اكد الداعية الاسلامى الدكتور عمرو خالدعلى ضرورة الوعي بان مصر مستهدفة خارجيا ، وان احداث بورسعيد هي دليل على وجودة تخطيط لتفتيت الدولة وتقسيمها من جهات خارجية ، ولذا لابد من الاحتكام للقضاء لتحقيق القصاص العادل. جاء ذلك في كلمة له بمسرح المجلس القومي للشباب الذي عقد به لقاء مفتوح مع شباب وفتيات من مختلف المحافظات تحت شعار "الشباب وصناعة المستقبل" واشار خالد في حديثه عن تمكين الشباب كفكرة أساسية لتطوير كافة المجالات خلال المرحلة المقبلة ان هؤلاء الشباب هم من قدموا قبل الثورة أحلام وأفكار لتطوير مستقبل مصر خلال السنوات القادمة وجاء على رأسها توفير فرص عمل للشباب وتمكين المرأة والمشروعات الصغيرة ومواجهة المخدرات والتعليم ، والتي صرح أنها تمثل حاليا أهم القضايا التي يعمل خلالها بمشاركة أجيال الشباب المتطوعين . مشيرا أن معادلة الإصلاح لن تكتمل إلا من خلال تواجد هذا الطرف الهام بما يمتلك من طاقات هائلة يجب استغلالها، مع قيام الجيل الأكبر بدوره في تمهيد الطريق والفكرة ليقوم الشباب بتنفيذها. كما وجه الداعية للشباب الحضور رسالة بضرورة مشاركتهم في أنشطة تنموية وفى أنشطة المجتمع المدني، وكذا نشر ثقافة قائمة على تجميع توجهات الشعب المصري سواء من خلال الإنترنت والفضائيات والتعاملات اليومية المختلفة ، في إشارة إلى احد الحلول الهامة للمجتمع المصري حاليا لما يشهده من وضع مترهل وغير مستقر. وطالب عمرو خالد الجميع من المتعلمين وخاصة الشباب المشاركة في إزالة الفجوة بين البسطاء من غير المتعلمين وبين المتعلمين ، فهناك 17 مليون مصري يحتاجون إلى امتلاك القدرة على المشاركة في الحلم الذي يجمع الشعب المصري. وعن رؤيته في إمكانية عودة الأمن لمصر أكد الداعية أن الله سبحانه وتعالى قد كتب لمصر الأمان مصر كما جاء في كتابه العزيز وهو أساس ايمانى ، كما أن استقلال مصر واستقرار أوضاعها في المستقبل القريب هو من مصلحة المصريين بل والعالم اجمع، موضحا أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت وإلى وجود قائد يمتلك الشرعية لتحقيق الاستقرار في النظام السياسي وهو ما نتمنى أن يحدث وتعود عملية الاستقرار تدريجيا. وفى بعض المناصب التي تساءل الشباب عن أداء الداعية في حال توليها، عرض عمرو خالد رؤيته لتطوير التعليم، وأكد إن التلقين هو السمة المميزة للتعليم المصري بينما يقوم التعليم الصحيح على البدائل والاختيارات والبحث والقدرة على التفكير الصحيح ، فالحياة الآن تحتاج إلى الابتكاروالابداع ، وهو ما يتطلب تخصيص ما لا يقل عن 30% من ميزانية الدولة إلى التعليم وعودة وضع المعلم وهيبته كما كانت حتى تتغير المنظومة إلى الأفضل. وفيما يخص الإعلام وكيفية تطويره في نشر الثقافات الهادفة أجاب خالد انه صاحب رسالة إصلاحية فقط واستخدامه الإعلام يتم فقط لنشر تلك الرسالة ، وعن رأيه في إصلاح تلك المنظومة أجاب انه يرى أن وجود آليات وقوانين متعارف عليها ومناقشتها دوريا بين الحكومة ورؤساء الصحف والقنوات التليفزيونية لعرض إشكاليات ومستهدفات الدولة والعمل على عرضها بشفافية وفى ضوء مواثيق إعلامية صحيحة يزيد من مصداقية الإعلام والارتقاء بدوره وأهدافه من الإخبار والتثقيف والتعليم والتوجيه وهو النظام المتعارف عليه عالميا. وحول مقترح لأحد الشابات بضرورة تعريب العلوم لتحقيق الارتقاء باللغة العربية أشار أن تلك اللغة هي لغة قرآننا ويعتز جميع العرب بها ، ولكن فكرة الانفصال عن اللغات قد تؤدى إلى عدم التواصل مع العلوم الأخرى وفقدان الفرصة للاطلاع على كل جديد والاستفادة منه في تطوير علومنا والإضافة إلى ثقافاتنا. وفى مبادرة "العلم قوة" المنفذة من خلال مؤسسة صناع الحياة صرح الداعية بان المشروع يلتحق به الآن ما يقرب من50 ألف من غير المتعلمين ، وهو ما يمثل مؤشر طيب للقضاء على الأمية في مصر، سواء للكبار أو الأطفال المتسربين من التعليم والاستفادة من فكرهم ورؤيتهم في المستقبل ، مضيفا أن المشروع متواجد في العديد من المحافظات وخاصة محافظات الصعيد ويستمر بجهود الشباب في المقام الأول. ويرى الداعية أن هناك صفتين أساسيتين يجب توافرهما في الرئيس القادم أولهما أن يمتلك مشروع قومي يمثل حلم الشعب المصري وهو يمثل نصف الطريق للقيام بالنهضة ، و كذا القدرة على تسويق هذا الحلم وتجميع الشعب حوله لتنفيذه ليبدأ معه مشوار النهضة الحقيقي لمصر.