لازال شبح القاعدة الذى هز أمن الولاياتالمتحدة فى الحادى عشر من سبتمبر يؤرق المارد الامريكى الذى اخذ على عاتقه مطاردته فى كل مكان وتتواصل العمليات التى يشنها الجيش الامريكى منذ احتلاله العراق بهدف استمرار عمليات الضغط على تنظيم القاعدة في العراق وبقية العناصر المتطرفة في انحاء البلاد لتحجيم قدراتهم.. ومنعهم من جر البلاد الى مزيد من العنف وتأجيج العنف الطائفي.على حد قولهم .. فى هذا الاطار انطلقت امس الاثنين عملية واسعة جديدة من عمليات القوات الامريكية في العراق في اطار الاستراتيجية الجديدة التي اعلن عنها الرئيس الامريكي بوش في شهر يناير الماضي والهادفة الى استعادة الامن فيه.. احدث عملية عسكرية كبرى اطلق عليها "ضربة الشبح" بدأها الجيش الامريكى بالتعاون مع قوات الامن العراقى فى البلاد. العملية تغطي انحاء البلاد وتستهدف مسلحي تنظيم القاعدة وميليشيات شيعية متطرفة ،كما اعلن البيان الصادر عن الجيش الامريكى ، مضيفا ان العملية ستتضمن القيام بفعاليات عسكرية متزامنة في انحاء البلاد ستركز على ملاحقة ما تبقى من الارهابيين من تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة المدعومة من ايران.،الا انه لم يذكر المناطق التي ستشملها هذه العملية كما لم يبين البيان حجم القوات الامريكية والعراقية التي ستشترك بها. الجيش الأمريكي اعلن إن العملية ستستند على النجاحات التي حققت ضد الشبكات الإرهابية خلال الحملات العسكرية السابقة في بغداد والمدن المحيطة بها. جدير بالذكر ان عملية ضربة الشبح هي ثالث حملة عسكرية كبرى يشنها الجيش الأمريكي عقب اكتمال وصول القوات الإضافية للعراق. حيث نفذت القوات الاميركية والعراقية سلسلة من العمليات العسكرية مؤخرا في مختلف مناطق العراق اسفرت عن مقتل واعتقال العشرات من قادة التنظيمات المتشددة، واعلنت ان الهدف من العمليات الاخيرة ضد القاعدة والعناصر المتطرفة الاخرى هو القضاء على ما تبقى من عناصرها ومنعهم من تنفيذ اعمال ارهابية تثير فتنة طائفية ، فقد عملت تلك العمليات على حرمان القاعدة من الحصول على ملجأ آمن وتمزيق خطوط تجهيز الجماعات المتشددة. كما ادت العمليات الى قتل والقاء القبض على قادة شيعة متشددين وتحرير شرائح كبيرة من العراقيين من فلول القاعدة. و شملت هذه العمليات المتزامنة تنسيق الجهود بين قوات التحالف وقوات الامن العراقية مما ادى الى تحسن واضح في حياة المواطنين العراقيين.
وبدأت العملية الواسعة النطاق بمشاركة عشرة آلاف جندي اميركي وعراقي ضد عناصر القاعدة في بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى والمناطق المحيطة بها، واسفرت عن مقتل واعتقال العشرات من عناصر التنظيم. واعلنت مصادر امنية عراقية مقتل خمسة من افراد قوات الحدود بينهم ضابط برتبة رائد، واصابة ثلاثة اخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في منطقة نفط خانة (شمال شرق بغداد). واعلن الجيش الاميركي في وقت سابق اعتقال ممول رئيسي لجماعة متمردة مرتبطة بايران خلال عملية دهم غرب بغداد. وكذلك اعلن مقتل خمسة متمردين واعتقال 13 متهمين بتهريب عبوات ناسفة "خارقة للدروع" خلال عملية دهم في مدينة الصدر معقل جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر. و قامت قوات التحالف بمصادرة عربة تحوى جهازي كومبيوتر بهما صور ووثائق مختلفة يمكن ان تؤدي الى عمليات مستقبلية تستهدف المجموعات الخاصة. واعلنت شرطة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان القوات العراقية اعتقلت اميرا في تنظيم القاعدة يدعى صدام حسين عند حاجز للتفتيش اثناء محاولته دخول مدينة كربلاء . واوضحت معلومات استخباراتية ان المتابعة المستمرة للارهابي مكنت القوات من التعرف عليه لدى محاولته دخول كربلاء لغرض تنفيذ اعمال ارهابية ،واكد التحقيق كشف تورطه باعمال قتل وتهجير طائفي وتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مناطق متفرقة شمال بابل وكربلاء. ياتى هذا فيما اعلن مسوؤولون عسكريون إن الجيش يعتقل 750 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 17 عاماً في معتقلاته في العراق. وبرر المسؤولون احتجاز اطفال قصر إلى تزايد تجنيد مسلحي العراق للأطفال وتكليفهم بزرع عبوات ناسفة ومتفجرات وعمليات استشكاف. يذكر ان الجيش الأمريكي قد اعتقل منذ فبرايرالماضى قرابة 16 ألف شخص مع تزايد أعداد قواته في العراق. ومنذ ذلك الوقت ارتفع عدد السجناء في المعتقلات الأمريكية بواقع 50 في المائة إلى قرابة 24 ألف سجين. ويتهم الجيش الاميركي بشكل متكرر "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني بتمويل وتسليح وتدريب الميليشات التي تنفذ هجمات ضد الجيش الاميريكي والقوات العراقية فيما تنفي ايران هذه الاتهامات. ويقول الجيش الاميركي ان اكثر من 200 جندي اميركي قتلوا منذ مارس 2004 بانفجار عبوات ناسفة ايرانية الصنع زود بها المتشددون العراقيون.
كان الجيش الاميركي قد اعلن قبل حوالي شهرين عملية عسكرية اطلق عليها عملية "السهم الخارق" تستهدف معاقل دولة العراق الاسلامية التي اعلنها انصار القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وتعد "ضربة الشبح" استكمالا لعملية "السهم الخارق" التي تنفذها قوات أميركية وعراقية منذ منتصف يونيو الماضي في محافظة ديالى. والتى شارك فيها أكثر من عشرة آلاف جندي أميركي . كما ينفذ عدة آلاف من القوات الأميركية والعراقية حاليا عملية "فرض القانون" التي تهدف إلى فرض الأمن في بغداد. وذكر البيان الأميريكي إن جميع هذه العمليات نجحت في تقليل تأثير الجماعات المتطرفة لأنها استهدفت الملاذات الآمنة وخطوط إمداد هذه الجماعات، وقتل واعتقال العناصر القيادية المهمة فيها وتحرير السكان العراقيين من سيطرتهم. فى اعقاب ذلك بدأت عملية "المطرقة الخاطفة" والتي يقوم بتنفيذها حوالي 16000 عنصراً من قوات الامن العراقية وقوات الائتلاف منذ الامس بهجوم واسع النطاق لدحر معاقل القاعدة والخلايا الارهابية الاخرى في جميع منطقة وادي نهر ديالى. وتعد هذه العملية الجزء الاهم من عملية ضربة الشبح التي ينفذها فيلق القوة منعددة الجنسيات في العراق. و بدأ جنود عراقيون وأمريكيون العملية بهجوم جوي في وقت متأخر من ليل امس على مواقع مستهدفة لأعتقال أو قتل عناصر تنظيم القاعدة المسؤولين عن أعمال عنف ضد المدنيين العراقيين. وذكر بيان صادر عن القوة متعددة الجنسية لمنطقة شمال العراق انه تم شل خلايا القاعدة في المنطقة وأجبرت على الاختباء نتيجة العملية مؤكدا ان الهدف الرئيسي من خلال عملية المطرقة الخاطفة هو القضاء على المنظمات الارهابية التي تعمل في جميع قواطع عمليات فرقة القوة متعددة الجنسية لمنطقة شمال العراق ولأفهام تلك المنظمات بأنه لم يعد لها ملاذأ آمناً في العراق ..