شهدت أسعار النفط إرتفاعات متلاحقة الاربعاء حيث كسر الخام الامريكي الخفيف حاجز ال 100 دولار للمرة الاولي ، بينما صعد خام برنت الي مستوي قياسي مقتربا من 97 دولار للبرميل مثأثرة بتضافر العنف في نيجيريا والجزائر عضوتي منظمة اوبك مع ضعف الدولار وطقس بارد شمال غرب أوروبا مما سيرفع الطلب على وقود التدفئة الامر الذي عزز الاسعار فضلا عن المخاوف من تراجع الامدادات الامريكية. وارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف تسليم فبراير في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" بنحو 2.67 دولار أي ما يعادل 2.78 في المائة مسجلا 98.65 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 96.05 الى 99 دولارا وهو أعلى مستوى لعقد فبراير وأعلى سعر لعقد أقرب استحقاق منذ سجل 99.11 دولار في 26 نوفمبر . يذكر ، أن أعلى مستوى سجله الخام علي الاطلاق كان 99.29 دولار وقد سجل في 21 نوفمبر الماضي. صعدت العقود الاجلة لخام برنت في بورصة انتركونتننتال الى مستوى قياسي قرب 97 دولارا للبرميل ، حيث إرتفع سعر عقد أقرب استحقاق الى ذروة غير مسبوقة مسجلا 96.75 دولار للبرميل بزيادة 2.90 دولار. وإلي نفط "أوبك" ، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" -والتي تضم سلتها 12 نوعا من النفط الخام- أن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع الى 69.02 دولار للبرميل في العام الماضي من 61.08 دولار في العام السابق . ووصفت وزارة الطاقة الامريكية بلوغ أسعار النفط هذا المستوي القياسي المرتفع بأنه يعكس طلبا عالميا قويا ومتزايدا على الطاقة. وفي رد فعل سريع ، أعلن البيت الابيض أن الرئيس الامريكي جورج بوش لن يسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كحل مؤقت لخفض أسعار النفط . وقالت ليبيا عضو منظمة أوبك ان المنظمة ليس بيدها الكثير لخفض أسعار النفط التي بلغت مستوى قياسيا مرتفعا عند 100 دولار للبرميل نظرا لأن معظم الاعضاء يضخون بأقصى طاقة. وتقول "أوبك" ان ثمة عوامل خارج نطاق العرض والطلب مثل التوتر السياسي والمضاربة من قبل المستثمرين هي التي تعزز الاسعار وليس أي نقص في امدادات الخام. أحداث العنف في نيجيريا وتسببت أعمال العنف السياسية في كينيا -أكبر مصدري النفط في أفريقيا- في تراجع امدادات الوقود والمنتجات البترولية الى بلدان مجاورة من بينها اوغندا وبوروندي كما يُرجح أن تؤثر على مناطق ببلدان أخرى من شرق الكونجو وحتى جنوب السودان. وتحصل تلك البلدان والمناطق على الوقود من موانيء كينية حيث تعطلت خطوط الامداد بسبب الفوضى التي أعقبت الانتخابات التي فاز فيها الرئيس مواي كيباكي بفترة رئاسية ثانية وطعنت فيها المعارضة. وفي العاصمة الاوغندية كمبالا ترك عدد كبير من قائدي السيارات مركباتهم على جوانب الطرق بعد نفاد الوقود بالمحطات ، وقام بعض السكان وأصحاب الاعمال بتخزين ما أمكنهم الحصول عليه خشية حدوث مزيد من الانقطاع في الامدادات. وقال وزير الطاقة الاوغندي باودي ميجيريكو "رغم أنه كان هناك شح عام في امدادات البنزين الا أن الازمة الكينية زادته سوءا... كميات كبيرة من الوقود الذي كان متجها الى كمبالا معلق في ميناء مومباسا الكيني ولا يمكن عمل أي شيء حاليا." وفي بوروندي قالت جوان نجورجي المدير العام بالانابة لشركة انجين بتروليوم الجنوب الافريقية التي تستورد الوقود الى الدولة التي لا تطل على شواطي بحرية انها تتضرر أيضا من الاضطرابات في كينيا ، مشيرة الي ان الشركة تستورد نحو 70 بالمائة من الوقود في بوروندي كما تزود قوات حفظ السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة بالوقود . وأضافت جوان نجورجي في إشارة الي امكانية حدوث أزمة اقتصادية في بوروندي "المخاطر لن تنتهي عند ارتفاع أسعار الوقود فحسب لكن سيكون هناك نقص وهو ما يمثل خطورة شديدة بالنسبة لبوروندي".