بحثا عن فرصة عمل غير تقليدية ودون مغادرة المنزل وترك الأبناء لتوفير حياة كريمة للمرأة وبعيدا عن روتين الوظيفة، قررت بعض النساء الاتجاه إلى العمل المربح من خلال إقامة مشروعات تجارية تقوم بها من المنزل وتروج لمنتجاتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها الفيس بوك. وقد نجح عددا كبيرا من السيدات على مدار سنوات مضت في إنجاز مشروعات وتنميتها حتى أصبحن قدوة لفتيات صغيرات وطالبات جامعات قررن بالفعل إقامة إحدى هذه المشروعات حتى لا تضطر إلى مغادرة المنزل والالتزام بمواعيد عمل رسمية في أى جهة حكومية أو خاصة. وقد أصبح موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"الآن وسيلة فعالة في قطاع الأعمال التجارية وقامت السيدات والفتيات باستغلاله في المشاريع ذات المكسب والربح عن طريق إدارتها منزليا، وقد نجحت الكثيرات في تخطى حاجز البداية وتحقيق نجاحات كبيرة. وانتشرت على موقع فيس بوك صفحات كثيرة لتسويق المنتجات المختلفة دون الحاجة لشراء محل تجاري، إضافة إلى ميزة الإعلان المجاني للصفحات، عن طريق إرسال الدعوات إلى الأصدقاء والذين يرسلونها بدورهم إلى أصدقائهم، ليصبح عدد المشتركين بالآلاف في أيام معدودة، وهو ما يضمن دعاية يومية مجانية للمنتج. كما يمكن التسويق للمنتجات بسهولة عن طريق نشر صور ومقاطع فيديو وروابط على الصفحات للخدمات والمنتجات وغير ذلك وإضافة معلومات تفيد فى الوصول والتواصل مع الجمهور بسهولة كأرقام الهاتف والموقع الإلكترونى والعنوان. ومن أشهر المشاريع المنزلية التي أنشأت على صفحات فيس بوك وحققت نجاحا كبيرا صناعة المأكولات والحلوى، فبعض هاويات فن الطبخ اتخذن مشروعا لهم حيث تقمن بإعداد الوجبات المختلفة، وإقامة الولائم، وتجهيزات الحفلات من حلوى ومأكولات حتى كحك العيد. وفي مجال التجميل ايضا انتشرت على الموقع عدة صفحات تنشر كل منها مستحضرات التجميل والشعر والماسكات والعطور وكل ما يخص المرأة والمنزل، بينما تخصصت صفحات أخرى في صناعة الإكسسوارات، ونشر صور للتصميمات مع توصيف لكل منتج بالمواد المصنع منه وسعرها غالبا ما يكون في متناول الجميع. كذلك سيطر فن تصميم الأزياء على مساحة كبيرة من المشاركة سواء كانت أزياء للمحجبات أو لغير المحجبات، كما تجد أيضا العديد من الصفحات التي تعلن عن بيع وإيجار فساتين الأفراح والسواريهات، وبعض أصحاب المشروعات يقدمون على صفحاتهم خدمة توصيل الطلبات إلى المشتري بمقابل بسيط،وكل هذه المشروعات والصفحات تلاقى تفاعلا وإقبالا جماهيريا كبيرا. وأخر أفكار ستات البيوت للعمل من المنزل هو مشروع مطبخ الفيس بوك، والذى تقمن فيه بعمل صفحات على موقع"فيس بوك" تضم أشهى الأكلات البيتى مع عرضها للراغبين بأسعار في متناول الجميع، لمن لا يجيدون الطبخ أو للشباب المغترب،أو لراغبي إقامة الحفلات وغيرهم. 1000 رأس المال وتقول سارة محمد – صاحبة مشروع اكسسوارات -لمحررة أخبار مصر: "بدئت هذا المشروع منذ حوالي 3 سنوات ونصف. بدئت في وقت كنت ابحث فيه عن مصدر دخل وكنت لازلت طالبه بكليه تجاره ، وانا بطبيعتي أحب اكون مميزه ففكرت في عمل شئ جديد ويكون مختلف. وتضيف قائلة: اول رأس مالي كان 1000 جنيه. بحث على الانترنت عن أماكن بيع الخامات. وذهبت هناك وتحدثت مع البائعين وأصحاب المحال عن كيفية صنع هذا الموديل او ذاك وانا اكمل باقي الشغل من دماغي. وتكمل سارة"بدأت أدخل علي النت وأجمع أفكار جديدة وابتكر منها أشكال وتصميمات جديدة. وبدأت اعمل اكسسوارات وابيع لاصحابي."كنت فرحة ومسروره جدا عندما أراهم يرتدون ما صنعته بيدي. وكنت ابيعها لهم باسعار بسيطه جدا، وبدأت أنزل المحلات ابيع بالجملة. وتقول"آيه على محمد"صاحبة مشروع الأكل البيتى" لمحررة الموقع: ما يزال هذا المشروع جديدا وبدأت الفكرة عندما لاحظت وجود العديد من صديقاتي ومعارفي تبحثن عن عمل مناسب بلا جدوى. فمن هنا جاءت الفكرة فبحثت عن مشروع تعم فائدته علينا. فكان الاتجاه الاول تصميم وتفصيل عبيات خليجى أو تأجير فساتين حفلات وسواريه لكن للاسف كل هذه المشاريع تحتاج سيوله ومنفذين ودعاية. وهذا كان صعب علينا. وفي النهاية استقر تفكيرنا على مشروع الأكل البيتي لانه يهل التنفيذ وبخاصة في بدايته ولا يحتاج لمكان حيث ان كل واحدة مننا تقوم بالذهب وإعداد الأكلات في مطبخها. بالاضافة الى ان دعايته سهلة وير مكلفة. وتبتسم آية وتقول: " والحمد لله البدايه كانت معقولة وعدد المعجبين يزداد. فلم أكن أتوقع هذا الاقبال. والآن اعمل على دراسة مشروع ورشة التفصيل. التجارة شطارة وتقول هبة الجبالى-تاجرة على الإنترنت- في حوار مع محررة موقع اخبار مصر إنها بدأت العمل فى مجال التجارة الإلكترونية منذ عام ونصف، حيث حاولت قبلها أن تعمل بتخصصها لانها خريجة لكلية الآداب، لكنها لم تجد فرص عمل حقيقية، وقالت: "قررت أن أبحث عن أى مصدر رزق يحسن من وضعي الاقتصادي الصعب،وقد بدأت الفكرة عندما كنت أتصفح الإنترنت يوما فوجدت مواقع استيراد من الصين وتركيا، وعلمت بوجود موردين يمكنهم توريد البضائع المحلية لى بأسعار مناسبة تمكنني من تحقيق هامش ربح معقول عند بيعها، وهنا قررت أن أخطو الخطوة بأن أقوم بعمل صفحة لى على الفيس بوك أعرض من خلالها صور تلك المنتجات من ملابس وأدوات تجميل وغيرها ليتم بيعها لرواد الصفحة. تشرد هبه برهة وبلمسة من الحزن لمحتها في نبرتها تضيف: "رغم كم الإحباطات التى تعرضت لها من زوجي ووالدتي، فقد توقعا لي الفشل. لكنني تحديت كل هذه الإحباطات حتى أصبحت الآن من أشهر التاجرات على الإنترنت". تعليم ذاتي سارة- خريجة فنون تطبيقية وتعمل في مجال صناعة الحلي وبيعها للمحلات والأفراد، تقول: تركت عملي بعد الثورة بعدة أشهر بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة التي اضطرت الشركة إلى أن تقوم بتصفية معظم موظفيها، لكنني قررت عدم الاكتفاء بالبحث في جرائد ومواقع التوظيف عن فرصة جديدة، وبالصدفة أثناء زيارتي للقاهرة الفاطمية لاحظت وجود الكثير من المحال التجارية التي تبيع الحلي بأسعار مبالغ فيها بالمقارنة بأسعار الخامات، فسألت نفسي لم لا أقوم بتصنيع إكسسواراتي بنفسي؟. لذا قمت بعد عودتي للمنزل بعمل بحث وتحميل مقاطع فيديو لتعليم كيفية صناعة الحلي من خلال الإنترنت، فوجدته شيئا ممتعا جدا ومسليا ونتائجه أبهرت جميع من حولي، ومن هنا تحولت الفكرة إلى تجارة رابحة. وعن الصعوبات التى واجهتها خلال عملها تقول: واجهتني صعوبات عديدة، فمثلا يوجد تفاوت رهيب فى أسعار الخامات من مكان لآخر رغم أن الجودة واحدة، لذا لزم عليها البحث والتنقيب عن أرخص الأماكن، كما أن المجاملات التي تكون في محيط الأصدقاء تضطرني إلى تقليل الأسعار لدرجة تجعلني أخسر أحيانا. أما المشكلة الرئيسية التي تواجهني فهي كيفية تسويق المنتجات على أوسع نطاق، لذلك أقوم بدراسة احتياجات السوق وأبحث عن أساليب تسويق جديدة. ونصيحتي لأى سيدة لديها فكرة جديدة أن تنفذها فورا، لأن الأفكار لا تنتظر وكلما تأخرت زادت المنافسة، وأصبح لزاما عليها أن تبتكر أفكارا جديدة لتصبح مختلفة. رمضان موسم وتقول أمنية طه صاحبة مشروع اعداد الاكل البيتي ان الطلب يزداد في رمضان علي الاكل البيتي وعلي وجه الخصوص المحاشي،الديك الرومي والاكلات الدسمة، وجميعها تطلب ناضجة وعكس المعتاد الذي تقبل فيه السيدات علي الطعام المجمد لتقوم ربة المنزل بتجهيزه، بجانب الاقبال علي الحلويات من كنافة وبسبوسة خاصة من المتزوجات حديثاً والموظفات. وتتراوح الاسعار بين 40 جنيها لزوج الحمام المحشي و40 جنيها لصينية الجلاش باللحم و30 جنيها للجلاش بالكسترد. وتقول أمينة إن أكثر مشكلة تواجهها في رمضان هي مقاومة العادة المصرية المعتادة وهي كثرة الفصال لتخفيض السعر،ويرجع ذلك لعدم تقديرهم للخامات المستخدمة في مقابل دفعهم مبالغ اكبر في الاماكن التي تقدم نفس المأكولات وبطعم اقل ولكن اعتمادا علي شهرة القائم عليها. وتؤكد امينة انها تعتمد علي نفسها في اعداد الوجبات، وأحيانا تستعين بسيدة في تجهيز ولائم كبري. اما اصعب المواقف التي تواجه صاحبة أي مشروع للاكل هو عدم مجئ صاحب الطلبية لاستلام الطعام واحيانا منهم من يتجاهل الطلب أو حتي الاعتذار.