كشف استطلاع للرأي أن غالبية المواطنين الروس يريدون أن يروا رجلا حكيما على قمة السلطة في الكرملين خلفا للرئيس فلاديمير بوتين. وأظهر نفس الاستطلاع أن 58% من المواطنين الروس لا يؤيدون تعديل سلطات رئيس الدولة بينما يدعو 22% لمنحه المزيد من الصلاحيات والسلطات, مقابل 7% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون الحد من سلطات الرئيس وصلاحياته الشاملة. وهذا يعني، برأي بعض الباحثين، أن الروس لا يزالون يرون ضرورة أن يحكم بلادهم حاكم بيد من حديد. أما بالنسبة لفريق الحكم المحيط ببوتين فإن 40% من المواطنين الروس المشاركين في الاستطلاع يرون ضرورة تغيير أعضاء فريق رئيس الدولة بينما عبر 36% عن رضاهم تجاه فريق الحكم الحالي. ويرى 47% من عينة الاستطلاع ضرورة أن يتكون فريق رئيس الدولة المستقبلي من العلماء والقانونيين والاقتصاديين، مقابل 23% يؤيدون تشكيل فريق الحكم من محافظي وحكام الأقاليم والمواطنين العاديين الذين لم يتعاطوا السياسة من قبل. ويفضل 19% بالمائة ممن شملهم الاستطلاع تكوين فريق الحكم من العسكريين ورجال الأمن. أما في ما يخص رجال الأعمال والفنانين فإن 14% و10% من عينة الاستطلاع على التوالي يؤيدون ضمهم إلى فريق الحكم. واعتبر المحلل السياسي سيرغي ماركوف أن نتائج الاستطلاع تدل على أن الناس يتطلعون إلى وجود قائد يميز الخير من الشر، ولهذا عبر القليلون عن تأييدهم لرجال الأعمال لأن غالبية الروس يرون أن هؤلاء يستغلون أموالهم لخدمة مصالحهم الخاصة والذاتية وليس لخدمة المصلحة العامة، ويلحقون أضرارا بالدولة ومواطنيها. أما بالنسبة لتدني ثقة الروس بالفنانين فإن المحلل يرجع سبب ذلك إلى أن الفنانين في روسيا لم يعودوا يمثلون الفن الحقيقي، إذ بات غالبيتهم يتهافتون على استعراضات لا تلتزم بالقيم الأخلاقية. واتساقا مع آراء مواطنيه، قال الرئيس بوتين لسياسيين ومحللين أجانب ما معناه أنه لن يسمح أن يتسلم شخص ضعيف سدة الرئاسة الروسية عندما تنتهي مدة ولايته. بيد أنه لا يُنتظر أن تواصل روسيا سياسة بوتين إذا تسلم رجل قوي سدة رئاستها لأنه لا بد وأن يقود قائد قوي سفينة بلاده في الاتجاه الذي يراه هو مناسبا. وقالت صحيفة (فريميا نوفوستيه) اليوم، لهذا يُعتقد أنه لا يمكن إلا لرئيس ضعيف أن يضمن استمرار سياسة بوتين. ويُشار إلى أن أي نظام حكم يستند إلى الحاكم الفردي لا بد وأن ينهار عندما يغادر هذا الحاكم غرفة القيادة، أو يتحول للاعتماد على قائد جديد. وكان بوتين تسلم سدة الرئاسة بصفته خليفة للرئيس السابق بوريس يلتسين. وحرص الرئيس بوتين على أن يمنح يلتسين الحصانة الكافية التي تمنع تعرضه هو وعائلته لأي ملاحقة. ولكن بوتين لم يواصل الخط السياسي نفسه الذي اتبعه يلتسين ومما لا شك فيه أن بوتين اغرق مواطنيه في دوامة من القلق والترقب وحتى الضرب في الغيب بعدما فاجأ الجميع بخلط الأوراق على نحو غير متوقع بلجوئه إلى ترشيح فيكتور زوبكوف الشخصية السياسية المغمورة لمنصب رئيس الوزراء بدلا من نائبي رئيس الوزراء الأسبق واقرب المقربين إليه سرغي ايفانوف وديمتري ميدفيدف.