وضع المرشحون الديمقراطيون لانتخابات الرئاسة الأميركية في العام 2008 العراق في صلب مناظرتهم الأولى في السباق إلى البيت الأبيض وندد المرشحون الثمانية للانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي بسياسة إدارة الرئيس جورج بوش في العراق مطالبين بسحب القوات الأميركية. وعلى مدى ساعة ونصف الساعة تناقش المرشحون وهم سبعة رجال وامرأة وحيدة بلباقة باستثناء تبادل حاد وقصير حول إيران. وأبدى المرشحون الثمانية جميعا حزما بشأن عزمهم على مكافحة الإرهاب في وقت يدين فيه خصومهم الجمهوريون ما يسمونه ضعف الديمقراطيين في هذا المجال. وقالت عضوة مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون في مستهل النقاش ان «الكونجرس صوت لوضع حد للحرب.. أظن ان هذا ما يريده بالتحديد الشعب الأميركي» في إشارة إلى مشروع قانون اقره الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الخميس ويربط بين تمويل الحرب وتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق اعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل. وشددت على أنه «في حال لم يخرجنا هذا الرئيس من العراق فاسفعل ذلك عندما أصبح رئيسة». وأضافت: «لو كنت اعرف عندها ما اعرفه الآن لما كنت صوتت بهذه الطريقة» في إشارة إلى تصويتها نهاية العام 2002 دعما لشن الحرب على العراق. أما المرشح باراك اوباما الذي لم يكن عضوا في مجلس الشيوخ عند التصويت على دعم الحرب في العراق فحرص على القول على انه «فخور بعدم المشاركة في التصويت في الكونجرس» للموافقة على اجتياح العراق. وقال السيناتور الأسود الذي يتصدر مع كلينتون السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة «أنا فخور لأني عارضت هذه الحرب منذ البداية لأني كنت أظن ان هذه الحرب ستؤدي إلى كارثة لم نكن نراها على الأرض في العراق». واعتبر ان «الوقت حان لإنهاء هذه الحرب»، مشددا على «استحالة الحل العسكري». وتسببت المسألة الإيرانية بنقاش قصير وحاد إذ إن اثنين من المرشحين يأخذان على اوباما انه لم يستبعد مهاجمة إيران في تصريح سابق. لكن اوباما قال إنه «لخطأ كبير ان نبدأ حربا مع إيران»، مضيفا أنه «ما من شك ان إيران في حال امتلكت السلاح النووي ستشكل تهديدا رئيسيا لنا وللمنطقة». وشدد على أن «إيران هي من الأطراف الرئيسية الداعمة للإرهاب» وقد قاطع النائب دنيس كوسينيتش الذي يمثل الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي اوباما مرات عدة وخلال هذا التبادل الحاد لزمت السيناتور كلينتون المنافسة الرئيسية لاوباما الصمت. وواجه السيناتور جون ادواردز الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس في 2004 صعوبة في مواجهة كلينتون واوباما في المناظرة التي جرت بين المرشحين في قاعة تتسع ل 800 شخص في حرم جامعة اورانجبرج في كارولينا الجنوبية الولاية الرئيسية في الانتخابات التمهيدية. ونقلت النقاش مباشرة محطات التليفزيون الوطنية واعتبر مرحلة مهمة في الحملة.. وحض جون كوكس مرشح الحزب الجمهوري القوي للرئاسة الأميركية على تبني إستراتيجية ضخ النفط من أجل الفوز بالصراع الجاري حالياً في العراق.وقال «لا نستطيع الحصول على الأمن من دون الازدهار. تخيلوا الوضع في نيويورك أو واشنطن لو وصلت نسبة البطالة فيهما إلى 50% هذا هو الوضع بالتحديد في بغداد الآن». وأضاف «روّج لهذه الحرب على أساس أن العراقيين سيضخون نفطهم ويحولنه إلى ثروة نقدية يستفيد منها الشعب. لم يحصل هذا... وللشعب الأميركي كل الحق بالاستياء. يقدر العراق على إنتاج 5 ملايين برميل نفط في اليوم وهو الآن ينتج أقل بكثير مما اعتاد على إنتاجه قبل الاجتياح، أي ما يعادل مليوني برميل في اليوم». وتابع « هذا غير مقبول. نستطيع أن نربح هذه الحرب إذا أصررنا على ذلك، وأوجدنا الأمن، وبدأنا بضخ النفط وتحويله إلى ثروة نقدية يستفيد منها القطاع الخاص. الرئيس بوش مخطئ أيضاً. سئم الشعب الأميركي دفع أثمان هذه الحرب من أرواح جنوده ومن أمواله».وأضاف «وكيف أعرف أن الأمر سينجح؟ تماماً كما نجح الأمر في كركوك والبصرة أي المناطق المنتجة للنفط في العراق حيث تكثر الأشغال ويقل العنف».