قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الاثنين إن إيران ستبقى موصدة في وجه النفوذ الأمريكي وستواصل معارضة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية مشيرا إلا ان الاتفاق ما زال عرضة للعراقيل من أي من الطرفين. وكان خامنئي -الذي يمثل أعلى سلطة في البلاد- أحجم عن الإدلاء بتصريحات قاطعة بشأن الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي وما زال بحاجة إلى إقراره من الكونجرس الأمريكي قبل أن يكون ساريا. إلا أن خامنئي (76 عاما) وفر غطاء سياسيا هاما للرئيس حسن روحاني لمتابعة المحادثات مع القوى الست. ووافقت طهران على الحد من برنامجها النووي لبناء الثقة في انها لن تصنع اسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الدولية التي أصابت اقتصادها المعتمد على النفط بالشلل. ونقل موقع خامنئي على الإنترنت قوله "لن نسمح بنفوذ سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أمريكي في إيران." ويرى محللون أن احتمالات رفض خامنئي للاتفاق صغيرة إذا أقره الكونجرس الأمريكي حيث يهدف الأعضاء الجمهوريون إلى عرقلته. لكن خامنئي استبعد دائما فكرة أن يؤدي الاتفاق إلى مصالحة بين الجمهورية الإسلامية والولاياتالمتحدة خصمها اللدود منذ الثورة الإسلامية عام 1979 . وقال حسين رسام مستشار الشؤون الإيرانية السابق بوزارة الخارجية البريطانية "يريد خامنئي أن يبقي الاتفاق مع الولاياتالمتحدة نوويا محضا حيث يشعر بقلق إزاء تدخل اقتصادي وسياسي وثقافي بعد الاتفاق كما "يخشى أن يجعل الاندماج في الاقتصاد العالمي الجمهورية الإسلامية هشة مما قد يؤدي إلى انهيارها." وإذا جرى تنفيذ الاتفاق سترفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران وستفتح السوق أمام الاستثمار الأجنبي بعد سنوات من العزلة. لكن على عكس الشركات الأوروبية ستكافح الشركات الأمريكية كي تكسب موطئ قدم في إيران جراء خوف المسؤولين الإيرانيين من أن يصبحوا تحت أي نفوذ أمريكي ولأن العقوبات الاقتصادية الأمريكية غير المرتبطة بالاتفاق النووي ستظل قائمة.