لأول مرة، أعلنت روسيا عن مطالبتها لإسرائيل بنزع سلاحها النووي، وكانت حتى أمس الالقريب تتفادى التعليق بشكل مباشر على امتلاك تل أبيب لمثل هذه الأسلحة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن بلاده تدعو لانضمام إسرائيل الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية من أجل إعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأشار الوزير الروسي الى ان تنفيذ فكرة المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لا يمكن أن تصبح قابلة للتنفيذ عمليا إلا شريطة انضمام كل بلدان المنطقة، بما فيها إسرائيل الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ووضع نشاطها النووي تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال لافروف إن بلاده تظل عند موقفها من مبدئية انضمام إسرائيل الى هذه المعاهدة وانضمام البلدان العربية الى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، مؤكدا: «أن موسكو تؤيد مبادرة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل والتي سبق وأعلنتها في عام 1958، وهي المبادرة التي تتفق والمصالح الوطنية لكل بلدان الشرق الاوسط. كما أعرب لافروف عن يقينه من ان استخدام الأسلحة النووية في أي من مناطق الكرة الارضية، لا بد وان ينقلب الى مأساة بالنسبة للدول التي تستهدفها هذه الأسلحة والى جيرانها أيضا». ومن جهة أخرى، أعربت إسرائيل عن قلقها أمس من احتمال بيع صواريخ مضادة للدبابات متطورة جدا من صنع روسي الى سورية، وذلك على خلفية استمرار التكهنات حول احتمال اندلاع حرب بين البلدين. وفي غمرة المعلومات في الصحافة الاسرائيلية حول نزاع ممكن مع سورية، تحدثت صحيفة «يديعوت احرونوت» في صفحتها الاولى امس عن صفقة اسلحة مفترضة تشمل صواريخ قادرة على اختراق دروع الدبابات الاكثر تطورا. وقدر الجنرال المتقاعد اهارون زئيفي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية ب«مليار دولار» قيمة «هذه الصفقة البالغة الاهمية التي تمثل على الاقل خمس احتياط سورية بالعملات الاجنبية». وقال زئيفي للاذاعة العامة «في إطار تقديراتها للوضع، تفكر سورية في حرب تبادر اليها اسرائيل الصيف المقبل وتركز على تعزيز قدرات (سورية) النارية». وذكرت الصحيفة ان هذه الصواريخ التي يملكها الجيش الروسي، معروفة لدى منظمة حلف شمال الاطلسي باسم «ات-15» ويبلغ مداها ستة كلم، أي أكثر من مدى الدبابات الأكثر تطورا. ويصوب الصاروخ باتجاه هدفه بواسطة أشعة ليزر ورادار خاص بشكل لا يسمح لأنظمة دفاع الدبابات برصده. وأوضحت الصحيفة أنه في حال تمت صفقة بيع هذه الصواريخ الروسية الى سورية، فقد تصل هذه الأسلحة الى حزب الله اللبناني الذي شنت إسرائيل ضده حربا في لبنان في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2006. وقال مسؤول كبير في رئاسة الوزراء الإسرائيلية سئل عن المعلومات التي اوردتها الصحيفة ان «اسرائيل تتابع من كثب الوضع مع سورية، وتم التطرق الى تعزيز قدراتها العسكرية في الاجتماع الاخير للحكومة التي اطلعت على تقويم اجرته اجهزة الاستخبارات». وخلال هذا الاجتماع في 25 فبراير (شباط)، نقل مسؤول كبير عن رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال عموس يادلين ان سورية «تواصل تعزيز جيشها والاستعداد لحرب». وكانت صحيفة «هآرتس» اشارت قبل ثلاثة ايام الى تحرك للقوات السورية في اتجاه الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، فضلا عن تعزيز للقدرات العسكرية السورية «في كل المجالات وفي ايقاع غير مسبوق بمساعدة مالية من ايران». وأضافت الصحيفة ان تحركات مماثلة كانت قد سبقت الهجوم السوري على هذه الجبهة خلال الحرب الاسرائيلية العربية عام 1973، علما أن اسرائيل وسورية تلتزمان وقف اطلاق النار منذ ذلك النزاع.