أخذت البضائع الصينية الرخيصة تغمر أسواق جارات الصين الجنوبية، وبدأ المستهلكون في ماينمار ولاوس وفيتنام وكمبوديا، يمدون لها أكف الراحة. وقالت صحيفة «انترناشونال هيرالد تربيون»، إن المنتجات الصينية بدأت تقلب حياة بعض من أكثر الناس فقراً في آسيا، الذين لم يكونوا يملكون من حطام الدنيا منذ سنوات، سوى طقم أو اثنين من الثياب، وآنية للطبخ، وبيت مسقوف بأعواد القصب، بنوه بسواعدهم. فقد راح هؤلاء القرويون، يركبون دراجاتهم النارية الصينية الرخيصة، التي تباع بأقل من 440 دولاراً وسط طرق وعرة تصل بهم إلى أسواق «لوانغ برابانغ»، مدينة المعابد البوذية، على امتداد نهر الميكونغ الذي يجتذب عشرات السياح الأجانب. ويقول «كامفاو جانفاسيد» إن الدراجات النارية الوحيدة التي كانت متوفرة، كانت يابانية الصنع، وكانت بعيدة عن متناول الفقراء، ومضت الصحيفة قائلة: الوساوس التي تعتري الغرب، بخصوص سلامة الألعاب الصينية، والأغذية الحيوانية، لا تلقى بالاً في أوساط الناس الذين يعيشون في القرى النائية، بالرغم من شكوى البعض بخصوص الجودة. وكانت البضائع الصينية، مع انفتاحها للمرة الأولى على الرأسمالية العالمية، قوبلت بتقدير عميق، وقال «كامفاو»، «إن الحياة أصبحت أفضل، لأن البضائع أرخص»، ولقد راحت أجهزة التلفزيون الصينية وأطباق الأقمار الصناعية تربط القرويين بالعالم الخارجي، وأجهزة الستريو تصدح بالموسيقى في بيوتهم، والدراجات الصينية الآلية، باتت وسيلة نقل للعائلات بأسرها. وفي هذا السياق، قال «سايداو وو» مختار قرية «لونغ لاوماي» ان الدراجات النارية المزودة عادة بمحركات صغيرة، ولكن مناسبة من قوة 115 سنتيمترا مكعبا تنقذ الأرواح الآن، مضيفاً بأننا نستطيع نقل مرضانا في الوقت المناسب». وقالت الصحيفة، إن الدراجات النارية الصينية، تملأ شوارع هانوي وفيانتيان، وماندالاي، وغيرها من المدن الكبرى، في الهند الصينية، وتعتبر 39 في المئة من مليوني دراجة نارية تباع سنوياً في فيتنام من ماركات صينية، وفقاً لهوندا، التي تمتلك حصة سوقية مقدارها 34 في المئة. وقد بلغت الصادرات الصينية إلى فيتنام وميانمار، ولاوس، 3. 8 مليار دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الماضي، بزيادة 50 في المئة عن الفترة ذاتها من عام 2006. ويقول السكان في لاوس، ان الباعة الجائلين الصينيين، كانوا منذ سبع سنوات، يصلون وهم يحملون حقائب مليئة بالأدوات، وأجهزة الراديو الصغيرة، وقد سمح مؤخراً للتجار الصينيين، الذين يتحدثون اللاوسية، بافتتاح بسطات دائمة في المدن الكبرى والصغيرة في عموم الهند الصينية وهي تعرف في لاوس باسم «تالاد جينز» أو الأسواق الصينية غير ان الحماس للبضائع الصينية، لا تبرده سوى شكوى واحدة تتمثل في مشكلة الصيانة الأمر الذي جعل جو سليبا بان ميكانيكي الدراجات النارية في لوانغ برابانغ، يقول ان جودة الماركات اليابانية أفضل بكثير مضيفا بأن الناس الموسرين، يشترون دراجات هوندا وياماها وسوزوكي النارية. غير ان «جو» يزعم انه يميز الماركة اليابانية بمجرد إصغائه لصوت المحرك ويضيف أنها أكثر تماسكاً، وصوت المحرك أكثر نعومة ويؤكد أن الدراجات النارية التايلندية المصنوعة في اليابان يمكن ان تدوم عشر سنوات بدون صيانة للمحرك فيما تحتاج الدراجات الصينية لإصلاحات شاملة في غضون 3 4 سنوات. ويبلغ سعر أرخص دراجة هوندا صنع تايلاند 55 ألف باهت، أي قرابة 670. 1 دولارا، أربعة أضعاف سعر أرخص دراجة صينية، التي تباع تحت أسماء عدة، بما فيها يانجيا وواسان وينسين وزوبخشين وهونشون، هذا وان تدفق الدراجات النارية الصينية يجعل الميكانيكيين يشترون في لوانغ برابانغ، ومنذ عقد كانت هناك ثلاث أو أربع ورش في المدينة، فيما يحصى الآن عشرين ورشة، ويقول «جو» انه غير قلق على صيانة دراجته النارية قائلاً، انه يملك دراجة هوندا.