يبين تقرير جديد لحركة السلام الان الاسرائيلية نشرته صحيفة «هآرتس» ان اراض شاسعة تخصص للمستوطنات لكن نسبة ضئيلة منها تستخدم. ويعتمد التقرير في معلوماته على ارقام الادارة المدنية الاسرائيلية. وتستخدم السلطات الاسرائيلية سياسة توسيع مناطق نفوذ المستوطنات للسماح لمنع أي بناء فلسطيني في المنطقة التي تقع ضمن هذه المناطق وتهدف إلى خلق التواصل بين المستوطنات ومنع التواصل الجغرافي الفلسطيني. وحسب التقرير الذي نشره ايضا موقع عرب 48 الالكتروني فان 9% فقط من الاراضي المخصصة للمستوطنات مقام عليها المباني ولكن رغم ذلك فان 90% من المستوطنات كما يقول التقرير يتجاوز حدوده وان حوالي ثلث الاراضي التي يستخدمها المستوطنون تقع خارج حدود المستوطنات. فعلى سبيل المثال فان مساحة منطقة نفوذ مستوطنة «معاليه أدوميم» شرق القدس تبلغ 48 ألف دونم أي ما يعادل مساحة تل أبيب تقريبا علماً بأن عدد سكان تل أبيب يبلغ 385 ألفاً مقابل 32 ألفاً في معاليه أدوميم وظلت مناطق نفوذ المستوطنات مسألة سرية لسنين طويلة رفضت خلالها الادارة المدنية والمؤسسات الاخرى توفير هذه المعلومات للمنظمات غير الحكومية ووسائل الاعلام رغم توفرها في ما وراء الخط الاخضر وحصلت حركة السلام الآن ومنظمة حرية المعلومات على تلك المعطيات في أعقاب التماس تقدمتا به للمحكمة العليا الإسرائيلية بموجب قانون حرية المعلومات. ويجد التقرير الذي اعده درور اتكس وهاجيت اوفران من «السلام الان» و«مراقبة المستوطنات» ان السياسة الاسرائيلية تشكل انتهاكا لالتزامات الحكومة بموجب اتفاقات اوسلو لعام 1993 التي تنص على الا يقدم أي من الطرفين الموقعين على اتخاذ اجراءات احادية الجانب يمكن ان تغير الوضع في الاراضي قبل اكمال مفاوضات الوضع النهائي. ليس هذا فحسب فان الاجراءات تتناقض مع التصريحات الحكومية الرسمية بما فيها تلك الصادرة عن رئيس الوزراء ايهود اولمرت عقب لقائه مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مايو (ايار) الماضي كما ذكرت صحيفة «هآرتس». وجاء في التقرير أن من بين 164 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية تم توسيع مناطق نفوذ 92 مستوطنة بعد اتفاقات أوسلو عام 1993 ورافق ذلك زيادة عمليات البناء و«التطوير» في المستوطنات. وحسب التقرير فإن هناك مستوطنات تضع يدها على مناطق شاسعة ولم يحدد لها منطقة نفوذ كما هو الحال في مستوطنتي «عوفرا» و«بسجوت» في منطقة رام الله. وقال اتكس ان الاراضي التي خصصت لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم هي محاولة لان تصبح منطقة فاصلة بين شمال الضفة وجنوبها وأكد التقرير أنها لا تستخدم إلا 24% من منطقة نفوذها ورغم ذلك تبنى اليوم في المنطقة الواقعة بين القدس وبين المستوطنة محطة شرطة بعيدة جداً عن المنطقة السكانية على الجانب الغربي لطريق القدس أريحا بهدف خلق تواصل جغرافي استيطاني في المنطقة وهناك مخططات للبناء في تلك المنطقة لأهداف سياحية وتجارية. وأورد التقرير بعض الأمثلة لمساحات شاسعة تقع في مناطق نفوذ مستوطنات تضم عدداً قليلاً من المستوطنين فمستوطنة «ريحان» جنوب غرب جنين مساحتها أكثر من ثلاثة عشر ألف دونم ويعيش فيها 150 مستوطناً وتحتل مستوطنة متزبه شاليم حوالي 35 الف دونم ونصف الدنم أي مساحة مدينة بيتح تكفا بينما لا يزيد عدد قاطنيها عن 180 شخصا وتزيد مساحة مستوطنة كالياعن 25 الفا و300 دنم بينما يقل عدد سكانها عن 275 مستوطنا.