دعي اكثر من 7.5 ملايين ناخب الى التصويت اليوم الاحد لاختيار رئيس جديد لجواتيمالا في اجواء من الاستياء غير المسبوق بسبب الفساد بعد اسبوع حافل شهد استقالة الرئيس ثم ادخاله السجن. وستفتح مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة لانتخاب 158 نائبا و338 رئيس بلدية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 15.8 مليون نسمة،وقد اعلنت الارصاد الجوية انها تتوقع هطول امطار غزيرة في موسم الامطار هذا. وينتهي التصويت عند الساعة 18.00 على ان يبدأ اعلان النتائج الاولية بعد ثلاث ساعات، ويتنافس في الاقتراع الرئاسي الذي ستجري الدورة الثانية منه في 24 اكتوبر 14 مرشحا. والمرشح الاوفر حظا هو الممثل الكوميدي اليميني جيمي موراليس 46 عاما الذي لا يملك خبرة سياسية. وترجح استطلاعات الرأي حصوله على 25 بالمئة من الاصوت متفوقا على مانويل بالديزون (يمين 22.9 بالمئة) الذي كان حتى الان الاوفر حظا وايضا الاشتراكية الديموقراطية ساندرا توريس (18.4 بالمئة). وكان هذا البلد الواقع في اميركا الوسطى عاش اسبوعا حافلا باحداث، فقد جرد الرئيس المحافظ اوتو بيريز المتهم بقيادة شبكة فساد داخل اجهز الجمارك، الثلاثاء من حصانته للمرة الاولى في تاريخ جواتيمالا. وفي اليوم التالي قدم استقالته التي كان المتظاهرون يطالبون بها منذ اشهر. وامضى الجنرال السابق البالغ من العمر 64 عاما مساء الخميس ليلته الاولى في السجن حيث سيبقى موقوفا حتى استئناف الاستماع اليه الثلاثاء المقبل. وهذه القضية ليست سوى حلقة من مسلسل مستمر منذ ابريل يتمثل في تحقيقات مشتركة تقوم بها النيابة ولجنة الاممالمتحدة لمكافحة الافلات من العقوبة كشفت عدة فضائح فساد وكذلك حالة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي. واثارت التطورات في قضية اوتو بيريز فرحا شعبيا لكن تزايدت الاصوات المطالبة بالذهاب ابعد من ذلك والتي تريد اصلاحا للنظام السياسي لتطهيره من الفساد الذي يشكل مصدر خمسين بالمئة من تمويل الاحزال، حسب معهد اميركا الوسطى للدراسات الضريبية. وقبل ساعات من بدء التصويت الذي رفضت المحكمة الانتخابية العليا تأجيله، كانت التظاهرة اكثر تواضعا من المسيرات التي نظمت كل اسبوع منذ ابريل وشارك في كل منها اكثر من مئة الف شخص، وكانت رفضت طلبات مماثلة عدة في الاشهر الاخيرة. ولم يتم تلبية مطالب اصلاح لمنع اعادة انتخاب رؤساء البلديات والنواب وتغيير ادارة الاحزاب والسماح بالتصويت في الخارج حيث يعيش 1.5 مليون جواتيمالي. وتظاهر مئات من الاشخاص بعد ظهر السبت في ساحة سيوداد في العاصمة جواتيمالا حيث صنعوا شاهدة تدين اقتراعا "ولد ميتا"، في موقع ابعد قليلا تظاهرت مجموعة ارتدى افرادها ملابس سوداء وحملوا نعشا وورودا ورفعوا لافتة كتب عليها "ارحلي بسلام، العملية الانتخابية 2015″وقد دعي الى تظاهرة جديدة صباح اليوم الاحد. واكدت ايفون الفاريز 63 عاما الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان "كنا نريد ارجاء الانتخابات من اجل تعديلات في القانون الانتخابي لكن البرلمان رفض ذلك". وقالت الطالبة ليسلي بينيو 19 عاما التي كانت بين المتظاهرين "انني سعيدة برحيل الرئيس بعد ان كان كثيرون يقولون ان التحركات السلمية مثل هذه التي نقوم بها لن توصل الى شىء، لكننا نجحنا". واضافت "علينا الآن مواصلة الكفاح ضد النظام السياسي الفاسد وهذا الكفاح بدأ للتو، من جهتها، قالت الناشطة المدافعة عن السكان الاصليين ريغوبرتا مينشو 56 عاما حائزة جائزة نوبل للسلام في 1992 ان "الانتخابات فقدت كل مصداقية ولم يعد لها اي شرعية"، الا انها دعت الناخبين الى التصويت لانه "ليس هناك اي بديل". ويشكل الشباب الذين تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما وكانوا عماد التظاهرات، حوالى ثلث الناخبين، لكن المحللين يخشون امتناع كثيرين عن التصويت على الرغم من ان نسبة المشاركة في الدورة الاولى من الاقتراع بلغت حوالى 70 بالمئة في الدورة الاولى في 2011. ودعا الرئيس بالوكالة اليخاندرو مالدونادو الذي يشغل هذا المنصب حتى 14 يناير، في تغريدة على تويتر الناخبين الى التصويت بكثافة، وقال ان "من يصون يملك دائما حقا اكبر في الشكوى اذا لم تنفذ الوعود". وقال الطالب الفارو مونتينيغرو 72عاما احد منظمي التظاهرات الاولى في أبريل "اي شخص يصل الى السلطة سيكون مراقبا بدقة". ا ما الفيس باتس الاستاذ المشارك في تظاهرة السبت فقال "ايا كان الفائز في الانتخابات اليوم اظهرت غواتيمالا من يملك السلطة فعليا.. نحن". ورأى مانفريدو مانوكين مدير المنظمة غير الحكومية اكسيون سيودادانا الفرع المحلي لمنظمة الشفافية العالمية ان الشعور الشعبي بالاحباط "يمكن ان يتحول الى عنف بسهولة" الاحد في هذا البلد الذي يشكل الفقراء غالبية سكانه ويعاني من انتشار الجريمة المنظمة وقد جرت مواجهات مساء الجمعة بين مؤيدين لمختلف الاحزاب في سانتا بربارا جنوب اسفرت عن سقوط قتيل كما ذكرت السلطات. ومنع بيع الكحول اعتبارا من ظهر السبت من اجل العملية الانتخابية التي سيحميها 35 الف شرطي. مي سبت 15