قبل إنعقاد القمة العربية فى الرياض فى أواخر هذا الشهر وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس فى الثالثة من بعد ظهر اليوم إلى أسوان المحطة الأولى لها فى جولتها الجديدة فى الشرق الأوسط ومن المقرر أن تلتقى رايس فى وقت لاحق مع أعضاء "اللجنة الرباعية العربية" التى تضم وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات ،ثم تجتمع مع رؤساء مخابرات الدول الأربع قبل أن يضمها عشاء عمل مع المسؤولين الثمانية مساء اليوم وستجرى رايس مباحثات صباح غد الأحد مع الرئيس حسنى مبارك قبل أن تتوجه إلى تل أبيب لتواصل جولتها فى إسرائيل والاراضى الفلسطينية والاردن ويأتى اجتماع أسوان بعد جمود طويل فى عملية السلام الشرق أوسطية ومحاولات لتسوية الخلافات وتهدئة الأوضاع بالشرق الاوسط لاسيما فى فلسطين والسودان والعراق. ويؤكد وزراء خارجية الرباعى العرب خلال الاجتماع على تمسكهم بخريطة الطريق والمبادرة العربية ، كما طرحت فى بيروت عام 2002 ، وهى المبادرة التى اقترحها عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد وتبنتها القمة العربية فى بيروت فى هذا العام وتنص المبادرة على اعتراف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية إلى حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية وتسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين وكانت إسرائيل قد رفضت حينذاك المبادرة كما إنتقدتها الولاياتالمتحدة بينما يعرض الجانب الأمريكى فى مفاوضاته مع الرباعية وجهة نظره وما سيقوم به مع الإسرائيليين لإقناعهم بالمبادرة بعد أن تحدث مسؤولون اسرائيليون عن عناصر "إيجابية"فى هذه المبادرة التى يمكن اعتمادها نقطة إنطلاق للمفاوضات شرط أن تحدد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مناطق يسيطر عليها الفلسطينيون وليس إلى إسرائيل. ويمكن أن يكون هذا مفيداً بالنسبة للقمة العربية المقبلة بالرياض فى 29-28 مارس الجارى وذلك فى ظل المناقشات المتوقع أن تدور حول تطورات القضية الفلسطينية بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وكيفية العمل على تسوية الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى . . ومن الجدير بالذكر أنه حتى اليوم لا تقيم سوى مصر والاردن علاقات مع اسرائيل ...وبالرغم من عشر زيارات للمنطقة لم تحصل رايس على أى نتيجة ملموسة وازداد الوضع تعقيدا منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية . وهناك تباين فى الآراء حول اجتماع رايس بوزراء الرباعى العربى ، ففى الوقت الذى يرى فيه كثير من المحللين أنه لا فائدة من هذه الاجتماعات فى ضوء السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل وعدم الاهتمام الفعلى بحل القضية العربية وإقامة الدولة الفلسطينية ، يرى البعض أنه من الضرورى للدول العربية استغلال عودة الاهتمام الأمريكى بعملية السلام فى المنطقة فى إعادة تنشيط هذه العملية على أرض الواقع وإقناع الولاياتالمتحدة بأهمية المسار السورى – الإسرائيلى إلى جانب المسار الفلسطينى والتحرك نحو حل القضية وعودة الاستقرار والأمن للمنطقة . ورداً على سؤال عن ضرورة مشاركة سوريا فى اجتماعات الرباعى العربى والذى يضم مصر والأردن والسعودية والإمارات ، خاصة أن سوريا صاحبة مسار فى عملية السلام أوضح وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط فى تصريحات له سابقة إن الرباعى العربى بدأ أمنياً فى الخريف الماضى وبالتالى لم تكن سوريا موجودة.. ويقع على المسئولين العرب فى اجتماع أسوان وقمة الرياض مسئولية تفعيل مبادرة السلام العربية على المستوى الدولى وإفشال الجهود الرامية من أجل تفريغ المبادرة من مضمونها ، وذلك بحذف ما يتعلق منها بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وضرورة تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل قبل التوصل إلى تسوية شاملة ، وذلك فى الوقت الذى يربط فيه البعض بين اجتماع رايس بوزراء خارجية الرباعى العربى وبين التعديلات المطلوبة فى المبادرة العربية قبل عقد القمة العربية. .