نجم الكرة محمد أبو تريكة يستحق التحية والتقدير علي موقفه من لجنة الدستور. كانت الاغلبية التي استحوذت علي قرار البرلمان في تشكيل اللجنة قد عرضت عليه أمر ترشيحه ورحب اللاعب الكبير في البداية، ثم أدرك ما وراء ترشيحه، فقدم اعتذاره، والمهم أنه في اعتذاره قال ما يدل علي صدقه وعلي إدراكه لحجم المسئولية، فقد قال إنه يري أن يأخذ هذه الفرصة شخصية تكون أكثر دراية بوضع الدساتير وبالقوانين التي تحكم الرياضة وبالاصلاحات المطلوبة في هذا المجال. وأكد أن مصر مليئة بالكفاءات التي يمكنها المشاركة في هذا العمل الوطني. لو أن هذه الرسالة وصلت لأصحاب القرار في تشكيل اللجنة، لما رأينا ما نراه الآن من آثار سوء الاختيار بجانب الرغبة في الاستحواذ. لو فهموا ما فهمه أبو تريكة من أنه ليس المطلوب وجود نجم لتسويق »الطبخة« بل وجود خبراء يحسنون القيام بوضع الدستور، لما رأينا لجنة تضع دستور مصر وليس فيها كمال أبو المجد أو يحيي الجمل أو ثروت بدوي أو ابراهيم درويش أو نور فرحات أو غيرهم من القادرين علي صياغة دستور يليق بمصر.. ربما لأن المطلوب الا يكون هناك في اللجنة من يثق الناس في كلمته بهذا الشأن، وربما لأن الدستور جاهز، وعملية إخراجه الي النور لا تحتاج لفقهاء في الدستور، بل لخبراء في تمرير ما هو مطلوب تمريره!! ولو ان هذه الرسالة وصلت لاعضاء آخرين في اللجنة لراجعوا موقفهم، حتي لا يكونوا شهود زور، أو كمالة عدد!! وحتي لا يكونوا شركاء في لجنة يعرفون أنها ليست الأفضل لوضع دستور مصر، وأنها لا صلة لها بالثورة من قريب أو بعيد، وأن القرار فيها محسوم من البداية لمن قاموا بتشكيلها دون أية معايير الا المصلحة الحزبية الضيقة. أبوتريكة رفض ان تستغل »نجوميته« في تمرير عمل لا يدري الكثير عن تفاصيله، واعتذر عن عدم المشاركة في اللجنة لأنه يري أن هناك من هو أقدر منه علي أداء المهمة. بعض السياسيين مازال يفكر، ويفكر في اتخاذ موقف!! والبعض يقبل أن يجلس علي مقاعد »الاحتياطيين « في انتظار أن يأمره مدرب »فريق الأغلبية« للقيام بالتسخين لكي يشارك في مباراة نتيجتها مقررة قبل أن تبدأ (!!) وعواقبها أخطر بكثير مما يتصوره من ساهموا في تحويل عملية وضع الدستور إلي هذه المهزلة!! نقلا عن صحيفة الاخبار