شهدت المائة يوم الأولي من عام2007 نشاطا مكثفا للسياسة الخارجية في مختلف دوائر حركتها وفي مختلف القضايا الإقليمية والدولية, وشغلت القضية الفلسطينية حيزا رئيسيا من هذا النشاط بهدف إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات العربية الإسرائيلية, كما عكست المباحثات واللقاءات التي عقدها الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط مع المسئولين العرب والأجانب في الداخل والخارج اهتمام مصر أيضا بالقضية العراقية, وسبل تحقيق الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية في العراق, وبقضية دارفور من أجل إنهاء المأساة الإنسانية هناك, إلي جانب القضية الصومالية. واحتلت القضية اللبنانية مساحة أيضا من جهود الدبلوماسية المصرية من أجل إنهاء الأزمة في لبنان, وتحقيق توافق وطني والتوصل إلي تسوية سياسية بين الفرقاء اللبنانيين. وواصلت مصر اهتمامها بإفريقيا ودعم التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف وعملية التنمية, إلي جانب تدعيم العلاقات الثنائية مع الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات, كما شهدت هذه الفترة مواصلة مصر توثيق علاقاتها مع دول آسيا الصغري الإسلامية. ويلفت النظر إلي تحركات السياسة الخارجية في هذه الفترة الحرص علي تنسيق المواقف مع الدول العربية والإسلامية في القضايا والملفات المطروحة إقليميا, التي تشهد تباينات في وجهات النظر بهدف تقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف في المحافل الدولية وتوحيد الصفوف والوصول إلي رؤي مشتركة لمعالجة القضايا علي أساس التحديات المشتركة حفاظا علي المصالح الوطنية والقومية, كما استهدفت هذه الجهود دعم التعاون والعمل علي إيجاد تسويات سياسية للنزاعات بعيدا عن استخدام العنف. وفي هذا الإطار, استقبلت مصر العديد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وكبار المسئولين من مختلف الدول العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية والآسيوية والولاياتالمتحدة, إلي جانب رؤساء ومديري وسكرتيري عموم منظمات دولية وإقليمية, وقام الرئيس مبارك والوزير أبو الغيط بالعديد من الزيارات والجولات الخارجية, كما أوفد كل من الرئيس مبارك وأبو الغيط مبعوثين ومساعدي الوزير في العديد من المهام الخارجية. * علي صعيد القضية الفلسطينية وعملية السلام: استقبل الرئيس مبارك رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت في الرابع من يناير, إلي جانب الزيارات الروتينية للرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبو مازن) لمصر, وزيارات رئيس الحكومة إسماعيل هنية, كما حضر إلي القاهرة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يوم22 فبراير. وكانت القضية الفلسطينية وجهود إحياء عملية السلام علي جدول أعمال الرئيس مبارك في مباحثاته مع القادة العرب والأوروبيين ووزيرة خارجية الولاياتالمتحدةبالقاهرة والعواصم العربية والأوروبية, وكذلك في مباحثات أبو الغيط مع المسئولين الأوروبيين والأمريكيين في القاهرة وعواصمهم خلال زياراته لها, ومع مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام ألفارو دي سوتو يوم12 مارس. * القضية العراقية: استقبلت القاهرة وفدا عراقيا يوم3 يناير, ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري يومي4 و5 مارس, وكانت القضية العراقية محور المباحثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال زيارتها لمصر في الثالث عشر من شهر يناير, وشارك أبو الغيط في اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة والأردن إلي جانب مصر, الذي عقد بالكويت في الخامس عشر من الشهر نفسه. وللغرض نفسه( القضية العراقية وتداعياتها) زار أبو الغيط تركيا يوم11 يناير, واستقبلت القاهرة يوم4 مارس المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وشارك مصر في مؤتمر بغداد الدولي حول العراق علي مستوي كبار المسئولين, الذي عقد ببغداد في العاشر من مارس بوفد ترأسه مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير هاني خلاف, واستقبل الرئيس مبارك في الثامن عشر من مارس إياد علاوي رئيس حركة الوفاق العراقية. وفي بداية شهر أبريل استقبلت القاهرة السيد حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق, وقبل نهاية الشهر الحالي سيزور القاهرة رئيس وزراء العراق نوري المالكي. * القضية اللبنانية: زار القاهرة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والتقاه الرئيس مبارك يوم13 يناير للحصول علي دعم مصر لخطة حكومته في مؤتمر( باريس 2) لدعم لبنان, واستقبل مبارك في السادس من مارس الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل, وفي الرابع عشر من الشهر نفسه التقي مبارك السيد سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل, وكانت القضية اللبنانية مطروحة في مباحثات كل من مبارك وأبو الغيط مع المسئولين العرب والأجانب ومع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع خلال زيارته إلي القاهرة يوم13 مارس. * العلاقات العربية: زار العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مصر مرتين, الأولي في العاشر من يناير, والثانية في الخامس والعشرين من فبراير, كما زارها أيضا وزيرا خارجية الإمارات والسودان يومي13 و14 يناير, وزار الرئيس مبارك ليبيا يوم23 يناير وعقد قمة مع كل من الرئيس الليبي معمر القذافي والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة, كما زارها أبو الغيط في السادس والعشرين من الشهر نفسه. وزار الرئيس مبارك السعودية يوم27 فبراير, واستضافت مصر مجلس الجامعة العربية يومي4 و5 مارس, وتوجه أبو الغيط إلي عمان في الرابع عشر من مارس للمشاركة في اجتماع ثلاثي ضم نظيريه السعودي والأردني, وشاركت مصر في القمة العربية بالرياض يوم28 مارس, كما التقي مبارك مبعوث الرئيس السوداني في الرابع من الشهر نفسه. وزار أبو الغيط تونس في الثامن من الشهر نفسه أيضا, وفي الثالث عشر من شهر مارس أيضا, التقي الرئيس مبارك نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وفي إطار التنسيق العربي في عملية السلام وقضية العراق, نسقت مصر المواقف مع كل من السعودية والأردن والإمارات, وعقد مسئولون ووزراء خارجية الدول الأربع لقاءات تشاور مع وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها إلي مصر في13 يناير ثم في26 مارس وبينهما في عمان في20 فبراير. أما قضية الصحراء المغربية, فقد طرحت في مصر مجددا خلال زيارة محمد المعتصم مستشار العاهل المغربي للقاهرة حاملا رسالة منه إلي الرئيس مبارك لعرض مبادرة سلام جديدة لتسوية النزاع وتسلم مبارك منه الرسالة, كما التقي المبعوث مع وزير الخارجية, وضمن جهود تدعيم العلاقات العربية الثنائية, رأس أبو الغيط في السابع من أبريل الحالي وفد مصر في أعمال اللجنة المصرية البحرينية المشتركة بالمنامة. * العلاقات مع الدول الإسلامية: استقبل الرئيس مبارك الرئيس الباكستاني برويز مشرف في يناير الماضي, بعدما كان قد زار مصر وزير خارجية أفغانستان في الرابع عشر من الشهر نفسه. وخلال شهر فبراير استقبلت مصر رئيس جمهورية طاجكستان, وفي الثالث عشر من مارس, استقبل مبارك رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف, كما التقي رئيس أوزبكستان إسلام كريموف خلال زيارته لمصر يوم25 مارس. وزار وزير الخارجية تركيا يوم11 يناير, ورأس وفد مصر في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية السبع, الذي عقد في إسلام أباد يوم25 فبراير, وزار وزير خارجية تركيا عبدالله جول القاهرة في الرابع من شهر مارس, قبل أن يزور مبارك تركيا يومي22 و23 مارس, وفي السابع والعشرين من الشهر نفسه زار مصر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي. * علي الصعيد الإفريقي: استقبل الرئيس مبارك في الثامن من يناير الماضي الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي بعدما التقي قبله بيومين كلا من وزير خارجية إثيوبيا سيوم مسفين ووزير خارجية تشاد, وشاركت مصر في قمة الساحل والصحراء في ليبيا يوم26 يناير بوفد رأسه أبو الغيط الذي رأس وفد مصر أيضا في القمة الإفريقية بأديس أبابا التي عقدت في الفترة من22 إلي30 يناير, والتقي مبارك في الثلاثين من الشهر نفسه مع رئيس جمهورية إفريقيا الوسطي, ورأس وفد مصر في القمة الإفريقية الفرنسية التي عقدت بمدينة كان يومي15 و16 فبراير, كما التقي نائب رئيس جمهورية بوروندي قبل نهاية الشهر نفسه, وفي العاشر من شهر مارس, زار القاهرة سكرتير عام منظمة الكوميسا. وأوفد مبارك وزير التخطيط عثمان محمد عثمان لرئاسة وفد مصر في قمة نيباد بالجزائر يوم21 من شهر مارس, وزار مبارك داكار في الثالث من شهر أبريل للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس السنغالي عبدالله واد لفترة رئاسية ثانية, كما التقي رئيس الحكومة أحمد نظيف ووزير الخارجية نائب رئيس وزراء موريشيوس ووزير الخارجية خلال زيارته إلي القاهرة في الثالث والعشرين من شهر مارس, وخلال أبريل زار القاهرة كل من وزيري خارجية كينيا ورواندا. وعلي صعيد ملف الصومال, استقبلت القاهرة رئيس البرلمان الصومالي المؤقت في الثاني من يناير, وتركزت المباحثات مع كل من الرئيس الإريتري ووزير خارجية إثيوبيا بالقاهرة علي تطورات الملف الصومالي, واستضافت القاهرة في الثالث من شهر أبريل اجتماعات اللجنة الدولية حول الصومال. وفي ملف دارفور, استقبلت القاهرة في الرابع عشر من يناير وزير خارجية السودان لام أكول, كما التقي الرئيس مبارك مع السيد مصطفي عثمان إسماعيل, المستشار السياسي للرئيس السوداني في الرابع من مارس. كما أوفد وزير الخارجية مساعده للشئون الإفريقية السفير معصوم مرزوق في جولة إفريقية خلال شهر فبراير. * العلاقات الأوروبية: زارت القاهرة في الثالث من فبراير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, وفي اليوم نفسه زار القاهرة وزير خارجية أيرلندا أهيرن, وزار مبارك فرنسا لحضور القمة الإفريقية الفرنسية, وفي الخامس والعشرين من فبراير زارت مصر المفوضة الأوروبية للشئون الخارجية فيريروا فالندر, وتوجه أبو الغيط إلي بروكسل في السادس من مارس لتوقيع اتفاق تدشين سياسة الجوار, كما زار القاهرة خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل كل من وزير خارجية النرويج ووزير الدولة الألماني للشئون الخارجية, وفي السابع من أبريل التقي مبارك مع دومينيك بودي رئيس معهد العالم العربي بباريس ومبعوث الرئيس جاك شيراك. * العلاقات مع الولاياتالمتحدة: زارت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس القاهرة مرتين خلال شهر يناير بالأقصر, ومارس( يوم26) بأسوان في ذكري توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية, وفي المرة الثانية التقت رايس مع الرباعي العربي وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والأردن والإمارات. وزار وزير الخارجية أحمد أبو الغيط واشنطن في السادس من فبراير مع الوزير عمر سليمان قبل أن يوفد مساعده للشئون الأمريكية السفير حاتم سيف النصر آخر شهر مارس إلي واشنطن لإجراء لقاءات مع عدد من المسئولين بالإدارة الأمريكية, وعقب هذه الزيارة قام وفد من مجلس النواب الأمريكي بزيارة القاهرة في الخامس من الشهر الحالي والتقاه الرئيس مبارك. * منظمة الأممالمتحدة: إلي جانب زيارة كل من المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين, ومبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة ألفارو دي سوتو ومبعوث الأممالمتحدة لتنفيذ القرار1559 الخاص بلبنان تيري رود لارسن, التقي الرئيس مبارك يوم24 مارس السكرتير العام بان كي مون في أول زيارة له لبلد عربي خلال جولته بالمنطقة.