مع إطلاق نشاط اللجنة الرباعية المعنية بالسلام فى الشرق الأوسط والتى تضم كلا من الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى ، والتى عُقدت فى واشنطن أمس الأول بهدف تحريك عملية السلام تأتى جولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى الشرق الأوسط ، والتى تبدأها اليوم فى القاهرة برفقة وفد اقتصادى رفيع ، وهو الأمر الذى يؤكد أهمية المنطقة لأوروبا ، حيث تتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبى وتتولى ميركل رئاسة مجموعة الدول الصناعية الثمانى ، والتى ترتبط بمشاركة مع مجموعة دول الشرقين الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا ، وحيث تؤكد المستشارة الألمانية قناعتها بأن إحياء عمل اللجنة الرباعية يعطى أملاً جديداً وسط الموقف الصعب الذ يمر به الشرق الأوسط .. وهناك التزاماً سياسياً بتعزيز الجهود والتحرك الأوروبى فى المنطقة موضحة أن أوروبا يمكنها أن تلعب دوراً بناءاً للغاية يدعم الدور الأساسى الذى يجب أن تضطلع به الأطراف المعنية فى المنطقة .. ويشير بدء جولة ميركل بمصر تقديرها لما تبذله القيادة المصرية من تحرك جاد تجاه حل الأزمات فى المنطقة ، كما تعد مباحثات ميركل مع الرئيس مبارك استكمالاً لسلسة مشاوراتهما المكثفة ، حيث قام الرئيس مبارك بزيارة لألمانيا 3 مرات العام الماضى كان آخرها فى ديسمبر الماضى ، حيث تتركز المباحثات بين الجانبين المصرى الألمانى على القضية الفلسطينية والعراق والسودان والصومال والملف النووى الإيرانى ، إلى جانب تعزيز روابط التعاون الاقتصادى المشترك ، وفى تصريحاته أكد السفير الألمانى بالقاهرة ن" بيرند إريل " أن حرص المستشارة الألمانية ميركل على القيام بجولتها الشرق أوسطية فى بداية تولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبى ، وكذلك زيارتها لواشنطن فى أوائل يناير الماضى يرجع إلى سببين : الأول شدة تدهور الوضع على الساحة الفلسطينية بصورة لا تسمح بتضييق وقت أكبر فى الانتظار .. حيث تزداد صعوبة الحل مع استمرار ذلك التدهور . الثانى : إن جميع الأنشطة تتعرض للجمود والتوقف قبل عام من موعد الانتخابات الأمريكية لذلك من المهم أن نتوصل لنتائج ملموسة قبل نهاية العام . وحذر السفير الألمانى من محاولة استخلاص نتائج مباشرة وسريعة لزيارة ميركل مؤكداً الدور الأساسى الذى تقوم به الأطراف المعنية وعلى أهمية مشاركة جميع الدول بالمنطقة فى مساعى إقرار السلام بما فيها سوريا .وتجدرالإشارة إلى أن برلين ستستضيف قمة الاتحاد الأوروبى فى 25 مارس المقبل بمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع اتفاقية روما المؤسسة للجماعة الأوروبية . كما جاء اجتماع د. أحمد نظيف رئيس الوزراء المصرى مع المستشارة الألمانية والذى استعرضا فيه التبادل التجارى والاستثمارات المصرية - الألمانية والتعاون فى مجال الطاقة البديلة ، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بهدف الاستفادة من الخبرة الألمانية الكبيرة فى هذا المجال .. إلى جانب أيضاً الاستفادة من الخبرة الألمانية فى مجال صناعة السيارات والتكنولوجيا المتقدمة وتفعيل برنامج مبارك - كول للمدارس الفنية والتدريب المهنى ، بالإضافة إلى إسهام ألمانيا فى دعم التدريب الفنى للشباب المصرى والأورومتوسطية إلى التقدير الأوروبى لأهمية مصر وثقلها السياسى فى المنطقة .