علقت بولندا التي ستشارك في استضافة نهائيات بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 أملها في تجاوز مرحلة المجموعات على عاتق المدرب فرانشيسك سمودا الذي لا يعرف التساهل. لكن هذا البلد يشعر بالقلق من أن تسفر سياسة عدم التساهل فيما يتعلق بالانضباط في النهاية عن إضعاف التشكيلة في سعيها للوصول للمجد. واستبعد سمودا الذي تولى المنصب في 2009 وفشل في قيادة الفريق للوصول لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا عددا من اللاعبين البارزين من التشكيلة بسبب أحداث تتعلق بالخمر بينهم الحارس ارتور بوروتس. ومؤخرا استبعد سمودا اللاعب سوافومير بيشكو بعد أن امضى سهرة في الخارج انتهت باحتجازه في قسم شرطة. ويشعر بعض المنتقدين بأن المدرب قد يتسبب في النهاية في الإضرار بفرص بولندا أمام جمهورها بسبب تمسكه بموقفه في موضوع الخمر. ويعتقد آخرون أنه من الضروري أن يدافع عن سلطته بعدم السماح بأي استثناءات. وساعدت اللوائح الانضباطية التي يطبقها سمودا - والتي نقلها من فترات عمله كمدرب لفرق في درجات الدوري الأقل شأنا في المانيا - هذا المدرب على قيادة فيدزيف لودز للقبين في الدوري في بولندا والتأهل لدور الثمانية في دوري أبطال اوروبا في 1996. وكانت هذه آخر مرة يظهر فيها فريق بولندي في مرحلة مهمة بدوري الأبطال وبعدها فاز سمودا بلقب آخر في الدوري البولندي مع فيسوا كراكوف. وولد سمودا في 1948 في قرية بجنوبي منطقة سيلسيا التي ترتبط بصلات تاريخية قوية مع المانيا وأمضى جزءا كبيرا من حياته في الخارج وهما عاملان قد يفسران سر مشاكله الدائمة مع اللغة البولندية. لكن تجاربه في الخارج لم تكن كلها سعيدة. وفقد سمودا كل مدخراته بسبب رجل أعمال غير شريف حين حاول هو ومعه كازيميرش ديينا الذي قد يكون أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ بولندا الاستقرار في الولاياتالمتحدة في السبعينات. وأمضى بعد ذلك وقتا كلاعب في دوري كرة القدم بأمريكا الشمالية مع فرق هارتفورد بي سنتينيالز واوكلاند ستامبرز ولوس انجليس ازتيكس إلى جانب لاعبين بارزين آخرين بينهم الراحل جورج بيست. وكمدرب لبولندا اشتهر سمودا بملء تشكيلته بلاعبين ولدوا في الخارج لأصول بولندية. والمثال الشهير على ذلك هو داميين بيركيس المولود في فرنسا والذي تم منحه الجنسية البولندية. وهناك لاعبون آخرون ولدوا في بولندا لكنهم أمضوا معظم حياتهم خارجها ونشأوا في الخارج مثل يوجين بولانسكي وسيباستيان بونيش وادم ماتوشيك. وشاب التذبذب سجل سمودا في المباريات الودية قبل البطولة رغم أنه يكرر دوما أنه سيترك منصبه بعد البطولة إذا فشلت بولندا في استغلال الفرصة النادرة لترك بصمة على المستوى الدولي. والمرة الأخيرة التي وصلت فيها بولندا لمرحلة أدوار خروج المغلوب في بطولة كبرى كانت في 1986 لكن احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في مجموعة تضم روسيا واليونان وجمهورية التشيك سيكون أقل شيء يمكن القبول به. وإن استقال سمودا فعلا فقد يواصل سعيه لتحقيق حلمه بالعودة لجذوره التدريبية في المانيا لكن في الدرجة الأولى هذه المرة.