من يزور لبنان هذه الايام قد يظن ان شعب هذا البلد يعاني من نوع من الانفصام، وذلك بسبب الحملات الاعلانية المعروضة حاليا، والتي تحوي تناقضا كبيرا. فالامن آخر صيحات الاعلان التجاري في لبنان. فهو في خضم الازمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنتين، بات الهم الاول وشبه الاوحد على اجندة اللبنانيين. وفي حين يعتبر من المسلمات في غالبية الدول، يحتل الامن في لبنان الطليعة على لائحة الاهتمامات الاشد الحاحا. وفي جديد «الاعلانات الامنية» شريط أعدته وزارة السياحة يروج للبنان الآمن. وهي لم تستخدم لهذا الغرض مشاهد السهر والمرح والفرح بل اكتفت بتصوير لقطات في مطار بيروت الدولي حيث يستقبل اللبنانيون أحباءهم العائدين. في المقابل، حملة اعلانية أخرى تضمنت سلسلة لقطات توحي بألوانها القاتمة، عودة أجواء الحرب وإن من باب التحذير والتوعية لعدم الانزلاق الى اي صدام. وما زاد من هذا الايحاء تزامن هذه الحملة مع خطابات وسجالات سياسية تحذر كل الافرقاء من التسلح. والمفاجأة ان اهداف الحملة بعيدة كل البعد عن التحذير والتوعية. من جهتها لم تر المديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك «أي تناقض بين اعلان وزارة السياحة والافلام والحملات الاعلانية الاخرى التي تحذر من وقوع حرب.