بعد ان تمكن الجيش اللبناني من تحقيق جزء كبير من هدفه المتمثل في القضاء على ظاهرة 'فتح الاسلام' الارهابية، وبعد ان تأكد ان عناصر العصابة اصبحوا في وضع ميداني ونفسي صعب للغاية، جاءت محاولة النجدة لهؤلاء من عصبة اخرى تدعى 'جند الشام' في مخيم عين الحلوة في الجنوب، بحيث انتقلت المعارك من الشمال الى الجنوب. فقد تدهور الوضع الامني في مخيم عين الحلوة (جنوب صيدا) وتحديدا في محلة التعمير، حيث القى عناصر من تنظيم 'جند الشام' قنبلة على حاجز للجيش اللبناني واطلقوا النار على عناصره الذين ردوا بالمثل. وافادت المعلومات الاولية عن تسجيل اصابات. وقد انضمت عصبة الانصار التي يقودها الفار من وجه العدالة 'ابو محجن' لمساندة 'جند الشام' وامتدت المعارك الى داخل مخيم عين الحلوة وتدخلت عناصر من حركة فتح واحتلت عددا من اسطح المباني ودارت اشتباكات عنيفة بينها وبين جند الشام وعصبة الانصار. وسجلت حركة نزوح كثيفة من المخيم باتجاه مدينة صيدا. وافادت معلومات من داخل المخيم ان منزل ابو الزعيم احد مسؤولي تنظيم جند الشام قد احترق واصيب مخزن ذخيرة بداخله.واكد امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين ان فتح لن تسمح لبعض المشاغبين في مخيم عين الحلوة بإطلاق النار على الجيش وقال 'نحن سنؤازر الجيش للسيطرة على الوضع' لافتا الى ان هؤلاء المشاغبين ليسوا ضمن مخيم عين الحلوة، بل هم في منطقة التعمير التحتاني. اما في مخيم البارد وبعد هدوء نسبي عادت وتيرة المعارك الى التصاعد بعد الظهر فيما بدا ان ربع الساعة الاخير من التصفية الكاملة لمجموعة 'فتح الاسلام' الارهابية قدم اذ ان جميع الابنية في المخيم الجديد قد اصبحت بيد الجيش اللبناني الذي بات بإمكانه ادارة العمليات ميدانيا بصورة مباشرة. ومع الانتفاء الكلي للخيار الذي يتيح لعناصر تلك المجموعة تسليم انفسهم الى السلطات اللبنانية بات المربع الامني الاخير تحت سيطرة الجيش اللبناني وان كان قد بات مؤكدا ان تلك العناصر وتبعا لمصادر فلسطينية تستخدم انفاقا متعرجة عائدة لفصائل كانت قد انشأتها في سنوات سابقة. وحسب تلك المصادر فإن هذه الانفاق تفقد اهميتها العسكرية كون القصف الكثيف يسد المنافذ وهو ما اتضح في حركة عشرات العناصر الذين كانوا ينشطون في مواقع فوق الارض، ومهددة بالقذائف الثقيلة من مدفعيات الجيش اللبناني. ونعت قيادة الجيش كلا من الملازم مارون الليطاني من بلدة دير الاحمر في بعلبك، العريف محمود خضر من بلدة قندعيت عكار، والعريف صقر ابو علي من بلدة مرستي في الشوف. اصابة ابوهريرة: وكانت الاشتباكات قد اشتعلت بالامس في وسط المخيم حيث حاصر الجيش مسلحي 'فتح الاسلام' عند مراكز التعاونية والقدس وناجي العلي، فيما تحدثت معلومات عن احتمال مقتل احد ابرز قادة 'فتح الاسلام' خلال هذه المعارك ويدعى شهاب قدور المعروف ب'ابو هريرة' الامر الذي نفته 'فتح الاسلام' فيما اكدت مصادر امنية اصابته، وقضى المسؤول العسكري في التنظيم المدعو ابو جعفر (سوري الجنسية). الى ذلك، حاصرت وحدة من الجيش مجموعة من المسلحين في معمل للمثلجات في محيط مبنى غنيم حيث قضت على افراد المجموعة، كما دمرت موقعين ل'فتح الاسلام' هما القزغ وخشان، متقدمة الى وسط حي المغاربة والصفوري حيث دارت المواجهات من على مسافات قريبة جدا ومن منزل الى منزل. كما فتح الجيش الطريق العام الذي يربط بين منطقة عكار وبقية المناطق الشمالية بعد مرور يومين على اقفاله، وهي خطوة اتت بعدما احكم سيطرته على مناطق المخيم المحاذية لهذه الطريق وانتقال المعارك الى وسط وداخل المخيم. اليونيفيل لم تتدخل وكانت مجموعة 'فتح الاسلام' قد ادعت بان قوات اليونيفيل البحرية تشارك الجيش في قصف مخيم نهر البارد، وهذا ما نفته قيادة الجيش جملة وتفصيلا، لافتة الى 'ان هذا الامر لا يندرج ضمن مهمة قوات الاممالمتحدة (يونيفيل) المؤقتة في جنوب لبنان، وبالتالي فإن القيادة ترفض اي تدخل عسكري في هذا الشأن من اي جهة كانت'. واذ اشارت القيادة الى 'تمادي هذه العصابة المجرمة في ادعاءاتها الكاذبة'، ذكرت 'اللبنانيين والفلسطينيين الذين لايزالون في التنظيم انهم يقاتلون عبثا، اهلهم والجيش اللبناني من اجل حفنة من المرتزقة'. وكررت دعوتها هؤلاء ل'الغاء السلاح والعودة الى الصواب وتسليم انفسهم الى الجيش وان استجابتهم لهذا النداء تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وتسرع في عودة النازحين الى منازلهم داخل مخيم البارد'. بيان اليونيفيل : من جهتها لفتت قيادة اليونيفيل الى ان الادعاءات والاتهامات التي تطلق بحقها لا اساس لها من الصحة بشيء وان قوات اليونيفيل البحرية لا علاقة لها بالمطلق بالتطورات التي تحصل داخل وخارج مخيم نهر البارد. واوضحت 'ان القوات البحرية في اليونيفيل تعمل ضمن اطار مهامها المحددة حسب القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن، والتي تنص على مساعدة السلطة اللبنانية بمنع تدفق الاسلحة غير الشرعية عبر البحر'. بدوره، اعرب قائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتزيانو عن تضامنه الكامل وقوات اليونيفيل مع 'رفاق السلاح في الجيش اللبناني حول ما يجري في الشمال من احداث'، لافتا الى 'اننا نعمل جنبا الى جنب مع الجيش وعملنا هذا يشكل تأمينا للامن والاستقرار في الجنوب'. هل أبوهريرة؟ شككت مصادر أمنية لبنانية في أن يكون الشخص الذي اتصل بقناة الجزيرة بعد ظهر أمس هو فعلا شهاب القدور (أبوهريرة)، الرجل الثاني في جماعة 'فتح الإسلام'. ولاحظت هذه المصادر ان القدور هو من إحدى بلدات شمال لبنان، لهجته معروفة، فيما كانت لهجة المتحدث غير لبنانية، إلا إذا كان قد تأثر إلى هذا الحد بالمحيط الذي يعيش في داخله.