أكد عمرو موسي المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر - في حديث خاص لمجلة فورين بوليسي الامريكية - أنه لابد من "إعادة النظر في" بعض جوانب اتفاقية السلام مع إسرائيل. وقال موسى - في مقابلة مع المجلة أوردتها الخميس على موقعها الالكتروني - ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل بحاجة للتعديل, "الاتفاقية الموقعة قديما ليست ما يتم تطبيقه حاليا حيث تعد الاتفاقية منتهية وما يحكم العلاقة بين مصر وإسرائيل هو الاتفاقية التي وقعت في عام 1979". وشدد على أنه لابد من الالتزام بها كما يتم الإلتزام مع باقي المعاهدات والاتفاقيات الدولية ما دام الطرف الآخر ملتزما بها أيضا, لكنه عاد وقال "ومع ذلك لابد من إعادة النظر في المعاهدة فيما يتعلق بسياق الأمن في سيناء, حيث أدت المعاهدة في شكلها الحالي إلى عجز الحكومة المصرية عن فرض سيادة القانون في سيناء وعلى الحدود, وينبغي على مصر كدولة ذات سيادة أن تكون قادرة على تأمين حدودها بالكامل". وبشأن الدعوات لقطع إمدادات الغاز الطبيعي أو تعديل أسعاره, أكد موسى ضرورة تعديل أسعار الغاز وفقا للاسعار العالمية.. فهذه ليست قضية مختصة بإسرائيل فقط بل ببقية الدول التي تستورد الغاز من مصر مثل الأردن. وأضاف المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية أن هذه القضية المتمثلة في تسعير الغاز الطبيعي وفقا للاسعار العالمية تعد من مصالحنا الوطنية وأسعار اليوم هي أعلى بكثير من الأسعار المتفق عليها سابقا. وقال عمرو موسي المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية, في رده على سؤال عن إمكانية انتقال مصر من الحكم العسكري للحكم المدني - :إن الثورة المصرية التي حدثت يوم 25 يناير نقلتنا من "الحكم الديكتاتوري" إلى الحكم الديمقراطي وهذه الحكومة الديمقراطية لن تكون بعيدة عن الجيش لأنه جيش مصر.. فهو جزء لا يتجزأ من الإدارة المصرية.. وهو لن يترك مصر بل سيأخذ طريقه الخاص باعتباره إحدى المؤسسات المصرية. وعن الحكم الإسلامي في مصر وقلق البعض منه, أشار موسى إلى أن هذا القلق هو جزء من السياسة خاصة في مثل هذه الفترة الدقيقة والحاسمة; ومع ذلك فطريق الديمقراطية الذي نسير عليه هو الذي أنتج البرلمان الديمقراطي الحالي, فلا يمكنك الحصول على الديمقراطية من ناحية ورفض نتائجها من ناحية أخرى, ولكن يتعين علينا أن نقرر ما قد نمتلكه من خلال "طريقة العمل" في التعامل مع هذه النتائج, وهذا هو الشاغل الوحيد, وتساءل فعلى أي أساس نتعامل مع القوى الإسلامية? فنحن لا نعيش من خلال الظروف العادية الآن التي تمكننا من لعب السياسة ..وبناء على ذلك أتمنى التعاون والعمل مع البرلمان. أما عن السياسة الخارجية لمصر باعتبارها وزير خارجية سابق, رأى موسى أن من الضروري إعادة بنائها من أجل ان تلعب دورها الصحيح, فالعالم العربي لن يقاد من خلال تركيا أو إيران بل لابد ان تقوده الدول العربية ومصر هي أكبر دولة عربية والتي يجب ان تلعب الدور القيادي في هذا الشأن..الأمر الذي سيتطلب نوعا جديدا من القيادة في القرن الواحد والعشرين..فلا يمكن أن تتولى مثل ذلك الدور بدون تقدم تكنولوجي وبرنامج تنموي حقيقي. وردا على سؤال عن انطباعاته الاولي عن أحداث المجزرة التي وقعت في بورسعيد والتي مازالت قيد التحقيق, أوضح موسي ان ما حدث ليس من الطبيعي ففريق مدينة بورسعيد فاز في مبارة لكرة القدم فلماذا تحدث مثل هذه الفوضي ?! اذن بدلا من ان تحتفل الجماهير بالفوز يقتل البعض. وقال عمرو موسى المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية :"وحتى مع استبعاد نظرية المؤامرة نرى أن ما حدث كان وراءه دوافع سياسية تهدف إلى إيجاد حالة من الفوضى..فعندما يموت 74 شخصا ويجرح المئات في حدث رياضي هذا ما يمكن أن نسميه نظرية المؤامرة -أيا كان ما يطلق عليه, ومن الواضح أن هناك مجموعة تشجع على الفوضى في مصر".. مشيرا في هذا الصدد ايضا إلى أحداث شارع محمد محمود ومسرح البالون وشارع البرلمان وماسبيرو وكل هذه الاحداث يطالب كافة الشعب بمعرفة حقيقة ما حدث. وعن الأحداث الأخيرة أمام وزارة الداخلية التي أعقبت مجرزة بورسعيد, فقد أعرب موسى ان ثوار 25 يناير لم يكن لديهم أي يد فيها.. فهناك قوى الفوضى التي تسللت داخل خطوط القوى الثورية, وينبغي التعامل مع الاشخاص المسؤولين عن الفوضى باستعمال القوة الكاملة للقانون, وعلى الدولة أن تكون موجودة لمحاكمتهم.. ومن غيرالمقبول أن تستخدم الدولة القذائف الحية التي تؤدي لسقوط ضحايا; ولكن مع ذلك على الدولة أن تكون قوية في تقديم المسؤولين عن تك الاحداث إلى العدالة من خلال الملاحقة القانونية. وأكد على علاقاته مع العديد من القوي الثورية المختلفة ولكن لربما هناك بعض القوي الاخري التي لديها رؤية مختلفة تقول ان عمرو موسي يعد جزءا من النظام السابق لشغله منصب وزير الخارجية ولكن هذا لا يعني أن كل القوي الثورية تنظر إليه من هذا الجانب. وعن الفترة الرئاسية للرئيس الامريكي بارك أوباما, أشار موسى الى أنه يشعر بخيبة أمل. وردا على تساؤل المجلة بشأن ما إذا تمت إعادة انتخاب أوباما مرة اخري هل يمنح ذلك الولاياتالمتحدة فرصة أخرى لإظهار القيادة الدولية مجددا, قال موسى انه يري ان لا فرق بين الفترة الرئاسية الاولي لأي رئيس أمريكي والفترة الرئاسية الثانية الا ان ظهرت بعض الاختلافات الطفيفة. ومع ذلك, أوضح انه ما اذا اتيحت له الفرصة للتصويت في الانتخابات الامريكية سيعطي صوته لصالح أوباما.. حيث أن أفكار بعض المرشحين الآخرين غريبة فعلا عن العرب, فعلى سبيل المثال ومن خلال النظر إلى ما قاله نيوت جينجريتش عن فلسطين غير معترف بوجودها.. فهذه المواقف ليست مقبولة ولا يمكن تعليلها.