يقوم محمد كامل عمرو وزير الخارجية بزيارة للجزائر حاليًا وسْط إحساس البلدين بالحاجة لإعادة إحياء العلاقات التاريخية بينهما بما يعزز العمل العربى والإفريقى المشترك. وصرح المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية في بيان صحفي - صرح بأن الرغبة المتبادلة فى تعزيز التشاور بين البلدين قد تجلت فى امتداد لقاء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع وزير الخارجية المصرى إلى ساعتين ونصف الساعة، وعقد وزيرا الخارجية جولتين من المباحثات فى يومين متتالين بعدما لم تكف الجولة الأولى بين عمرو ونظيره الجزائرى مراد مدلسى لتغطية كافة الموضوعات المطروحة، بالإضافة إلى اجتماع وزير الخارجية مطولا مع وزير الشئون المغاربية والإفريقية الجزائرى عبدالقادر مساهل.. وأضاف المتحدث أن تلك المشاورات قد أسفرت عن اتفاق الجانبين على إجراءات محددة لتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهما تمثلت في بدء حوار إستراتيجى يعقد بالتناوب بين العاصمتين، وعقد أولى جولاته فى الربع الأول من العام القادم، وعقد لجنة المتابعة الوزارية خلال الشهرين المقبلين للإعداد لعقد اللجنة العليا بين البلدين التى لم تجتمع منذ عام 2008، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تنسيق مشتركة تختص بالشئون الإفريقية بحيث تجتمع دوريًا قبيل المؤتمرات والاجتماعات الإفريقية المهمة للتشاور وتنسيق مواقف البلدين، وأيضًا إنشاء آلية للتشاور بين دول الشمال الإفريقى داخل الاتحاد الإفريقى؛ حيث إنه من المعروف أن دول الشمال الإفريقى تساهم بمفردها بنصف ميزانية الاتحاد الإفريقى بالكامل.. كما تم الاتفاق أيضًا على إعداد اتفاق إطار شامل بين البلدين لتنظيم كافة المسائل المتصلة بالشئون القنصلية والعمالية، بحيث يدخل حيز النفاذ أوائل العام المقبل، وتبادل الدعوات للتنسيق وتعزيز التعاون بين البلدين على مستوى وزارات القوى العاملة والزراعة والصناعة والتجارة والثقافة والتعليم والتعليم العالى والإعلام، بالإضافة إلى إنشاء لجنة مشتركة تعنى بتعزيز التعاون الثقافى والإعلامى والتعليمى بين البلدين.. كما تم الاتفاق ولأول مرة على مشاركة مصر فى مؤتمر دول تجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والذى يعقد فى مالى أوائل العام القادم. واعتبر المتحدث باسم الخارجية توصل البلدين لكافة تلك التفاهمات خلال زيارة وزير الخارجية للعاصمة الجزائرية دليلا على تجاوز البلدين لأية ظواهر عابرة قد تكون أثرت على العلاقات فى الماضى واستئنافهما بل وتعزيزهما للروابط التاريخية الوثيقة والتضامن الفطرى بين الشعبين والذى تجلى واضحًا خلال كل من الثورة الجزائرية وحرب أكتوبر المجيدتين.**