أمر قاض محكمة جرائم الحرب الدولية بتعليق محاكمة راتيكو ميلاديتش القائد الصربى السابق المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى أجل غير مسمى، بعدما تبين وقوع هيئة الادعاء العام فى "أخطاء كبيرة". وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" -الخميس- أن الاتهامات المنسوبة لميلاديتش تتعلق بفترة حرب البوسنة التى اندلعت بين عامى 1992 إلى 1996. وقد دفعت تصرفات ميلاديتش داخل القاعة المراقبين إلى القول بأنه ما زال يعتقد نفسه بساحة معركة، بعدما أشار لإحدى الشاهدات بإشارة الذبح .. وقال مراسل، إن أسباب تصرفات ميلاديتش غير قابلة للتفسير، مضيفاً أنه بدا مصمماً على مواجهة الجميع في القاعة، بما في ذلك نساء سريبرينيتسا اللواتي حضرن الجلسة أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة بمدينة لاهاي. وخلال شهادة إحدى الناجيات من المجزرة، التي راح ضحيتها قرابة ثمانية آلاف مسلم خلال حرب البوسنة، أشار ملاديتش بيده إلى عنقه، بإشارة محتملة إلى حركة "الذبح،" كما كان يدلي بعبارات غاضبة خلال الشهادة. ويواجه الجنرال السابق في جيش صرب البوسنة 11 تهمة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب خلال المعارك التي استمرت منذ عام 1992 إلى عام 1995.ويقول الإدعاء إن "التصفية العرقية" التي قام بها ميلاديتش في سريبرينيتسا لم تكن وليدة الحرب في البلاد، بل جاءت بمثابة هدف شخصي للجنرال الذي يبلغ اليوم من العمر 70 سنة. كما يشير إلى أن قوات ملاديتش استخدمت سلاح العنف الجنسي خلال الحرب، عارضاً لشهادة امرأة قالت إنها اغتصبت 50 مرة، إلى جانب شهادة أخرى لنساء أجبرن على القيام بأعمال جنسية مع أشخاص من أفراد أسرهن. وكان ميلاديتش قد اعتقل في 26 مايو 2011 في صربيا، ووجهت إليه بشكل عام ذات التهم الموجهة إلى الزعيم السياسي لصرب البوسنة في ذلك الوقت، رادوفان كرادجيتش.وكان ميلاديتش قد مثل أمام المحكمة الدولية للمرة الأولى في يونيو الماضي، ومن ثم في الرابع من يوليو الماضي، وجرى إخراجه من القاعة بعد أن رفض الرد على التهم الموجهة بحقه بارتكاب إبادة جماعية بالبوسنة، منتقداً القاضي الذي قال بأنه يضغط عليه و"يمنعه من التنفس". وجاء اعتقال ميلاديتش، الذي يواجه اتهامات بارتكاب "جرائم إبادة جماعية"، و"جرائم ضد الإنسانية"، ضد ألبان البوسنة قبل نحو ثلاث سنوات على موعد إغلاق محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، في عام 2014.