كشفت وثائق تم العثور عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبية السابق عن تعاون وثيق بين المخابرات البريطانية والأمريكية ونظام العقيد معمر القذافي منذ عام 2002 أثناء ما أطلق عليها " الحرب على الإرهاب" ، وساعدت على اضطهاد المعارضين الليبيين. وعثرت منظمة هيومان رايتس ووتش على الوثائق في مكاتب رئيس المخابرات الليبية السابق ووزير الخارجية موسى كوسا. وقالت المنظمة انها عثرت على مئات الرسائل المتبادلة بين المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) والمخابرات البريطانية (ام اي 6) وبين كوسا الذي يعيش حاليا في المنفى في لندن ، وان رسائل من المخابرات المركزية الامريكية بدأت بعبارة "عزيزي موسى" وموقع عليها بشكل غير رسمي بالاسماء الاولى فقط لمسؤولين بالمخابرات الامريكية. وأضافت هيومان رايتس ان عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري الحالي لطرابلس والتابع للمجلس الوطني الانتقالي كان ضمن الاشخاص الذين اعتقلوا وأرسلتهم المخابرات المركزية الامريكية الى ليبيا. وتشير الوثائق إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية سي آي ايه اختطفت عددا من المشتبه فيهم ما بين عامي 2002 و2004 وسلمتهم إلى السلطات في الليبية في طرابلس. وقال بيتر بوكيرت مدير هيومان رايتس ووتش الذي كان ضمن المجموعة التي عثرت على هذه الوثائق "من بين الملفات التي اكتشفناها في مكتب موسى كوسا كانت هناك رسالة بالفاكس من المخابرات المركزية الامريكية بتاريخ 2004 تبلغ فيه المخابرات الامريكية الحكومة الليبية بانها في وضع يتيح لها القبض على بلحاج وتسليمه." وأضاف "تلك العملية جرت بالفعل. فقد القت المخابرات المركزية الامريكية القبض عليه في اسيا وأعادته على متن رحلة سرية الى ليبيا حيث جرى استجوابه وتعذيبه على ايدي اجهزة الامن الليبية." وتسلط الوثائق المزيد من الضوء على ممارسة يطلق عليها التسليم انتهجتها الولاياتالمتحدة ابان حكم الرئيس السابق جورج دبليو بوش يتم فيها تسليم المشتبه بتورطهم في أعمال ارهابية الى دول اخرى للخضوع للاستجواب. وانتقدت جماعات حقوقية الولاياتالمتحدة لارسارها هؤلاء المشتبه بهم لدول يحتمل ان يتعرضوا فيها للتعذيب. جدير بالذكر ان اجهزة المخابرات الغربية بدات التعاون مع ليبيا بعد ان تخلى القذافي عن برنامجه لبناء اسلحة غير تقليدية في عام 2004. لكن محللين يقولون ان تعاونه مع المخابرات الامريكية والبريطانية ربما كان اكثر شمولا مما كان يعتقد في السابق. وعمق العلاقات قد يثير غضب مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الذين كان الكثيرون منهم من المعارضين للقذافي لفترة طويلة واصبحوا الان مسؤولين عن رسم مسار جديد لعلاقات ليبيا الخارجية. اقرأ ايضا أنباء عن اعتقال نائب رئيس المخابرات الليبية السابق بمدينة الزاوية