الأطفال, وهو الأول من نوعه في العالم, وافتتح في شهر فبراير الماضي في مستشفي مورفيلد للعيون. ووفق التصور الحالي, فان مستشفي جريت أورموند ستريت الذي يتلقي حالات الأطفال الأكثر صعوبة وتعقيدا من أنحاء العالم خاصة الشرق الأوسط, سوف يلعب الدور الأكبر. وعلمت الأهرام أنه طوال الشهرين والنصف الماضيين, عملت بعض المؤسسات الطبية المصرية, بناء علي طلب قرينة الرئيس, علي وضع تصور متكامل للاستفادة مما يعتبره الخبراء البريطانيون مشروع القرن لأطفال مصر. وفي زمن قياسي انهالت علي الجانب البريطاني المقترحات المصرية التي تعكس رؤية واضحة لاهداف المشروع. ومن المتوقع ان تتلقي سوزان مبارك بالوفد البريطاني بهدف اعطاء دفعة للمشروع. وخلال ايام قليلة تتلقي قرينة الرئيس تقريرا مفضلا من الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الذي تتبعه المؤسسات الطبية المصرية التي اعدت تصوراتها للمشاركة في المشروع. ومن المتوقع ان يدعو الوفد البريطاني قرينة الرئيس بزيارة المؤسسات الطبية البريطانية المشاركة في المشروع كي تقف بنفسها علي اسلوب العمل في هذه المؤسسات لخدمة الطفل. وستبدأ جولة الوفد البريطاني في معهد بحوث أمراض العيون, التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي, وتشمل العديد من المؤسسات المصرية وتستمر أربعة أيام وتتناول مناقشات الجانبين مقترحات رئيس المعهد الدكتور عادل علي الدين وفريقه.. ومن بين هذه الاقتراحات. أولا: إنشاء مجمع متخصص لكل أمراض ومشاكل عيون الأطفال ليكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط والثاني في العالم. ويشارك في المشروع من الجانب المصري معهد بحوث أمراض العيون وجمعية الهلال الأحمر, ويمثل الجانب البريطاني فيه مستشفي مورفيلدز ومركز ريتشارد ديزموند للعيون, وفيما يتعلق بمجال البحوث, فان البروفيسور توني مور, خبير أمراض العيون البريطاني الشهير, سوف يتولي الاشراف علي مشروعات دراسة أمراض العيون الوراثية في مصر. ويضرب مور مثالا بالعيوب الخلقية, وقال ان زواج الأقارب والتأخر في اكتشاف المرض يزيد من صعوبة مشاكل العيون لدي الأطفال. وأعرب عن اعتقاده بأن بداية تكوين مثل هذه المؤسسة في مصر لايحتاج الا الي فريق طبي وتمريضي وخدماتي مصغر يكون هو النواة الأولي. ومن بين أهم أدوار الجانب البريطاني, أنه سوف يتولي, عبر معهد صحة الطفل, الاتصال بالمؤسسات الدولية والأوروبية لتدبير تمويل أية مشروعات بحثية تفيد في هذا المجال. وهنا تأتي أهمية المقترح المصري الثاني وهو اجراء مسح طبي شامل لتحديد مدي انتشار العمي لدي الأطفال في مصر, ويصف ياسر أبورية هذا المقترح بأنه بالغ الأهمية لأنه يضع يد صانعي القرار الطبي في مصر علي حجم المشكلة واحتياجات حلها. ويقول أندي كوب مدير معهد صحة الطفل ان المعهد مستعد لدعم مثل هذه المشروعات وأنه هو الذي سيتولي عرضه علي منظمة الصحة العالمية وغيرها لتدبير التمويل له, وأضاف إنه لو احتاج الأمر الي نفقات أخري لإجراء بحوث أكثر تفصيلا لتحديد سبل حل المشكلة بعد تحديد حجمها, فإن هذا هو أحد أهداف المعهد. وأشار كوب الي انه سيكون بمقدور معهد صحة الطفل ان يقر أية مقترحات بمشروعات بحثية تتعلق بمشاكل صحة الطفل المصري ويتولي بنفسه مطالبة المؤسسات الأوروبية والعالمية بتمويلها. ووفق مقترحات, وزارة التعليم العالي, فإنه لابد من التنسيق, بطبيعة الحال مع وزارة الصحة. ويري الدكتور أبورية أن هذا التنسيق بالغ الأهمية لأن وزارة الصحة هي المسئولة في مصر عن قطاع الصحة عموما وعن مركز الطب الوقائي الذي يعد أحد أهم عناصر المشروع برمته. ثالثا: وضع مستشفي قصر العيني الأطفال( أبوالريش) ماوصفه بخطوة متوسطة المدي للاستفادة من الخبرة البريطانية وتشمل: تدريب الأطباء والممرضات وتنمية مهارات التعامل مع المرضي من خلال دورات في مستشفي جريت أورموند ستريت, تخصيص منح لحصول أطباء أبوالريش علي درجات الزمالة البريطانية في تخصصات دقيقة يحتاجها المستشفي, تكثيف زيارات الخبراء البريطانيين لنقل الخبرة لنظرائهم المصريين وعلاج الحالات الصعبة, انشاء نظام آلي حديث لسجلات المرضي يسهل تتبع الحالات ومراحل تطورها وعلاجها, والتعاون في مشروعات البحوث الطبية حول أمراض الأطفال في مصر, ومن بين أهم ثمار المشروع, حسب تصور مستشفي أبوالريش هو الاعتراف بمستشفيات الأطفال بجامعة القاهرة وبحوثها مما يعزز مكانتها في الشرق الأوسط. رابعا: نظرا لحداثة وتخصص مستشفي سرطان الأطفال الجديد(57357) الذي يتمتع برعاية خاصة من السيدة سوزان مبارك, فإن احتياجاته مختلفة. وبناء علي المقترحات التي تلقاها الجانب البريطاني من الدكتورين هاني حسين مدير المستشفي والدكتور شريف أبوالنجا مسئول العلاقات الخارجية, فان اهدافها تشمل الآتي: المساعدة في وضع مايسمي طبيا ببروتوكول( أسلوب العمل الطبي) وفق المدرسة البريطانية في العلاج, الاستعانة بالخبرة البحثية البريطانية لاجراء دراسات حول الأورام, والوصول بالمستشفي لمستوي مستشفي جريت أورموند ستريت الذي يضم أكبر مركز لأورام الأطفال في العالم, الاستفادة المباشرة من خبرة الأطباء البريطانيين المعروفة في علاج حالات سرطان الأطفال الصعبة بوسائل سريعة, تدريب الأطباء والممرضات. وقالت كولينز, ان الهدف الرئيسي من مثل هذه المقترحات ومشروع الطفل أولا ودائما هو تحسين الخدمات الطبية المقدمة للطفل المصري من خلال زيادة مستويات التخصص في مختلف فروع طب وتمريض واسعاف الأطفال. وأكد خبراء مستشفي جريت أورموند ستريت للأطفال ومورفيلدز للعيون ان المقترحات المقدمة من الجهات المصرية الثلاث تعكس دراسة وجهد دءوبين اضافة الي رؤية واضحة لما تحتاجه هذه الجهات. ويذكر ان ياسر أبورية قد قام بالاتفاق مع ادارة مستشفي جريت أورموند ستريت, بزيارة للقاهرة في الفترة بين19 يوليو الماضي حتي التقي خلالها مع مسئولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات الطبية الكبري الثلاث, وجري الاتفاق علي الاطار العام الذي يمكن الجانبين البريطاني والمصري من انجاح المشروع. وحول الأسباب التي تدفع المؤسسات البريطانية لدعم مشروع الطفل المصري أولا ودائما دون مقابل قال سفن بن( مدير العلاقات الدولية في مستشفي جريت أورموند ستريت, ان هذا يعزز سمعة مؤسساتنا.